أحياء مكة العشوائية أوكار للمخالفين

ملاذات للصوص والمجرمين والمشعوذين

تمثل الأحياء العشوائية في العاصمة المقدسة بؤراً حقيقية للمتخلفين ، وملاذات آمنة للصوص من المخالفين وأوكاراً للمجرمين والفارين من وجه العدالة.
وتشكل أحياء المنصور والهنداوية ودحلة الرشد والملاوي والمسفلة والنكاسة رأس الرمح في الأزقة التي يشكو منها المواطنون الذين طالبوا بضرورة تفكيك هذه الأحياء وإعادة رسم تخطيطها من جديد لتواكب التخطيط العمراني.
ونادى عمد الأحياء بتكاتف أصحاب العقارات ومنع تأجير المساكن للمخالفين، لضبط ايقاع تنظيم الايجارات وقصرها على حاملي الإقامات النظامية فقط.
عدد من المواطنين التقتهم (الندوة) خلال جولتها في عدد من الأحياء الشعبية في العاصمة المقدسة التي تغلب عليها الفوضى وكانت البداية من حي المسفلة حيث تحدث المواطن موسى عسيري قائلاً: إن هذه الأحياء لايمكن أن تتحول إلى أحياء راقية وهي على هذا الحال فلا بد من إعادة تخطيطها وتوسيع مداخلها من مختلف الجهات وللأسف الشديد كثيراً ما نقرأ في الصحف عن ضبط أوكار للمتخلفين التي يقوم بعض المواطنين بتأجيرها لهم وهذا للأسف خلل كبير نتمنى أن يكون للعمد دور في معالجته.
أما المواطن خالد الزهراني من سكان حي بطحاء قريش فقد أكد أن هناك بالفعل مشكلة في الأحياء الشعبية حيث تكثر فيها نسبة المخالفين ففي الهنداوية والمنصور تجد التجمعات منتشرة وأصحاب العضلات من الأفارقة تجدهم يرمقونك بنظرات الريبة والشك والسؤال في أذهانهم ماذا أتى بك إلى هنا؟ وطالب الزهراني بتنفيذ حملات تفتيش متواصلة لهذه الأحياء ولابد من معالجتها وخاصة مشاكلها حيث لايمكن أن تتحقق المعالجة إلا عن طريق قرار حاسم وعملي وليس مجرد دراسات ودعوة لاتلبث أن تتحول إلى الأدراج.
إذاً الصورة التي عليها الأحياء العشوائية بمكة المكرمة صورة غير مشرفة للوجه الحضاري للمدينة المقدسة فعند تجولك بين أزقتها تشاهد السلالم وعتبات المنازل وهي تزحف وتخنق الأزقة بل وتزيدها ضيقاً فوق ما هي عليه، وكذلك تجد النظافة منعدمة بشكل كامل، ويتخيل إليك أنك خارج السعودية حيث البيوت المتراصة والتي تسند بعضها الأخرى والمنازل المهجورة والتي أصبحت مأوى للكلاب الضالة والمتخلفين والذين تجدهم من أبناء جنسهم من يوفر لهم الاستضافة ويوفر لهم إمكانية البقاء والإقامة وسط هذه الأحياء العشوائية التي تحتضن هؤلاء العزاب بسبب رخص إيجاراتها وصعوبة الدخول فيها.
ضيق الشوارع
أحمد الشريف قال: الأحياء الشعبية تشترك في ميزة واحدة وهي ضيق شوارعها وانغلاق مداخلها وسيطرة المتخلفين عليها فقط نطالب بمعالجة هذه الأحياء حتى نرى الوجه الجميل للمدينة المقدسة.
(الندوة) وضعت القضية أمام عدد من عمد أحياء العاصمة المقدسة والبداية مع العمدة هيزع العبدلي عمدة شعب عامر حيث قال إننا نكافح الموضوع بقدر استطاعتنا وهناك تعاون فيما بيننا وبين رجال البحث والجوازات، ولكن لانخفي عليكم أنه لازالت هنالك على أرض الواقع نسبة من المتخلفين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وهناك جدول مداهمات مكثف مع الجهات الأمنية المختصة، حيث إننا نعاني كسكان حي شعب عامر من اتخاذ المتخلفين لبعض الأعمال المهنية التي تساعدهم على البقاء مثل السمسرة وتأجير العقار وكذلك تأجير مواقف السيارات للمعتمرين ويحدث هناك منهم بعض السلوكيات السيئة التي تزعجنا مثل التجمعات إلى آخر الليل وإزعاج السكان فنحن عازمون بعون الله على إزالة جميع هذه السلبيات وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة.
بيوت مهجورة
وتحدث العمدة زيد الحسيني حيث قال: إن هذه ظاهرة غير حضارية حيث نشاهد الأحياء العشوائية منتشرة وبكثرة وتكون مكاناً مناسباً للعمالة المتخلفة التي تتخذها للسكن بعيداً عن الأعين.
وكذلك لاننسى البيوت المهجورة التي تستغل من قبلهم خاصة وأننا نعاني من تراكم المتخلفين في الأحياء العشوائية مثل النكاسة والمنصور لكن الذي يثلج الصدر هو ما قرأناه عن نية الحكومة إلى خلخلة هذه الأحياء العشوائية لتحولها إلى أحياء راقية.
فساد وسرقات
العمدة فهد الصقعبي عمدة حي العزيزية الغربية قال: إن الأحياء الشعبية تعتبر بؤر فساد في هذا البلد ونتمنى القضاء عليها فالأحياء الشعبية تعتبر منطقة تجميع للمفسدين المخالفين والمتخلفين وكذلك بؤرة للأوساخ حيث تجد السرقات منتشرة في تلك الأحياء. وطالب الصقعبي بضرورة التعاون بين الجميع وبالذات المواطن حيث إن له دوراً في التبليغ على أي مخالفة والابلاغ عن بعض السلوكيات الخاطئة في تلك الأحياء فمن هنا يتضح لنا دور المواطنين.
وكشف الصقعبي على أن هناك بعض المكاتب العقارية للأسف غير متعاونة حيث تجدهم يقومون بالسمسرة والتأجير للدور السكنية بدون الرجوع إلى العمدة فنحن نطالب صاحب العمارة بعدم تأجير الشقة لأي شخص إلا بضرورة تبليغ العمدة ولكن للأسف لايوجد هناك تجاوب من قبلهم.
حملات مكثفة
الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن بن عبدالعزيز الميمان بين أنه بالنسبة للأحياء العشوائية التي تقطن فيها بعض الجنسيات بعينها للأسف يقومون بإيواء بعض أبناء جلدتهم ونحن نقوم بحملات مكثفة على هذه الأحياء ولدينا حصيلة طيبة من النتائج الايجابية التي تحققت.