طالب العلماء والمفكرون بضرورة تفعيل أجهزة الدعوة الإسلامية في الغرب، ووضع منهج جاد وموضوعي لتصحيح صورة الإسلام في الغرب، مشيرين إلى أن رسائل الإعلام وصناعة المشاعر والأفكار تنوعت وتعددت في هذا العصر، وأضحت الكلمة والصورة والخبر والتعليق والكتاب والصحيفة والراديو والتلفاز، بل والأغاني والفكاهات ،أضحى كل ذلك موجهاً ببراعة إلى غايات مرسومة ووفق خطط موضوعة .. وقد نجح خصومنا في غاراتهم على الأمة الإسلامية واستعانوا بآخر ما بلغه العقل الإنساني من إبداع كي يفتنونا عن ديننا ويسرقوا عقولنا بعدما سرقوا أرضنا منا! من جانبه، طالب الدكتور محمد إبراهيم الجيوشي عميد كلية الدعوة الأسبق- بضرورة قيام البعثات الدبلوماسية والملاحق الثقافية في الغرب عرب ومسلمين- بفتح قنوات حوار مع نظرائهم الغربيين، لتوضيح حقيقة الإسلام، وتقديم الكتب التي تحمل الرؤية الإسلامية الصحيحة، ودعوتهم للتضامن مع قضايانا للوقوف في وجه العابثين بالرموز والمقدسات الدينية. ودعوتهم أيضاً- في المناسبات والاحتفالات الإسلامية، بل ودعوتهم إلى زيارة معالمنا الإسلامية للإطلاع على تاريخنا عن كثب، وشدد »الجيوشي« على ضرورة الدعوة بالمنهج الذي أمرنا به الإسلام »ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن«. فالإسلام ليس هو حزب سياسي ولا شيء من هذا القبيل، إنما هو طريق هداية إلى الحق، فلا يصح التشدد والتوبيخ والاستهزاء بالطرف الآخر .. ولعل دور العلماء والدعاة في القيام بالتوعية وتوضيح أحكام الإسلام للناس بشكل يتلاءم مع ظروف ومتغيرات العصر. ومطلوب جداً تثقيف الداعية وتسليحه بالعلم النافع، ونحذر من دعاة الفتنة الذين يفسدون ولا يصلحون، أولئك الذين لا يحترمون خصوصيات الآخرين ومشاعرهم العقائدية .. لأن الإسلام في جوهر رسالته يرفض التعصب والتشدد، وكثير من أبناء الإسلام الذين لا يفهمون دينهم وقعوا ضحية للانغلاق الفكري والتعصب الأعمى نتيجة الجهل بحقائق الإسلام وهدايته. القيم والديانات العقائد لا تباع ولا تشترى ولا إكراه عليها، وان لكل إنسان عقيدته والذي يحاسب على العقائد هو الخالق عز وجل، لكن هناك قيماً سائدة بين العقائد يجب أن يعتنقها الإنسان مثل الخير والصدق ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم وإحقاق الحق وعدم اغتصاب الأرض وحقوق الآخرين وقتل النفس، وهي قيم يجب أن تسود العالم بغض النظر عن الديانات. هذا، ودعا الدكتور الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري السابق- دعا الحكومات العربية والإسلامية وأصحاب رؤوس الأموال أن يتعاونوا في سبيل تحرير موسوعة إسلامية تتضمن حقائق الدين الإسلامي وكلياته ومبادئه، وتوزيعها على الجامعات والمعاهد والأكاديميات ومراكز صنع القرار في الغرب، لكونها وسيلة سريعة الانتشار في عرض الإسلام ومخاطبة العقلية الغربية. وأن تنشر باللغات الحية أو على الأقل بأوسع اللغات انتشاراً، وأن تتناول كل شيء عن الإسلام ويكتب فيها علماء المسلمين المتخصصين ويفضل أصحاب الثقافة الواسعة بجانب علماء أوروبا وأميركا وغيرها ممن دخل في الإسلام أو ثبت إنصافهم له. خدمة الدعوة ودعا الدكتور عبدالفتاح الشيخ مدير جامعة الأزهر الأسبق- إلى سرعة القيام بتشكيل (تجمع) عربي وإسلامي، من أول مهامه الدفاع عن قضايانا العربية والإسلامية بمختلف ألوانها وتفاوت درجاتها، ويقوم هذا التكتل بمتابعة كل ما ينشر عن الإسلام والرد عليه بطريقة علمية صحيحة، فإن القوى العقائدية المخالفة تعمل في صورة تكتلات وأحزاب ومؤسسات، ولا بد أن تواجه بمثل أسلوبها. كما طالب الدكتور الشيخ: بضرورة توجيه قنوات فضائية لمخاطبة »الآخر« ليعرف جوهر رسالة الإسلام وحقيقتها، كذلك تشجيع الدعوة في الداخل وتمهيد سبلها، فليس معقولاً أن يطلق العنان في أرض الإسلام لدعاة العلمانية والماركسية وغيرها من المذاهب والفلسفات والأنظمة، وأن تنشأ لها أحزاب ومنظمات، وتنطق باسمها صحف ومجلات .. ويفرض الحظر على الإسلام وحده، وهو صاحب الدار، وتوضع الكمائم على أفواه دعاته وحدهم، وهم المعبرون عن سواد الشعب، وعن عقائد الأمة وقيمها. وأوضح الدكتور »الشيخ« أننا في حاجة إلى الاهتمام بمستقبل الدعوة الإسلامية في الغرب وفى بلاد الأقليات المسلمة وتنشيط أجهزة الدعوة، لإخراج البشرية من الظلام الدامس الذي تعيش في سراديبه إلى نور الإسلام وعدله ورحمته الواسعة. القدوة الحسنة وأبدى الدكتور محمد كمال إمام- أسفه إلى آلاف المهاجرين العرب والمسلمين -عمال وطلاب- الذين ذهبوا إلى أوروبا وأميركا بحثاً عن العمل والدراسة، قبل أن يتزودوا بعقيدة صحيحة، ورؤية واضحة عن دينهم ورسالتهم الحضارية. وقال إن هؤلاء أصابتهم صدمة عنيفة لأنهم وجدوا عالماً آخر موّاراً بالسعي والقدرة والذكاء، دونه بمراحل ما خلفوا وراءهم من جماهير خاملة وسلطات عاجزة .. فماذا يقول هؤلاء عن الإسلام؟! إن فاقد الشيء لا يعطيه. في الوقت ذاته، طالب الدكتور إمام- بضرورة- تحصين الشباب المسلم، بالأفكار السليمة قبل سفره إلى الغرب، وتوجيهه عقائدياً وتربوياً وأخلاقياً، حتى يستطيع أن يواجه أي معضلة تواجهه هناك، ولا يقع فريسة سهلة في شباك المذاهب والفلسفات الإلحادية، وحتى يكونوا قدوة حسنة لدينه وحضارته، باعتبارهم سفراء للإسلام.