استقرار الاوضاع في الدول يمثل المفتاح الرئيس لكل ابواب التنمية المستدامة، بدون استقرار لايمكن بأي حال من الاحوال ان تكون هناك تنمية خاصة تلك المتعلقة بالانسان. والاستقرار لا يعني الاستمرار على حال واحدة دون تجديد او تغيير، بل يعني الديمومة في تنمية الانسان والمكان في اوضاع تؤدي الى الانتاج المستمر دون عوائق تؤثر على مسيرة التنمية سلباً وتقف كعصا في عجلات التقدم والتطور. الاستقرار في المملكة ولله الحمد يسير بوتيرة متصاعدة وبنمط مدروس وبهامش خطأ بسيط قد لايذكر، فمنذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- والاستقرار فيها يزيد يوماً عن يوم، فدولتنا بنيت على اسس متينة وتلاحم بين القيادة والشعب أديا الى بناء ثقة متنامية وتلاحم فريد لم نجد له مثيلاً بين الحكومات والشعوب. الملك عبدالعزيز عندما بنى دولتنا، وهو ذو فكر نير ونظرة ثاقبة لا يمكن الاختلاف عليها، وضع نصب عينيه جغرافية الوطن مترامية الاطراف وتنوع الثقافات من منطقة لأخرى، من اجل ذلك تم صهر تلك الثقافات والانتماءات الجغرافية في بوتقة واحدة هي شعب المملكة العربية السعودية، فكانت الوحدة وكان الانتماء وجاء الاستقرار. هي سياسة فريدة تلك التي تنتهجها دولتنا منذ تأسيسها ادت إلى قيام انجح انتماء والى اسرع تنمية قادتنا الى ما نحن فيه من ازدهار وتنمية وارضية صلبة نقف على ترابها ونعتز بانتمائنا لها. وما ادل على ذلك سوى الانتقال السلس للسلطة عبر مختلف العهود والحقب الزمنية رغم اختلاف الظروف وتداخل الاحداث، فعبر عمر دولتنا الا اننا لم نشك يوماً في ذلك الانتقال السلس الذي يعطينا صورة واضحة عن التماسك والتعاضد والتلاحم القوي بين القيادة والشعب والحب المتبادل بينهما الظاهر للعيان. ورغم كل الظروف التي تعيشها المنطقة بل والعالم نجدنا ولله الحمد دولة تنعم بالاستقرار المؤدي الى تنمية مستمرة لم تتوقف بل وترتفع وتيرتها وتتنامى مستهدفة رفاهية الشعب ورخاء الوطن، وهذا ليس بالامر الغريب علينا كشعب سعودي عرف قيادته وتلاحم معها ووثق في قراراتها وقدراتها وصواب توجهاتها. الدور السعودي فاعل ومؤثر في الأحداث ويحظى بثقة المجتمع الدولي لصواب فكره وواقعية مشاركته وحتى نكون منصفين لانفسنا قبل ان ينصفنا غيرنا فدور المملكة في استقرار منطقة الشرق الاوسط ومن ورائه دول العالم ليس بالدور غير المؤثر بل على العكس هو دور فاعل مؤثر في الاحداث ويحظى بثقة المجتمع الدولي لصواب فكره وواقعية مشاركته في تشكيل الاحداث بصورة ايجابية غالباً ما تصيب قلب الحقيقة وتلمس واقع الحدث. الاستقرار السياسي والاقتصادي للمملكة ليس مهماً لها فحسب بل مهم للعالمين العربي والاسلامي وللمجتمع الدولي وليس ذلك لامتلاكها ثروة نفطية هائلة، وان كان ذلك بالغ الاهمية، ولكن ايضاً لدورها الاسلامي المتنامي، فالمملكة بها اقدس مدينتين في العالم الاسلامي مكةالمكرمة والمدينة المنورة اللتان تستقبلان ملايين المسلمين سنويا في موسم الحج والعمرة والزيارة، وقامت المملكة عبر مختلف حقب الحكم فيها بعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما وتسخير كل امكانات الدولة من اجل ان يؤدي المسلمون من مختلف بقع الارض مناسكهم بكل يسر وسهولة وامن وامان. الموقع الرائد للمملكة على الخارطة الإقليمية والدولية ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين ولو لم تكن بلادنا مستقرة وآمنة بنعمة من الله وفضله ومن ثم الجهود المباركة التي قامت وتقوم بها دولتنا من اجلنا ومن اجل ملايين المسلمين لما استطاعت كل تلك الملايين من المسلمين ان ياتوا الى المملكة ويؤدوا مناسكهم في وقت واحد وفي زمن واحد دون ما يعكر صفو ادائهم لمناسكهم، بل ينعمون بكل سبل الراحة التي وفرتها حكومتنا من اجلهم دون فضل او منة على أحد بل هو شرف يعتز به كل ابناء المملكة وفي مقدمه دولتنا، وما ادل على ذلك الا التمسك بلقب خادم الحرمين الشريفين الذي يعتز به حكامنا وتمسكوا به لانه يعني ان ابناء المملكة وفي مقدمهم ملك البلاد خدام لضيوف الرحمن وذلك يجسد على ارض الواقع افعالا يشهد لها القاصي والداني. استقرار المملكة سياسياً واقتصاديا يدفعنا لبذل المزيد من اجل وطننا، فللوطن حق علينا ان نعطيه اقصى من نملك من حب ووفاء واخلاص من اجل اكمال مسيرة بدأها الآباء والاجداد وقادها حكامنا بكل حكمة واقتدار وإخلاص الى مجد عرفناه ولمسناه وما زال نبراساً لنا في حب الوطن. الملك وحديث باسم مع الرئيسة البرازيلية والرئيس الأمريكي في قمة العشرين الملك سلمان يشرف شخصيا على راحة حجاج بيت الله الحرام الملك سلمان بن عبدالعزيز مترئساً القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية جانب من مصانع الجبيل.. تنمية الانسان والمكان احد مشاريع شركة أرامكو.. استغلال الثروة في تنمية الوطن الملايين من ضيوف الرحمن يؤدون مناسكهم سنويا بكل يسر وسهولة وسط عقد متكامل من الخدمات