أدان علماء الأزهر العمل الإرهابي الغاشم الذي استهدف مسجدا شرقي السعودية بمنطقة القطيف أثناء صلاة الجمعة وأوقع 21 قتيلا و81 جريحا، وأكدوا أن هذا العمل الإرهابي لا يمت للإسلام بصلة؛ وأن المقترف لمثل هذه الأعمال الإرهابية هو عارٍ تماما من أي انتماء لأي دين من الاديان السماوية ومجرد من كل القيم الإنسانية التي عرفتها البشرية؛ فهؤلاء ثلة من "داعش" ذلك التنظيم الذي يعيث بالأرض فسادا، موضحين أن الهدف منها هو إشعال الفتنة داخل المملكة العربية السعودية، وأكد علماء الدين على أن هذه المحاولات الخبيثة لن تنال من وحدة المملكة العربية السعودية وستظل على وحدتها وشموخها، فالمملكة هي مهد الإسلام والعروبة، وتلك حقيقة لا سبيل إلى تغييرها. ويؤكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق على أن ما حدث في المملكة العربية السعودية من تفجير مسجد هو عمل ارهابي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأن هذا الحدث لا يمكن ان يكون من قبل مسلمين، لان الاسلام بريء من كل هذه الحماقات التي ترتكبها مجموعة ضالة لا علاقة لها لا من قريب أو من بعيد بالإسلام، مشددا على أن وراء هذا العمل الإرهابي الخسيس والجبان اذرع لمخابرات اجنية وعالمية لاتريد للمنطقة العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة الاستقرار، فهم يسعون لإشعال الفتنة داخل المملكة أملا في زعزعة الاستقرار داخلها، فيقفزون بذلك على حقائق دامغة يعرفها كل من يتأمل أحوال المملكة وما تنعم به من استقرار وهدوء، وما تأسست عليه بالأساس هو وحدة الأرض وتماسك الناس والتفافهم الأمين حول قيادتهم الرشيدة. وأضاف نصر واصل أن هذا العمل الإرهابي لا يمكن أن يكون له مبرر لقتل أناس يعبدون الله، وفي وقت مبارك كصلاة الجمعة، سواء في مسجد أو حتى في كنائسهم أو صوامعهم مهما كان الاختلاف المذهبي والعقائدي أو السياسي؛ فقد أمرنا ديننا الحنيف بالسلام أولا قبل الحرب موضحا فضيلته. والخطاب القرآني يبرز لنا قاعدة اساسية في التعامل مع غير المسلمين تقوم على تقديم السلام على الحرب، واختيار التفاهم لا التصارع، ومن أدلة ذلك أنَّ القرآن الكريم أورد كلمة السلم بمشتقاتها مئة وأربعين مرة، في حين ذُكِرَت كلمة الحرب بمشتقاتها ست مرات فقط. مدير المركز الإسلامي بإيطاليا: رسول الإسلام لم يشجع على القتل حتى إنه لم يقتل المنافقين واستشهد واصل بمقولة الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق عندما قال "إن السلم هو الحالة الأصلية التي تهيئ للتعاون والتعارف وإشاعة الخير بين الناس عامة، وإذا احتفظ غير المسلمين بحالة السلم، فهم والمسلمون في نظر الإسلام إخوان في الإنسانية؛ وذكر مقولة شيخ الأزهر السابق جاد الحق -رحمه الله- أنه من الواجب على المسلمين أن يقيموا علاقات المودة والمحبة مع غيرهم من أتباع الديانات الأخرى، والشعوب غير المسلمة نزولاً عند هذه الأخوة الإنسانية، منطلقًا من الآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقانكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" مطالبا كافة الدول العربية والإسلامية بدعم ومساندة المملكة العربية السعودية في حربها التي تدافع فيها عن أمنها واستقرارها ووحدتها، وتجاهد في سبيل رفعة الدين الاسلامي الحنيف على نقائه وسلامة مبادئه، مؤكدا على أن أمن السعودية من أمن المنطقة العربية بأكملها، وأنها هي الحاملة لهذه المسؤولية وأنها عند مسؤوليتها التي تعيها جيدا بكل الأمانة والرجولة والنخوة العربية والإسلامية. ومن جانبه وصف عباس شومان وكيل شيخ الأزهر الحادث بانه إرهابي وخسيس ولا يمت بأي صلة للإسلام لا من قريب ولا من بعيد، ومؤكدا أن الشريعة الإسلامية لم تحث على القتل لأي فئة حتى لو كانوا كفارا، فالرسول الكريم نهى حتى في أحلك الظروف وهي الحرب عن قتل المدنيين من الأطفال والنساء والشباب والرهبان في صوامعهم وكنائسهم واكد ان الازهر الشريف يدين وبشدة هذا العمل الإرهابي الذي أراد أصحابه إشعال الفتنة بين السنة والشيعة ولكن كل هذه محاولات خسيسة لم ولن تنال من وحدة المملكة العربية السعودية التي بها الحرمان الشريفان. وأضاف شومان أن هذا العمل لا يمكن ان يصدر من مسلم يدخل مسجدا ليقتل أناسا يعبدون الله بداخله مؤكدا أن هذا الارهابي الذي فجر نفسه هو رجل باع نفسه ودينه وحياته بخسا، مطالبا كافة المنظمات العربية والاسلامية بالوقوف بجوار المملكة السعودية بكل الصلابة وبارادة لا تلين. ويقول الدكتور سعيد محفوظ مدير المركز الثقافي الإسلامي بميلانو في ايطاليا؛ إن تفجير مسجد وهو بيت من بيوت الله جريمة نكراء وتصل الى حد كونها جريمة ضد الانسانية فليس هناك على وجه الأرض دين أو إنسانية أو قانون يبيح لأي فئة ضالة تقتل الناس جماعة تحت مبررات لا تمت للاسلام بصلة، فالاسلام دين رحمة وسلام، دين لم يعرف العنف أو القتل أو التفجير؛ مشيرا إلى أن الله سبحان وتعالى قد حرم القتل على البشر والشجر والحجر والدواب كلها إلا بالحق وليس لانسان ان يقتل إنسانا مهما كان دينه او عقيدته او لونه اوجنسه ومهما اختلف معنا في العقيدة او المنهج او السلوك. نصر فريد واصل: أذرع مخابرات تريد أن تنال من وحدة المملكة وأضاف محفوظ أن النبي محمد صلوات الله عليه وسلامه لم يقتل انسانا حتى المنافقين، فلم يتعرض الرسول لأحد منهم بالقتل، وقال لاصحابه أعفو عنهم حتى لا يقال إن محمدا يقتل أصحابه رغم انه منافق إلا ان الرسول صلوات الله عليه وسلامه وصفه بالصاحب، بل طالب بالعفو عنهم، فما بالنا بمحاولة غبية لا تريد أن تزرع الفتنة بين أرباب دين ودين وانما بين طائفتين تنعمان بالانضواء تحت مظلة دين واحد حنيف هو الدين الاسلامي. واستشهد محفوظ بحديث النبي محمد صلوات الله عليه وسلم عندما قال "من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وان كان المقتول كافرا" مؤكدا أن الإسلام دين الحب والخير والرحمة والسلام مشيرا إلى ان 80% من آيات القرآن تحث على الاخلاق والتعامل بين الناس وان هناك أكثر من 60 ألف حديث نبوي منهم الفان حديث فقط تتحدث عن العبادات وباقي الأحاديث تتحدث عن الأخلاق والتعامل الحسن فيما بيننا وبين غير المسلمين، فما بالنا بتعامل المسلمين مع المسلمين. يقول الشيخ عيد البنا أحد علماء الأزهر الشريف إن التفجير الذي وقع في محافظة القطيف عمل إرهابي لا يمكن قبوله، وأكد البنا أن الرسول الكريم لم يأمرنا بالقتل ولا القيام بعمليات تفجير بمجرد اختلافاتنا المذهبية او العقائدية واسشتهد البنا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يوصي الجيش في غزوة مؤته فقال لهم «أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً، اغزوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً». وفي حديث آخر قال (لا تقتلوا صبياً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا راهباً ولا تقطعوا مُثمراً ولا تخربوا عامراً ولا تذبحوا بعيراً ولا بقرة إلا لمأكل ولا تٌغرقوا نحلاً ولا تحرقوه). وأضاف البنا أن الحرب عند المسلمين دائماً اضطرارية؛ كضرورة الدفاع عن حرية العقيدة وحرمات المسلمين وأعراضهم وأموالهم وأراضيهم والدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين اينما كانوا بشكل عام، وكضرورة تأمين سُبُل دعوة الناس لاعتناق الإسلام. لا مبادرة للقهر والظلم، فليس الإسلام وحده هو المانع من القتل، وليس الكفر وحده هو الموجب له، وهذا ما قرّره فقهاء المذاهب الأربعة لأهل السنة، أن مناط القتال هو (الحرابة والمقاتلة والاعتداء) وليس الكفر، فلا يُقتل شخصٌ لمجرّد مخالفته للإسلام. وقال البنا: الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوصي بالنساء وينهى عن قتل النساء فلا يجوز أن تتعدَّى الحرب إلى المدنيين الذين لايشتركون فيها من الشيوخ والنساء والأطفال والعجزة، أو العُبَّاد المنقطعين للعبادة، أو العلماء المنقطعين للعلم، لأن القتال هو لمن يقاتلنا فقط. ومن جانبه يقول الدكتور عبدالفتاح إدريس رئيس قسم الفقة المقارن بجامعة الأزهر إن هذا العمل الارهابي أراد ان ينال من وحدة المملكة العربية السعودية ولكن فشل وسوف يفشل لان المملكة العربية السعودية محفوظة من قبل الله ولن ينال هؤلاء الضالين من وحدة الصف السعودي مشيرا الى ان هؤلاء أرادوا ان يشغلوا الامن السعودي بقضية أخرى غير قضيتهم في الجنوب والحرب من اجل حماية الحدود السعودية من عبث الحوثيين الذين لا يريدون بالمنطقة خيرا مطالبا المملكة العربية السعودية بالوقوف وبقوة في وجه هؤلاء المجرمين الذين لا يعرفون شيئا عن الإسلام وعن رسول الإسلام الذي قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وقال الله تعالى موجها كلامه له "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" إن الإسلام جاء لنشر الحب والسلام بين الناس ولم يدعو يوما للقتال بدون أي مبرر فالإسلام دين رحمة لا دين حرب إلا في الضرورة القصوى. د. عباس شومان الدكتور عبدالفتاح إدريس الدكتور سعيد محفوظ