قال المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك إن نقل باكستان قوات بأعداد كبيرة من الحدود مع الهند إلى الحدود الأفغانية حقق لها مكاسب كبيرة ضد من سماهم المتشددين، وسمح لبلاده بالتركيز على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لهذا البلد النووي، بدل الأمن. وقال لصحفيين رافقوه في زيارة بدأها إلى إسلام آباد، مساء أمس الاول وتدوم ثلاثة أيام وهي الثانية في شهر، إن بلاده ترى تقدما أمنيا، بين علاماته استمرار السيطرة على مينغورا عاصمة وادي سوات، وإن (كنا لا نعرف ما إذا قضي على طالبان أم تفرقوا فقط). وقال (لقد استعيدت سوات وبونير وقتل بيت الله محسود (زعيم طالبان باكستان) ويبدو أن هناك صراعا على خلافته.. لا يعني ذلك أن المشاكل حلت.. لكن الأوضاع أفضل كثيرا منها قبل شهرين). وشن الجيش الباكستاني عمليات في وادي سوات وملكند وبنير ودير السفلى منذ أبريل الماضي -بعد انهيار اتفاق لتطبيق الشريعة– انتهت حسب أرقام رسمية بمقتل 1800 مسلح وعشر هذا العدد من العسكريين، وبتشريد 1.9 مليون شخص، عاد نحو خمسهم إلى ديارهم حسب السلطات. ومواضيع النازحين والأمن في الشمال الغربي ومناطق القبائل والانتخابات الأفغانية في صلب محادثات هولبروك الذي يطير إلى كابل بعد الزيارة. ولتأمين اقتراع رئاسي يجرى الخميس، تشن القوات الأفغانية والأميركية والبريطانية عمليةً كبيرة في هلمند تخشى باكستان أن تجعل المسلحين الأفغان يلوذون ببلوشستان المجاورة، ما جعل الأميركيين يتقاسمون معها المعلومات العملياتية. وتحدث هولبروك عن دعم عسكري أميركي يشمل تقديم قطع غيار مروحيات ومناظير ليلية، في عملية معقدة تمر بالكونغرس، وتحتاج عمليات محاسبة لم تتبعها حكومة باكستان دائما. وبعد وادي سوات، حيث (قُضِي) على المسلحين حسب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، خطط الجيش لعملية في جنوب وزيرستان على الحدود الأفغانية. لكن مسؤولين أميركيين يقولون إن العملية مجمدة، فالحكومة تنتظرها مهمة إعمار هائلة في وادي سوات حيث تحتاج مناطق كثيرة استرجعت إلى تأمينها كما دلل عليه هجوم انتحاري قتل أمس ثلاثة جنود على الأقل، وهي عوامل ربما جعلت عملية جنوب وزيرستان أكثر صعوبة. وأبلغ مسؤولون باكستانيون نظراءهم الأميركيين أنهم يريدون أولا أن يروا كيف ينتهي الصراع على خلافة محسود، كما يخشون أن تجعل العملية فصائل طالبان تطرّح خلافاتها في مواجهة الجيش.