ما أعلن بالأمس عن سلامة الحج لهذا العام 1429ه وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية يؤكد ما شهد به القاصي والداني من أن موسم حج هذا العام كان من أنجح المواسم، وهذا النجاح ليس بغريب في ظل الاستعدادات الكاملة المتكاملة التي بدأت منذ وقت مبكر وتحديداً منذ انتهاء موسم حج العام الماضي 1428ه ، وقد حرصت الجهات الحكومية وكل الجهات ذات العلاقة أن تؤدي دورها على الوجه الأكمل في خدمة الحجاج ، وقد أعطى ذلك الاستعداد المبكر ثماره في هذا النجاح الباهر، حيث كان أمن الحجاج في مقدمة الأولويات والاهتمامات إذ كان هذا الأمن مظلة للحاج لأداء المناسك بكل يسر وطمأنينة ، فقد انتشر أكثر من مائة ألف رجل في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ليحافظوا على أمن الحجاج وسلامتهم وقد تحقق لهم الأمن بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكمة وحنكة القيادة الرشيدة والمتابعة الدقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، اضافة إلى عنصر الأمن فإن صحة الحاج كانت تستأثر كذلك بالاهتمام والأولوية حيث كانت الخدمات الصحية والارشادات الواجب اتباعها من الحجاج من أجل صحتهم في متناول الحاج منذ لحظة قدومه ، اضافة إلى المراكز الصحية والمشافي في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة والخدمات الاسعافية تتبع ضيوف الرحمن في كافة مراحل تنقلهم حتى جاء التقرير النهائي مؤكداً على خلو موسم الحج من الأمراض وأن الحجاج يتمتعون بصحة وعافية، ولاجدال في أن كل جهة معنية بخدمة الحجاج قد قامت بواجبها تماماً والنجاح ما كان يمكن أن يكون لولا توفيق الله ثم تكامل الجهود من كافة القطاعات الأمنية والصحية والخدمية، وينبغي أن يكون هذا النجاح حافزاً لتحقيق المزيد من النجاحات في الموسم القادم وذلك من خلال الاستعداد المبكر منذ الآن بوضع الخطط الكفيلة براحة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.