عرفت قدر نفسي.. فاعرفوا قدركم

عبدالحميد كاتب يبدي ندمه على ماضي الوحدة وأسفه لحاضرها:

نوه عبدالحميد محمد كاتب وكيل أمين العاصمة المقدسة ونائب رئيس نادي الوحدة الأسبق بأن النادي يحتاج في الفترة الحالية إلى شخصية تملك 70% من شخصية رئيس النادي الراحل عبدالله عريف - يرحمه الله - كما يحتاج العمل فيه إلى التكاتف والتعاون القائم بين أعضاء مجلس الإدارة في السبعينات والثمانيات.
وأكد في هذا الحوار الجريء الذي أجرته معه "الندوة" أنه يجب الاهتمام بالفريق الكروي ولاعبيه واختيار أفضل الإداريين له.. فمعاً نتابع:
| بداية كيف التحقت بالعمل في الوحدة؟
|| اشتهرت في آخر فترات عملي بنادي الوحدة كنائب لرئيس النادي الأستاذ عبدالله عريف – يرحمه الله - في السبعينات والثمانيات الهجرية، وقصة انضمامي للعمل الإداري بالنادي كانت بالضبط في عام 1389ه وفي أحد الأيام فوجئت وأنا في مكتبي وقد أرسل لي رئيس النادي عبدالله عريف استمارة الانضمام لعضوية مجلس الإدارة عن طريق سكرتير نادي الوحدة في ذلك الوقت عبدالوهاب كتوعة – يرحمه الله – وطلب مني تعبئتها.. فقلت له أتركها وذهبت إلى عريف وقلت له ما هذا يا أستاذ... فقال لي: ألست وحداوي، فقلت له: بلى..، فقال يجب عليك تعبئة هذه الاستمارة كابن من أبناء مكة ووحداوي من حقك ومن حق النادي عليك أن تكون عضو مجلس إدارة فرضخت للأمر ودخلت عضوية المجلس.
| ثم ماذا بعد هذا؟
|| تسلمت أول مهمة في النادي أمانة الصندوق بصفتي مدير التخطيط والميزانية في أمانة العاصمة المقدسة وتدربت في إدارة العريف حتى وفاته عام 1397ه وتحديداً في 17 رمضان ولا أنسى وفاة هذا الرجل في هذا الشهر الكريم، وقد تعلمت منه الكثير وكيفية تعامله مع الوحدة الذي اعتبره مدرسة وعبدالله عريف هو أول من شكل مجلس إدارة للوحدة يضم الأكاديميين والأستاذة وكان يشجع الشباب المتعلم بشكل كبير وكان أستاذ يعطي علمه وتجاربه وحياته الاجتماعية.
| وكيف كانت تلك الفترة؟
|| كنا حينما نذهب إلى نادي الوحدة في مقره في البنيان نحس كأننا نذهب إلى مدرسة نتعلم فيها من أب وكان هناك احترام متبادل بين الإداريين واللاعبين وحب دفين في القلب بين اللاعب والإداري.
| كيف كان شعورك وأنت تحقق مع الوحدة أول بطولة للنادي في عهد إدارة العريف؟
|| أتشرف بأنني حضرت فوز الوحدة على الهلال في الرياض وحققنا على إثرها الكأس الذي كان في عهد عز الوحدة وما زلت أعيش باقي أمجاد لاعبي الوحدة سعيد لبان وكريم المسفر ولطفي لبان وحسن دوش، هؤلاء الأبطال في تاريخ نادي الوحدة وأتمنى أن تقام ندوة تجمع هؤلاء اللاعبين ومعهم حسين عبدالرحيم ولا أنسى حسن نقيطي الذي أعطى للوحدة ما لم يعطيها أي إداري.
| إذاً أنت ترى بوناً شاسعاً بين اللاعبين القدامى والفريق الحالي؟
|| يا أخي حينما تستمع إلى لاعبي الوحدة القدامى تعرف كيف كانوا يضحون بوقتهم وجهودهم من أجل الفريق الوحداوي، أما الآن فقد تغيرت الصورة مع الأسف كثيراً وكذلك المشاعر عند الإدارة أو حتى اللاعبين.
| أين عائلة الكاتب من دعم نادي الوحدة مؤخراً؟
|| عائلة الكاتب وحداوية حتى النخاع ابتداء من أخي الأكبر عبدالرحمن كاتب الذي كان عضو مجلس إدارة سابق ثم أخي عمران – يرحمه الله – وأنا ثم أخي عدنان كاتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة حجاج جنوب آسيا الذي كان لاعباً في فريق الاتحاد ، ثم فؤاد وكذلك الدكتور عادل والدكتور سعود، فنحن جميعاً وحداويون بحكم الميلاد 100%، إنما الذي حصل بعد تسلط الإعلام وكثرة الفضائيات والقنوات الفضائية في حضور الجيل الأخير أثر ذلك علينا.
وكما هو معروف في سن البراعم والشباب دائماً ما يبحثون عن الفوز والبطولات أينما تحقق، حيث تجدهم مع الفائز، فاز الهلال فهو مع الهلال، فاز النصر فهم مع النصر، فاز الاتحاد فتجدهم معه وهكذا، حيث إن الرابط الموجود في السابق هو الانتماء إلى المدينة وإلى النادي.
| ولكنك مرشحاً لتكون رئيساً لمجلس أعضاء الشرف القادم؟
|| لي الفخر أن أكون كذلك ولكن في الواقع لست على مستوى هذا المنصب وأعتقد أن محبي نادي الوحدة الكثيرون الذين يستحقون هذا المنصب هم رؤساء أعضاء الشرف بالنادي سيعطون أكثر مني وأنا ما زلت جندي أعمل لمصلحة الوحدة ووصولي إلى منصب نائب رئيس النادي لا يعني أن أكون رئيس لمجلس أعضاء الشرف وليس كل شخص دخل عضوية نادي الوحدة يستحق أن يكون رئيساً لمجلس أعضاء الشرف فهذه الشخصية يجب أن تكون لديها صفات معينة وحديثة وأنا حالياً لا تتوفر لدي من وجهة نظري الخاصة.. اللهم إلا إذا رأى الناس عني غير ذلك.. وبالتالي يمكن البحث عن شخص مناسب نتفق عليه كلنا هل يحقق إيجابيات وطموحات نادي الوحدة مع ضرورة النظر في ماضيه ماذا كان؟ ومقارنة ذلك بعطائه الحالي، فمهمة رئيس مجلس أعضاء الشرف بنادي الوحدة أو أي ناد كبير تكون مسؤولية كبيرة ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
| إذاً من الحكيم الذي يستطيع قيادة مجلس أعضاء الشرف بنادي الوحدة؟
|| أعود إلى الماضي وأؤكد أن الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة هو أفضل شخصية تقود مجلس أعضاء الشرف بنادي الوحدة وبهذه المناسبة كان سموه.. أطال الله في عمره .. يقول في الثمانينات حينما كان يقود الرئاسة العامة لرعاية الشباب أنا وحداوي وفعلاً دعم الوحدة في تلك السنوات بشكل كبير بدون انحياز وكان محايداً كمسؤول ويكفيه شرفاً أيضاً أنه مولود في مكة المكرمة وهذا موضع فخر لكافة المكاويين وأعضاء شرف نادي الوحدة وهو أقدر الموجودين حالياً لتسلم هذه المهمة.
| كيف ترى الوحدة الآن؟
| عاشت فترة تصارع كثيراً من أجل الهبوط لأسباب كثيرة ولكن بعض الأخوة في مجلس الإدارة في العشر سنوات الأخيرة حاولوا وبذلوا جهودهم لكي يطلع الفريق وتصل الوحدة ولكن اعتقد أن الروح تغيرت عند أعضاء مجلس الإدارة والنظرة إلى رئاسة النادي وعضوية مجلس الإدارة تغيرت كذلك وأصبحت مادية أكثر من أجل نيل الأضواء الإعلامية أكثر من التفاني من أجل رفعة مكة المكرمة ونادي الوحدة وهذا هو الواقع الذي نعيشه الآن.. كنا في السابق إذا قال العريف أنت مسئول عن كرة اليد وسترافقه إلى منطقة القصيم أو الرياض لن تجد أحداً يخالف، فالعضو عضو لكافة نشاطات النادي وألعابه، أما الآن فيوجد نوع من الانحصار وتجد كل عضو يريد أن يكون مشرفاً على كرة القدم، ولكن يجب على عضو مجلس الإدارة أن يؤدي دوره في كل مكان حتى مع الجوالة والكشافة مثل ما كنت أعمل مع صالح مسئول هذه الأنشطة في السابق.
| هل تقصد أن رؤساء الوحدة في الفترة الأخيرة جاءوا من أجل الفلاشات والإعلام؟
|| يا أخي حتى أعضاء مجلس الإدارة لو سألتهم ماذا تريدون الكل يقول أنه يريد القدم.. إذاً من يشرف على الألعاب الثانية، العريف – الله يرحمه – كان يمرر الأعضاء على كافة النشاطات حسب ظروفنا الاجتماعية وكان الأستاذ حسن نقيطي من أبرز الأعضاء في كرة القدم، علاقته باللاعبين وحبه لهم كان أفضل من يملك مهارات التعامل مع اللاعبين وكنا نتبادل الألعاب مع بعضنا البعض.
| كيف تستطيع أن تصف المشاكل القائمة بين الإدارة الحالية وبعض أعضاء مجلس الشرف؟
|| أعطيك وصفة بسيطة لو وجدنا رئيس ناد لديه مواصفات الأستاذ عبدالله عريف سوف يرتقي فريق الوحدة إلى الأفضل لأنه ليس رياضياً فقط بل كان شخصية إعلامية وثقافية واجتماعية وكان يعمل برامج ثقافية وفي عهده كانت الوحدة أول ناد في المملكة يقيم وينظم تلك البرامج، وهذا مسجل في تاريخ الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكان نادي الوحدة مدرسة وذهابنا ليس من أجل مشاهدة كرة القدم.
| وما هي الأعمال البارزة في تلك الفترة؟
|| أقمنا العديد من الدعوات وحينما تولى الأمير أحمد بن عبدالعزيز إمارة منطقة مكة المكرمة دعوناه لنادي الوحدة وتم إعداد مقابلة إعلامية كبيرة لم يحصل مثلها وكنا في تلك الليلة مثل خلية النحل.. رغم أن النادي كان فقيراً لدرجة أنه كان يعسكر في عرفة وكنا نعسكر معه حتى الصباح.
| معنى كلامك أنه لا يوجد نوع من التفاني حالياً؟
|| الآن أصبحت اللغة للمادة فقط.. فينظر إلى رئيس النادي ماذا لديه من ملايين حتى ينفع والعلاقة الاجتماعية ليست متوفرة مثل ما كان العريف سابقاً، إذا توفى شخص قريب لأي لاعب أو إداري أو أحد منسوبي النادي يذهب لمواساته والوقوف بجانبه.
| الأيام القادمة ستشهد فتح باب الانتخابات للنادي فمن سترشح حاتم عبدالسلام أم مناحي الدعجاني أم جمال تونسي؟
|| أنا لا أحب التركيز على الأسماء الشخصية قبل اختيار الثلاثة أو العشرة إن كانوا موجودين فلابد من أن أسأل عن مقومات الشخص الذي يكون بعيداً عني لكن يجب أن تكون نيته ليست للإعلام أو الفلاشات أو السمعة أو المكانة الاجتماعية بل إن يأتي من أجل خدمة هذا الكيان.
| كيف ترى الاحتراف؟
|| حينما طبق الاحتراف في السابق كان يلعب لنادي الوحدة المحترفين إبراهيما وشقرون مع بداية الاحتراف وأعتقد أنه سلاح ذو حدين، إذ أن الأندية الفقيرة لا تستطيع أن تتماشى مع الأندية الفنية في موضوع الاحتراف رغم أنه نظام جيد ومطبق في العالم كله ولكن لدينا تم خلاله معاملة الأندية على طبقتين من الناحية المادية، أندية غنية تتنافس وأندية فقيرة تتصارع الهبوط ونادي الوحدة اعتبره من الطبقة الثانية.. ولكن ما يحدث ليس لرئيس النادي أو مجلس إدارة النادي يد فيه.
| ولكن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجهت بتنفيذ برامج الخصخصة والاستثمار؟
|| أنا أعتقد أن الأندية في المملكة لم تصل حتى الآن إلى الخصخصة لأن هذا الموضوع يحتاج إلى فكر اقتصادي ويجب أن يكون بطريقة مدروسة من ناحية الفوائد والتخطيط وسبق للأمير محمد العبدالله الفيصل أن تحدث في مثل هذا الأمر وقال سنظل سنين في موضوع الخصخصة وكان رأيه جريئاً إذ أنه لابد من دراسة مطولة لمثل هذا الموضوع.
| كيف كانت علاقتكم مع الاتحاد والأهلي في الماضي؟
|| المنافسة كانت شريفة جداً وهناك مرحلة ما بعد وفاة عبدالله عريف – يرحمه الله – التي كان فيها رئيس النادي هو المهندس عبدالقادر كوشك، فكانت علاقتنا سواسية وكان يرأس الاتحاد في تلك الفترة الأمير طلال بن منصور ويرأس الأهلي الأمير خالد العبدالله بن عبدالعزيز وكان الوحدة أفقر منهم وأتذكر أن سموهما كانا يدعمان الوحدة بعيداً عن الإعلام وفي رأيي أتمنى أن يعود ذلك الجو الذي كان عليه النادي وأعضاء مجلس إدارته، حيث لم تكن هناك شلليات وتكتلات مثل الآن وهي من وجهة نظري لا تخدم مكة ولا نادي الوحدة وأتمنى أن يأتي للنادي شخصية قدوة ولو بنسبة 70% من شخصية عبدالله عريف – يرحمه الله – يرأس الوحدة بعيداً عن الخلافات إذ أصبحت رئاستها (باللف والدوران) وأعرف ذلك بحكم خبرتي في عملية الانتخابات واللعب من تحت الكواليس من أجل ترشيح زيد وعبيد ومن يرشح نفسه بهذه الطريقة فهو غير مخلص حتى لو كان يدفع للاعبين مع احترامي له فهو لا يستحق أن يترأس أي مؤسسة فضلاً عن نادي في حجم الوحدة لذلك أتمنى أن يجتمع الثلاثي عبدالسلام والدعجاني والتونسي لتكوين مجلس إدارة منهم.
| فهل تعتقد خطوة كهذه؟
|| لما لا.. أنا لدي تجربة مثل هذه، حيث تنازلت في إحدى المرات عن كرسي نائب الرئيس للأستاذ إبراهيم مناع حينما كان عميداً لكلية العلوم بمكة وأنا الذي جئت به إلى الوحدة وزرته وتنازلت له ولم يفرض علي أحد هذا الكلام بل كانت بروح الأخوة والمحبة وإذا وجدت الروح بين المتصارعين على الكراسي.. أما الآن فتجد من يطلب الرئاسة أكثر من شخص.
من يعجبك من لاعبي الأمس واليوم؟
لاعبو الأمس فيهم درجة عالية من الإخلاص والتضحية، أما لاعب اليوم فيمكن أن يتمرد على النادي.
| ما هي أبرز قصة عايشتها خلال مسيرتك الرياضية؟
|| القصة التي دائماً أتحدث عنها حصلت لي مع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة حينما كان رئيساً لرعاية الشباب وكان حينها دوري الدرجة الأولى قد انتهى.. وكان النظام يقضي بجلب فرق خارجية للعب مع أندية المناطق "الوسطى والغربية والشرقية" وأذكر أنه حضر فريق إيراني للعب مع الاتحاد والأهلي والوحدة فهزم الاثنين وكانت آخر مباراة له مع الوحدة، فتحدث سموه مع زاهد قدسي – يرحمه الله – وقال له قل للاعبين أنا وحداوي وأعرف الوحدة تشرف، سأحضر المباراة في ملعب الصبان ونتمنى التشريف، فكانت تلك الرسالة قد أشعلت الإداريين وكذلك اللاعبين، حيث فازت الوحدة وسجل الأهداف حامد سبحي وهو ما زال في بدايته وبعد المباراة استقبلنا الأمير في كيلو عشرة، حيث أكرمنا بكرمه الفياض ووزع لنا الهدايا، فكانت تلك المباراة من أفضل المباريات التي لا أنساها حينما أشرفت على الفريق.
| وكيف ترى الصحافة في تلك الفترة؟
|| أتذكر الإعلاميين حسين اليامي – يرحمه الله – وعبدالله حسين، وعثمان مالي، حيث هؤلاء كان لهم تواجد كبير في خدمة نادي الوحدة بشكل كبير ومعروف عنهم يرصدون الحقائق بعيداً عن الفبركة.
| كلمة أخيرة؟
|| قرأت خبر في جريدة الندوة عن أكاديمية الكعكي ولهذا أتمنى أن تصب كافة مواهب هذه الأكاديمية في نادي الوحدة ولا نريد نجومها يخرجون خارج مكة المكرمة وأتمنى لأيام زمان أن تعود حالياً في الوحدة العزيزة.