التاريخ عموماً يمثل سجلاً للأمم والشعوب والبلدان والأنشطة والإنسان، وهو مرآة لكل حقبة وعصر، وقد يكون مصدة الماضي «القوي» «التليد» و «محصلة» «أمجاده» التي تمنحنا القوة والقدرة على مقارعة ما قد تأتي به الأيام والأحداث. التاريخ «التراكم» التراثي والمعرفي والثقافي والحضاري الذي نلجأ إليه لكي «يقدم» لنا صوراً من «الأمن» و«الأمان» و «الحماية» و «العبر» والدروس و «النجاحات» و«الانتكاسات» .. ربما «خوفا» أو «إشفاقا» من بعض «تعثر» في «الحاضر» ! أو نستغيثه توجسا من بعض «مفاجآت» المستقبل! أو محاولة فهم صفحات من الماضي لتساعدنا على تجاوز بعض من إخفاقاته، والإسهام في تطوير عطاءات ومناشط المستقبل شديدة الاتساع. في كثير من بلدان العالم قد تكون نشأة أي نادٍ أو فريق أو نشاط رياضي عرضة للاختلاف بين المؤسسين وغيرهم من المتابعين والمؤرخين والنقاد، وغالبا ما تفتقر معظم الفرق والأندية أو الأنشطة الرياضية إلى وثائق رسمية تؤكد تواريخ تأسيسها بخلاف الفرق «الأندية» والأنشطة التي تكونت أو ظهرت في العقود القليلة الماضية في ظل الأطر المؤسساتية الرسمية والأهلية. لم يختلف الحال كثيراً في المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بكيفية وتاريخ نشأة الرياضة وأنشطتها وأجهزتها الإدارية والفنية عموما، عن غيرها من البلدان في هذا المجال، وكذلك هو الحال فيما يتعلق بنشأة معظم الأنشطة والفرق «الأندية» القديمة الرياضية: كالاتحاد والهلال البحري والوحدة والأهلي بجدة والوحدة والأهلي بمكة المكرمة والرياضي والوطن وغيرها من الفرق والأندية والأنشطة في بقية مناطق ومدن المملكة المترامية الأطراف، والتي ظهرت قبل إنشاء الهيئات الرسمية السعودية المعنية بالرياضة والرياضيين في بلادنا الحبيبة، والتي أنيطت بها عمليات وإجراءات تنظيم مسارات وأنشطة الأندية وتهيئة وإقامة المنشآت الرياضية العصرية للمساهمة في تطورها، وإعداد الفرق الرياضية الوطنية للمشاركة في المسابقات والمحافل الدولية. الرياضة : «علم و فن» نشط فيما يتعلق بالإبداعات الفكرية والتقنية الرياضية، والرياضي النشط لديه القدرة على إبداع أفكار رياضية متجددة، غير أن هذا الإبداع غالباً ما يكون خارج نطاق التنظيم الرسمي الذي يفرضه الإداريون والمدربون في حالات كثيرة! في حين أن الرياضية «الاحترافية» ليست - دوما - في حاجة إلى «الإبداع والتجديد» من قبل اللاعبين نظرا لضرورة التزامهم بالأفكار والنظم الاحترافية المسبقة التي يضعها الإداري والمدرب ويفرضانها فرضاً ؟ في حين أن الرياضيين الهواة - من كافة أطياف المجتمع - يتمتعون بالقدرات والفرص غير المحدودة لممارسة مختلف الرياضات، مما يسمح بانطلاق أعداد غير محدودة من الأفكار والأنشطة الإبداعية الخلاقة. الرياضة : نشاط إنساني قديم قدم البشرية على وجه البسيطة، فمن خلال أنشطة الجري والتسلق والقفز والسباحة إلى ركوب الخيل، وصولا إلى ألعاب الفروسية والألعاب الأولمبية القديمة، تخطت «الرياضة» مسافات .. ومرت عبر مراحل زمنية وتطويرية طويلة. ومنذ الأزل «أدرك» الإنسان أهمية الرياضة ليستمر في حياته قويا قادراً على «المناوءة» و«المواجهة» والمنافسة ؟! غير أن الرياضات الحديثة فاقت كل أنواع الرياضة القديمة، وتفوقت عليها في التنظيم والتطوير والوسائل التقنية والأنماط والانتشار. لقد كانت الرياضة مع الإنسان الأول في الأزمنة الخالية، وظلت كذلك مع الإنسان المعاصر، «محكومة» .. مشمولة ب «إطار قيمي» قد لا تستقيم بدونه، ولا يمكن استمرارها وتطويرها إن اختل احد جوانبه. الرياضة : قبل أن تكون حركة وجريا وتسلقا وقفزاً، هي «قيم» ووسائل اجتماعية تربوية إنسانية، بل هي قبل أن تكون مسابقات وبطولات ومنشآت ولاعبين وعقود ومدربين وجماهير وإعلام وتمويل .. «قيم» و «قواعد» تعامل إنساني، لابد لها أن «تتأصل» في «نفوس» الرياضيين عميقا، وتتجذر في أنشطتهم وسلوكياتهم كافة! وقد جاء في صفحات التاريخ الإسلامي المجيد دعوات متكررة إلي ممارسة رياضات معينة كالرماية، والسباحة، وركوب الخيل، والمشي، والجري، والمبارزة، والمصارعة كوسائل للحصول على القوة لدى الفرد المسلم تعينه على مواجهة متطلبات الحياة. في هذه الصفحات .. المختصرة .. نحاول أن نتناول بالعرض والتحليل والتعليق شيئا من تطور ونشأة الرياضة في المملكة العربية السعودية، والتعرف على بعض أهم ا لنقاط واللمحات المفصلية التي مرت بها: نشأةً .. وتطوراً .. وتأطيراً .. وتنظيماً .. وإنجازاً .. من خلال الأنشطة والفرق والأندية والهيئات الرسمية الرياضية السعودية، ومن خلال ما مرت به من تجارب ممتدة .. في العقود الماضية. وإلى اللقاء في الغد بإذن الله