قال اناس يقومون بمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) ان الشعوذة والخوف من المرض في القرى الواقعة في غابات بابوا غينيا الجديدة هما السبب وراء القاء مصابين في الانهار ليموتوا غرقا او في مقابر او عزلهم حتى يموتوا جوعا. والاصابة بفيروس (اتش.آي.في) المسبب للايدز في بابوا غينيا الجديدة وهي جزيرة جبلية في جنوب المحيط الهادي تكسوها الغابات يعني ان كون المصاب منبوذا في بلد يعادي العالم الحديث لم تعرف فيه بعض القرى الحضارة الغربية الا في الثلاثينيات. وقال جود القس الفرنسيسكاني الذي عمل في الغابات طوال 30 عاما ويدير عيادة لمعالجة فيروس (اتش.آي.في) المسبب للايدز في بورت مورزبي «اذا لم يعرفوه من قبل يعتقدون انه سحر.» وابلغ جود رويترز «انهم يلقون بالمصابين بفيروس (اتش.آي.في) في النهر او يحفرون قبورا ويضعونهم فيها ويتركونهم ليموتوا.. او يكتفون بتركهم في الافنية الخلفية ويرفضون اطعامهم.» وتشير الارقام الرسمية الى وجود نحو 12 الف مصاب فقط بفيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز في بابوا غينيا الجديدة لكن العاملين في مكافحة المرض يقولون ان عدم الابلاغ عن جميع الحالات والاحجام عن الخضوع للفحوصات يعني ان العدد الحقيقي يتراوح ما بين 80 الفا و120 الفا. ويواجه سكان الجزيرة البالغ عددهم 5,4 ملايين نسمة واغلبهم يعيش حياة كفاف ريفية خطر انتشار وبائي كما في كمبوديا وميانمار وتايلاند. ويقول خبراء مكافحة الايدز ان معدل الاصابة السنوي يقدر بنحو 33 في المئة وان بابوا غينيا الجديدة تقف على حافة انتشار وبائي على غرار الوباء المنتشر في افريقيا والذي يمكن ان يتسبب في مقتل الملايين ويدمر الاقتصاد. وقال الطبيب الفونس تاي رئيس المستشفى العام في بورت مورزبي «هذه فقط قمة جبل الجليد...في غضون فترة تتراوح ما بين 10 و 20 عاما سيصبح قرابة 50 في المئة من السكان مصابين بفيروس (اتش.اي.في).» ووجد المرض أرضا خصبة له في بابوا غينيا الجديدة حيث ينتشر تعدد الزوجات والاغتصاب والعنف الاسري. وينقل كثير من الازواج المصابين بالفيروس العدوى عن قصد الى زوجاتهم لرفضهم استخدام العوازل الطبية التي يعتقدون انها تقلل من رجولتهم.