نائب أمير منطقة مكة يقف ميدانيًا على سير العمل والخدمات المقدمة للحجاج    بيئة نجران تدشن اليوم العالمي للبيئة تحت شعار "أرضنا مستقبلنا"    الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    "النمسا" تُجهّز الهلال لمنافسات الموسم الجديد 2024-2025    تأهّل الحزم والنور والابتسام والصفا إلى نصف نهائي بطولة المملكة لكرة اليد الشاطئية للكبار        الجبير يرأس وفد المملكة المشارك في الحدث رفيع المستوى بشأن العمل من أجل المحيطات    المملكة عضواً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) للفترة 2025-2027م    100 ألف زائر في كرنفال القادسية الأسطوري    بعثة المنتخب السعودي تزور صالة مبادرة "طريق مكة" بباكستان    الدفاع المدني ينفذ فرضية حريق بالعاصمة المقدسة    انطلاق الدورة العلمية الكبرى تحت عنوان "التوحيد في الحج"    منصور ابو شهران في ذمة الله    فرع هيئة الصحفيين بمكة ينظم ورشة الإعلام في الحج    يزيد أبو نيان يعلن سحب ملفه من انتخابات الهلال ويؤكد دعمه الكامل لفهد بن نافل    «هيئة النقل» تنفذ أكثر من 98 ألف عملية فحص حتى بداية شهر ذي الحجة    ضيوف المليك: استضافتنا للحج امتداداً لأعمال المملكة الإنسانية    أبطال العالم: أبهرتونا    «الأرصاد» ينبه من شبورة مائية على محافظة ينيع ومركز الرايس    ضبط (3) مواطنين بالشرقية لترويجهم (5.5) كجم من مادة الحشيش المخدر    إحالة مدير شركة إلى النيابة للاشتباه بجرائم احتيال مالي    نائب رئيس جمهورية جامبيا يغادر المدينة المنورة    بتوجيه ومتابعة الأمير خالد بن سلمان.. «الدفاع» تنهي استعداداتها لدعم خطط الأجهزة الأمنية في الحج    بوتين يدعو إلى نقل مقار بعض الشركات الكبرى خارج موسكو    الحكومة اليمنية تدين حملة اختطاف الحوثيين لعشرات الموظفين الأمميين    جامعة الملك خالد تتقدم 160 مركزًا في تصنيف QS العالمي للجامعات 2025م وتحقق المركز 601    بايدن يعتذر لزيلينسكي عن تعليق المساعدات الأمريكية 6 أشهر    تطمينات "أوبك+" تصعد بالنفط    حظر دخول أسطوانات الغاز للمشاعر المقدسة    اليحيى يُراجع خدمات الحجاج بمطار المؤسس    البسامي يدشن مركز المراقبة على الطرق    «ميدل إيست آي»: مقترح «الهدنة» الإسرائيلي لا يتضمن إنهاء الحرب    "ميتا" تتيح إعلانات الشركات على واتساب ب"الذكاء"    400 مشروع فني وتصميمي لطالبات كلية التصاميم بجامعة الإمام    يايسله يطلب بديلاً لفيرمينو في الأهلي    «الأحوال»: منح الجنسية السعودية لشخصين.. وقرار وزاري بفقدانها لامرأة    فيصل بن مشعل يقدر لامين وأمانة القصيم جهودها في مدينة حجاج البر    «أرامكو»: 27.25 ريال سعر الطرح النهائي للأسهم للمكتتبين الأفراد    المفتي: الحجّ دون تصريح "يأثم فاعله"    زيادة مقاعد برنامج "طب الأطفال" بتجمع القصيم الصحي إلى 100 متدرب    المسحل يتحدث عن تأهل السعودية إلى المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم    فقدت والدها يوم التخرج.. وجامعة حائل تكفكف دموعها !    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    أغنيات الأسى    لاعبون بكلية مزروعة    الصيف الساخن يعكر نومك.. 3 نصائح تساعدك    هل نجح الفراعنة في علاج سرطان المخ قبل 4 آلاف عام؟    "الأخطبوط" عبادي الجوهر.. "أرينا" أكبر تكريم والسعودية نعمة    وزير التعليم يرعى جائزة الفالح للتفوق العلمي والإبداع    وزير التعليم يتفقد القطاع التعليمي بمحافظة الزلفي    فضائل الدول الصناعية وعيوب من عداها    «التحيّز».. الداء الخفي    كوبا تعلن أن غواصة نووية روسية سترسو في هافانا الأسبوع المقبل    حفلات التخرج.. من الجامعات إلى رياض الأطفال    وقوف امير تبوك على الخدمات المقدمة في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار    نجاح فصل التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" بعد عملية استغرقت 5 ساعات    وزير الداخلية يخرّج "1410" طلاب من "فهد الأمنية"    خالد بن سلمان يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر مكة يؤكد أصالة مفهوم الحوار مع الآخر
علماء ومهتمون بالشأن الإسلامي بصوت موحد: الدعوة إلى السلم العالمي تنبع من تعاليم الكتاب والسنة
نشر في الندوة يوم 31 - 05 - 2008

أكد عدد من العلماء والمهتمين بالشأن الإسلامي أن المؤتمر العالمي للحوار الذي ينعقد في رحاب مكة المكرمة برابطة العالم الأربعاء المقبل برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين يؤكد أصالة مفهوم الحوار مع الآخر في ضوء الكتاب والسنة. ولفتوا في تصريحات ل(الندوة) إلى الحاجة الماسة للحوار، وإلى نشر ثقافة التسامح والتعايش في عالم أصبح بمثابة قرية صغيرة تتلاقح فيها الثقافات عبر وسائل الإعلام المختلفة. وتطلعوا إلى أن ينجح المؤتمر الذي يؤمه أكثر من 500 عالم ومفكر من شتى أنحاء المعمورة في وضع الأسس والمنهاج المشروع للحوار الحضاري والثقافي بين المسلمين وغيرهم من اتباع الديانات والثقافات والحضارات الانسانية. وكانت رابطة العالم قد دعت عدداً كبيراً من العلماء والفقهاء ومسؤولي المراكز والجمعيات الإسلامية ومراكز البحوث ومؤسسات الحوار وأساتذة الجامعات، للمشاركة في المؤتمر بالبحوث وبأوراق العمل، من خلال المحاور الآتية: المحور الأول: التأصيل الإسلامي للحوار، ويركز على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ. والمحور الثاني: منهاج الحوار وضوابطه، ويعالج المشاركون من خلاله إشكالات الحوار ومحظوراته، وتحديد آلياته وآدابه. أما المحور الثالث: مع من نتحاور؟ وهم أطراف الحوار من اتباع الرسالات الإلهية واتباع الفلسفات الوضعية، وسيناقش المشاركون من خلال هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام. والمحور الرابع: مجالات الحوار، وهي عديدة تشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية، وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي، إلى جانب مخاطر البيئة، وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.
د. العقلا: المليك حريص على إرساء القيم والمبادئ السمحة
يشير الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لموضوع الحوار بين الحضارات تعكس مدى حرصه (حفظه الله) لإيجاد آلية مناسبة للتفاهم والتعايش مع الآخرين من الديانات الأخرى وإبراز ما في الحضارة الإسلامية من قيم ومبادئ واخلاقيات هي الأساسي في التعامل مع الجميع، وقال إن الصراع بين الحضارات سيكون له آثار سلبية تنعكس على الشعوب والقيادات والبيئة وستخلف أضراراً بالغة على مستوى العلاقات الدولية ولذا فإن من الأهمية بمكان أن يرتقي المختصون والمفكرون من كافة أنحاء المعمورة بالنظر فيما يحقق الصالح العام .
ويضفي على المجتمعات مزيداً من الطمأنينة والراحة والأمن والأمان للجميع.
د . السديس : ديننا يحمل رسالة عالمية لايختص بها شعب دون آخر
أكد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس امام وخطيب المسجد الحرام إن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين تنطلق من منطلق ايماني واسلامي، مستندة على ثوابت الشريعة الاسلامية الغراء واصولها المتينة على نور من تعاليم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتوجيهاتهما لعموم البشر، بالتعاون والتكاتف، لاعمار الارض وبناء المجتمع الانساني على قواعد التواصل والتعارف والتآلف على الصدق والمودة (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) ولفت الى ان هذا السعي الحثيث من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يسهم في رقي المجتمعات الانسانية الى اعلى الكمالات التي جاءت من اجلها الرسالات السماوية، وهو اصلاح النفوس البشرية، والعودة بها الى فطرتها السليمة.
وقال السديس ان في الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ما يدل على نظرته الشاملة للعالم اجمع، ومن المعلوم ان الدين الاسلامي الذي ننتمي اليه جميعاً رسالة عالمية لا يختص بها شعب دون شعب، ولا عرق دون عرق آخر، بل هي رسالة شاملة لجميع شعوب الارض، قال (وما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا) وهي كذلك تفيض بالرحمة الالهية على جميع الناس دن استثناء (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين).
وفي النهاية فإن في مطالبة خادم الحرمين الشريفين أيده الله لأمم العالم وشعوبه، باتخاذ الحوار وسيلة للتواصل بينها، بديلاً عن المواجهات والعداوات، دعوة إسلامية حضارية، لما في ذلك كله، ما يعود على العالم بالأمن والاستقرار، والسلام المبني على التفاهم، والمثمر للتقدم والازدهار والرخاء الانساني، قال تعالى : (وجادلهم بالتي هي أحسن).
العودة : الإسلام يرحب بمثل هذه اللقاءات
ذهب المفكر الإسلامي والداعية المعروف الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة إلى أهمية الحوار في محاورة الآخرين والتخاطب بأساليب العصر وتطرق العودة إلى المعايشة الحقيقية لآداب الحوار وتعويد أبنائنا عليه وفق المنهج الشرعي المرسوم الداعي إلى الحوار المطلوب شرعا فقال موجها حديثه إلى مشروعية :
وإننا اليوم في حاجة ماسة للتدرب على الحوار وآدابه،
وهناك مشكلة في النقل والتثبت، وربنا سبحانه يقول: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا”، وفي قراءة “فتثبتوا”، وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).
وأضاف هناك مشكلة أخلاقية وأزمة عامة تتعلق بتعمد التشويه والإيذاء والتزوير والكذب، وإن الذين يديرون الحوارات سواء كانوا من الأطراف الإسلامية أو غيرها يعانون مشكلة كبيرة في إدارة الحوار، سواء في الجوانب الإجرائية، أو الموضوعية، وإذا كانت قضية الإسلام عادلة - وهذا ما يؤمن به المسلمون جميعاً - فمن حق هذه القضية العادلة أن يكون لها محامٍ ناضج وناجح، ومتحدث رشيد، ومن هنا أؤكد على أهمية الحوار وضبطه، وإعداد المحاورين وتدريبهم بشكل علمي وأخلاقي ومعرفي لائق.
حوار الأديان
وقال إن الحوار -بداهة- دليل على وجود التنوع والاعتراف به وبحقه، فالحوار يعني أننا نختلف، والإيمان بوجود التنوع والاختلاف لا يعني أبداً الإيمان بكل ما يقوله هذا المختلف، فالحوار حول الخطأ لا يعني الاعتراف بهذا الخطأ كقيمة، بل الاعتراف بوجوده وأهمية البحث حوله، وكثيرون لا يفهمون من حوار الأديان -مثلاً- إلا أنه نوع من التقريب العقدي بينها، بمعنى أن يتخلى هذا عن بعض عقيدته والآخر كذلك؛ ليلتقيان في نصف الطريق بنصف عقيدة!، بينما الحوار هو البحث في تعزيز القضايا المشتركة ودعمها، كالحملة على الفساد والدفاع عن الحقوق الإنسانية، ولا شك أن الدين الإسلامي يرحب بمثل هذه العلاقات واللقاءات التي تدفع بالحق الإسلامي والوجود المسلم إلى حياة أفضل، ورسولنا صلى الله عليه وسلم تحدث عن حلف الفضول الذي يعني نوعاً من التعاون المشترك وقال: (لو دعيت له في الإسلام لأجبت).
وهذا الحوار العالمي يعني إدراك للغة العالمية التي يتحدث بها للتواصل معها، وبث أدبيات الإسلام وأخلاقياته ومبادئه من خلالها.
قيمة الحوار
وإن بعض الذين يشغبون على قيمة الحوار يعارضون بما ورد عن بعض السلف أنهم كانوا ينهون عن مجادلة أهل الباطل، فأقول بأن هذا المذهب الذي كان عليه بعض السلف هو صالح في وقته، فهم يرون عدم الحاجة لذلك بسبب غلبة الحق وظهوره، وأن هناك بعض الآراء المهجورة التي لو حاورناها وجادلناها لأسهم ذلك في تقويتها وإشهارها، والمهم أن الأصل في ذلك ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من أهمية الحوار وفريضته، يقول الله تعالى عن أهل الكتاب: “وجادلهم بالتي هي أحسن”.
الجبير يؤكد على أهمية تلاقح الأفكار للتغلب على الأزمات
أكد فضيلة الدكتور هاني بن عبدالله بن محمد الجبير القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة بأن الحوار مهما كان شكله، ومهما كان المحاور من المبادئ الإسلامية فهو وسيلة مهمة لتعزيز الأخوة بين المسلمين وإزالة أسباب الفرقة والاختلاف، ومعرفة وجهات النظر وأسبابها التي تقرب هوة الخلاف، وهو من وسائل الدعوة إلى الله والرد على القوى التي تحرض ضد الإسلام وتنال من مقدساته ورموزه، وهذا كله يؤكد أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وما أكد عليه من أهمية الحوار ودعوته اليه للتفاهم من خلال قواسم مشتركة يقر بها الجميع.
وقال تأتي رابطة العالم الإسلامي لتقوم كما هي عادتها في تبني كل مامن شأنه صالح الأمة لتقيم المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار لتكوين رؤية جديدة مناسبة لأوضاع وظروف العالم الحالية ومنضبطة بضوابط الشرع الحنيف المناسب لكل زمان ومكان بما يرفع الإشكالات ويحقق المصالح والمقاصد المهمة للأمة الإسلامية. وإنني متفائل كثيراً بهذه المبادرة التي تجاوبت بها رابطة العالم الإسلامي خاصة إذ يقوم عليها الدكتور عبدالله التركي الذي عرف حرصه على تكوين الفكر الإسلامي الخالص وينهض بمستقبل الأمة ويطوره من خلال معرفة الأوضاع والخبرات والإمكانات والإفادة منها والتنسيق بين الجهود المختلفة للخروج بنتائج تحت الصالح العام وتعزز جهود المصلحين والقادة وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
شروح
الأهدل: مطالبون بتقديم أنموذج حضاري للتعايش السلمي
أكد د. حسن بن علي الأهدل المدير العام للإعلام والعلاقات في رابطة العالم الإسلامي إن القول الحسن عند المسلمين هو مضمون الخطاب الموجه للآخرين سواء أكانوا من اتباع الأديان، أم كانوا من فئات الفلسفات الوضعية، لذلك وصف الله عباده الصالحين بقوله: (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد).
إذاً فالحوار الإسلامي مع غير المسلمين له خصائص ومميزات وأساليب جاذبة لنقل مضامين سامية يتم من خلالها تعريف الناس بمبادئ الإسلام، وهذا هو البلاغ الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى: (وما على الرسول إلا البلاغ).
وقال حين يعرض الناس عن دعوة الله ولايؤمنون بها، فإن المسلم لايتوقف عن التفاعل مع الآخرين اجتماعياً وحضارياً، رائده في ذلك كتاب ربه، وأسوته نبيه صلى الله عليه وسلم، الذي كانت حياته نبراساً في التسامح وحسن التعايش مع الآخرين. واليوم تزداد الحاجة إلى الحوار، وإلى ثقافة التسامح والتعايش في عالم أصبح قرية صغيرة تتلاقح فيها الثقافات عبر وسائل الإعلام المختلفة، فتزداد يوماً بعد يوم الحاجة إلى الحوار، وإلى ضرورة تأصيله من الناحية الشرعية، ومعرفة مسوغاته الشرعية وآدابه ومحظوراته ليمارسه المسلمون على هدى من الله.
وأضاف: إن عين الناظر البصير في القرآن الكريم لاتخطئ رؤية عشرات الآيات القرآنية التي تدعو إلى الحوار وتؤصل له وتبين آدابه، فآياته تحكي الكثير من الحوارات التي جرت بين أنبياء الله وأقوامهم.
كما أن المتأمل في صفحات حياة النبي صلى الله عليه وسلم لن تغيب عن عينه المواقف الحوارية الكثيرة التي حقق فيها النبي صلى الله عليه وسلم أخلاق الحوار وآدابه كما علمه ربه وأدبه.
وقد التزم المسلمون هذا الهدي منذ سطع الإسلام على وجه الدنيا، وما زال يفتح القلوب بما أوتيه من جدل وحجة وبيان يمتثل هذا الهدي، فوصل هديه القويم إلى أقاصي الأرض، وعم نوره على العالمين.
وأردف الأهدل: طوال قرون كانت الأمة الإسلامية رائدة الحضارة وقائدة الأمم، فكان نتاج حضارتها ترسيخ الحوار والتعايش مع أهل الأديان الأخرى، لتقدم للبشرية أنموذجاً راسخاً يحتذى في كل عصر وحين. وفي القرن الماضي، تعالت من جديد دعوات للحوار والتعايش بين أتباع الأديان، لكنها هذه المرة بأصوات غربية، ليظهر لون جديد من ألوان الحوار الديني، يتميز عن سابقه بأنه يركز على المتفق عليه، وينأى عن المختلف فيه، يتحدث عن المعاش، ويجتنب المعتقدات.
وطوال عقود مرت مارس المسلمون الحوار مع الآخرين بأنواعه، لتتبلور الرؤى تجاه الحوار، ولتظهر مشكلات تجاوزت العرض النظري التأصيلي، ولتصبح واقعاً يفرض على المحاورين التعامل معه وتأصيله من الناحية الشرعية، للوقوف على ما يحل منه وما لايحل.
واليوم تتطلع منتديات الحوار الإسلامية إلى المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أشرف بقاع الأرض، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مؤملة أن يضع المؤتمر الأسس والمنهاج لمشروع الحوار الحضاري والثقافي بين المسلمين وغيرهم من اتباع الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية، ليكون ذلك مرتكزاً يجتمع عليه المحاورون المسلمون، وينطلقون من برامجه.
الحمود : الرسالة المحمدية تدعو إلى السماحة واليسر
وقال الشيخ علي الحمود رئيس إدارة المساجد بمكتب توعية الجاليات بحي الشفاء بالرياض بان ظهور دعوة النبي صلى الله عليه وسلم داعية الى السماحة واليسر وجاء عليه أفضل الصلاة والسلام على هذا المبدأ ورسخه في أصحابه فكانوا دعاة وميسيرين وهكذا سار سلف الأمة فقد سارت جيوش المسلمين شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً تنشر الخير وتعرف الناس بمبادىء الدين الحنيف وفتحت أمصار بالكلمة الطيبة والتعامل الحسن والأخلاق الفاضلة ولم تعرف الأمة ديناً أكثر تسامحاً ولا تيسراً أكثر من دين الاسلام ولكن جاء من أبناء الأمة من شوه هذا المبدأ وعكر صفو الحياة بتصرفات شوها شوهت معها صورة المسلمين لدى الغرب واننا في هذا الوقت أشد ما نكون الى العودة الى المنهج الصحيح الذي كان عليه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام واصحابه.
قال تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
وقال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وقال صلى الله عليه وسلم (انما بعثت ميسراً....) ومن هذه المبادىء التي تنطلق في رحاب التيسير والتسهيل فيما بيننا بعضنا البعض وفيما بيننا وبين العالم الآخر حتى نرسم صورة عظيمة لدينا عظيماً وأمة عظيمة سادت على مدى 14 قرناً ونيف.
ومن هنا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بموضوع الحوار والمبادرة الكريمة وأهميتها والتي تعقد في رابطة العالم الاسلامي ليرسخ مفهوم السماحة بيننا وبين الآخرين باعتبار ان المملكة العربية السعودية رعاية السلام ومنطلق الدعوة ومنها انبعثوا للهدى.
فكل ما كان من تيسير وتسهيل يرجع الفضل فيه الى من دعا إليه وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين.
وان عقد المؤتمرات والدعوة الى التعريف بالاسلام وسماحته من الأمور التي يجدر بنا ان ندعو اليها ومن هنا كانت رابطة العالم الاسلامي سباقة الى هذا الأمر.
وان الحوار وسيلة لتحقيق غايات مشروعة ويجب ان يتسم بالصورة الشرعية وتوحيد الصف الاسلامي.
د. داود: تفعيل متطلبات التحاور ضرورة عصرية
قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد داود عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بكلية الدعوة والدراسات الإسلامية: عالمية الدعوة الإسلامية توجب الحوار حتى نبلغ هذه الرسالة السامية للآخرين فالرسول صلى الله عليه وسلم تحاور مع المشركين ومع وفد نصارى نجران وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه تحاور مع النجاشي أثناء هجرة المسلمين للحبشة غير أن الحوار له أركان وضعها القرآن الكريم في قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاًً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) ومعنى قوله الحوار دائماً يتم تفعيله إذا كان كل طرف يعترف بالآخر فنحن كمسلمين نعترف برسالات جميع الأنبياء فهل الآخرون يعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟ ونحن كمسلمين نكّن الاحترام والتقدير والتبجيل لكافة الأنبياء والمرسلين فهل الآخرون يكنون نفس الشعور لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إن التحاور يكون دائماً بين ندين متكافئين في جميع الجوانب فهل المسلمون الآن في وضع يتكافؤ مع متطلبات التحاور، وإن الدعوة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وراعي المسلمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى هذا الحوار يأتي من منطلق حرصه على تأسيس التعاون العالمي مصداقاً لقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فمن هذا المنطلق القرآني ينبغي أن نمد جسور الصداقة وأن نقيم جسور التعاون .
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق هذه الجهود المباركة في التواصل بين شعوب العالم وأممه.
المورعي: على عقلاء العالم تطبيق المنهاج القويم
أوضح فضيلة الدكتور أحمد المورعي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى: إن هذه الدعوة الكريمة التي جاءت من قلب صادق مفعم بالخير للإنسانية جميعاً من قلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي دعوة مباركة جاءت في وقتها المناسب حيث كما أشار حفظه الله إلى أن الإلحاد بالرب سبحانه وتعالى وتفكك الأسرة وضياع الشباب والأخلاق والقيم وما يعيشه العالم اليوم من فوضى جعلته يستشعر مسؤوليته العالمية تجاه أمم العالم جميعاً وخاصة أصحاب الرسالات السماوية ويدعوها إلى هذا المؤتمر مؤتمر الحوار بين القيم المشتركة كالرسالات السماوية ليقوم العلماء والعقلاء في كل رسالة بواجبهم نحو توعية المجتمع العالمي بوجوب الالتزام بالمبادئ والأخلاق والقيم والحرص على تماسك الأسرة وارتباط الوالدين بالأولاد والزوجة بالزوج والجميع في ظل العدل والرحمة والمساواة هذه المعاني الكريمة.. نتمنى من الله عز وجل مخلصين له في الدعاء أن يكلل هذا الحوار وهذا الاجتماع بالنجاح العظيم الذي يرنو إليه خادم الحرمين الشريفين من خلال دعوته لهذا المؤتمر الذي سيتلوه كما أشار حفظه الله إلى أن هناك مؤتمرات أخرى للحوار والنقاش لأجل السلام والسلم العالميين.
الكاظمي: رؤية حكيمة تستشرف مستقبل الأمة
الدكتور زهير الكاظمي عميد كلية التربية بجامعة أم القرى قال إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله جاءت من منطلق ثاقب الرأي وبعد النظر المعهود منه حفظه الله تجاه قضايا المجتمع الإسلامي والعالمي فتلبية هذه الدعوة المباركة الكريمة سيكون لها تأثير بالغ على علاقة المملكة بكافة الدول العربية والإسلامية والصديقة، ونحن في جامعات المملكة حريصون على أن تكون لهذه الرؤية الحكيمة فاعليتها ودورها الكبير في الواقع العملي والواقع الفعلي في أدائنا لمهماتنا وأعمالنا في هذه الجامعات. وأضاف: إن أهمية انعقاد هذا المؤتمر في مكة مهبط الوحي وقبلة المسلمين مشيداً باهتمام الملك المفدى بالحوار الهادف البناء الذي يحقق التفاهم والتعايش والتواصل بين شعوب العالم قاطبة.
، كما أن الحوار هو الوسيلة المثلى للتفاهم بين الناس من جميع الأجناس والأعراف والثقافات والحضارات.
البناني: خادم الحرمين ينادي إلى كلمة سواء
أوضح الدكتور أحمد البناني عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين قسم العقيدة بجامعة أم القرى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله هو أجدر الناس وأحقهم أن يدعو إلى الحوار بين أتباع الأديان عملاً بقوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).
فهذه الدعوة التي وجهها القرآن الكريم مما يزيد عن (14) قرن هي التي يحييها اليوم ويجددها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بقلب مفتوح وفكر مستنير واحساس بالمسؤولية عن سلامة البشر في جميع الكرة الأرضية فضلاً عن سلامتهم في بلادنا الحبيبة وقال إن كثيراً من الأمور المضرة بالبشر مستقبحة ومستنكرة في جميع الأديان، ولايقضى عليها إلا التفاهم والتعاون والحوار البناء والله اسأل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما يحب ويرضى وينفع به وبدعوته المسلمين جميعاً والبشر قاطبة.
الحارثي: دعوة كريمة من رجل كريم همه الشاغل جمع الصف ووحدته
أكد فضيلة الشيخ زايد بن احمد الحارثي رئيس المحكمة المستعجلة بمكة سابقاً بأن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله لعقد مؤتمر اسلامي عالمي للحواردعوة كريمة من رجل كريم هدفه جمع كلمة المسلمين على الحق والتقوى وتوحيد الله سبحانه وتعالى والسير على سنة محمد صلى الله عليه وسلم وهو حفظه الله يأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه.
وأضاف الحارثي بأن الحوار هو لغة الإسلام وأن القرآن الكريم هو دستور المسلمين ومصدر عقيدتهم وشريعتهم وبهذه المناسبة أود أن أقول هذه الأبيات الشعرية:
يعيش عبدالله تقي عابد
يعبد إله وأخلص النية
مؤمن حكم بالعدل ويجاهد
دايم بصالح الشمس والفيّة
سلك طريق الجد والوالد
وعند شعبه له محبيّة
عبدالله اللي في الحكم راشد
والشعب من دونه فداويّة
رب تجعل حكمه خالد
مادامت أياماً وليليّة
حفظ الله حكومتنا الرشيدة وأعانها على نشر الكتاب والسنة وزادها أمناً وأماناً واستقراراً.
د . المصيبيح : نطمح إلى قرارات تلجم التطرف للأبد
قال د. سعود بن صالح المصيبيح : رحب العقلاء من معتنقي الاديان السماوية بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الحوار بين الاديان واشادوا بهذه الدعوة كونها تأتي في وقت تتعرض فيه البشرية لأزمة اخلت بموازين العقل والأخلاق والانسانية.
ومن هؤلاء المفكر الفرنسي شارل سانابرو مدير (مركز الدراسات الجيوسيساسية في باريس) حيث اعتبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز محركاً اساسياً في حوار الحضارات مضيفاً ان فكرة الحوار بين الحضارات هي حوار بين الاديان لما فيه خير البشرية جمعاء حيث سيؤدي ذلك الى تفاهم افضل واحترام متبادل وتنسيق وحوار بين الاديان موضحاً بان الاسلام بخلاف المسيحية ليس له باب او ممثل أساسي ولهذا لابد ان تتخذ شخصيات كبرى مثل الملك السعودي مبادرات وتظهر الطريق امام الأمة الاسلامية وذكر ان زيارة الفاتيكان بداية لمثل هذه الفكرة التاريخية.
وفعلاً دعوة خادم الحرمين الشريفين كما قال المفكر الفرنسي هي منعطف تاريخي في تاريخ البشرية وبالذات في وقتنا الحالي الذي لا يمكن تجاهل دور الفهم السيء للاديان واعتناق التوجهات المتطرفة كأساس في العلاقة بين الاديان فالحروب في أوروبا ظلت لسنوات طويلة قائمة على المعتقدات الدينية بين المسيحيين أنفسهم ولازالت آثارها وتوتراتها قائمة في ايرلندا وانجلترا كما ان ما يفعله الصهاينة في فلسطين ناتج من فكر صهيوني متطرف واستيعاب خاطىء للتعاليم الدينية اليهودية.
والعديد من التغطيات الاعلامية لمغادرة الجنود الامريكان للعراق تظهر التعلق بالصلوات الانجليزية ووجود الانجيل مع كل جندي على اساس انه ذاهب لحرب دينية.. وهذه أمور لا يمكن تجاهلها ولهذا يأتي الحوار لمواجهة هذه المشكلات بالتفاهم والحكمة والاتفاق على القضايا المشتركة واهمها في نظري ما يلي:
1 التسامح والاخاء والمحبة والسلام.
2 تطوير التربية والتعليم والطب والتقنية وما يخص البحث العلمي في مجالات القضاء والادوية والنمو العمراني والاقتصادي والبشري.
3 الحرب ضد المجاعة والفقر والبطالة والجهل والجريمة والمخدرات والارهاب والانفجار السكاني وقضايا البيئة والمناخ والتلوث.
4 ما يتعلق بالفرد ذاته من امور اجتماعية كتكوين الاسرة والعلاقات الانسانية ومشاكل الشباب والفراغ والتعاون في المنافسات الرياضية والشبابية بما فيها من ترويج ومتعة وكذلك التبادل الثقافي والفكري والادبي.
5 الوصول الى توصيات وقرارات تؤدي الى لجم التطرف ومحاصرة الافكار المتشنجة وتفعيل الامور المشتركة لما فيه صالح البشرية.
وأخيراً اطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين على نظرته البعيدة والعميقة لما فيه صالح البشرية جمعاء واول وأهم هذه الامور هو ان الاسلام هو دين البشرية الخالد (إن الدين عند الله الاسلام) وبالتالي ليس الموضوع هو المناقشة في العقائد وانما ايصال مبادىء الاسلام الحنيف القائم على السلام والتكافل والتعاون وفي موروثنا الاسلامي من القصص الخالدة لرسول الهدى صلوات الله عليه وسلامه والصحابة الكرام في كيفية المعاملة بالحسنى لأصحاب الديانات الأخرى.
. كما ان دعوة خادم الحرمين الشريفين تأتي في ظل وصول الاسلام عبر الفضائيات والنشر الآلي والانترنت الى كل مكان وتزايد التعريف به واعتناق الناس له كدين مقنع لمن اراد الحق وبحث عن الحقيقة.
القرني: الحوار والشورى ديدن قيادات المملكة منذ عهد المؤسس
قال الشيخ عبدالله بن محمد القرني مدرس العقيدة في المعهد العلمي بمكة المكرمة: الحوار الوطني سمة هذه البلاد منذ تأسيسها امتثالاً لقول الله عزوجل (وأمرهم شورى بينهم) وقد عرفنا من تاريخ المؤسس عليه رحمة الله أنه كان لايألو جهداً في جمع الرأي والمشورة ممن عرف بها، وعلى هذا سار الأبناء والأحفاد وتطور مفهوم الحوار إلى أن أصبح يشكل هاجساً للمسؤولين أولاً والمجتمع ثانياً، وذلك لما فيه من مصالح تعود على الوطن والمواطن بالخير والنماء.
وأضاف: أدرك خادم الحرمين الشريفين أهمية ذلك منذ وقت مبكر فأنشأ كل الآليات والسبل ويسر طريق الحوار وأتخذه مبدأ ومنهجاً في الحياة الاجتماعية في المملكة نسأل الله التوفيق والعون لما فيه صلاح العباد والبلاد.
واستطرد قائلاً: من نتاج هذا السلوك ما نادى به خادم الحرمين الشريفين في عهد مؤتمر الحوار الإسلامي العالمي للحوار في هذا البلد المقدس الأمين الذي يعتبر عاصمة للعالم الإسلامي لما لها من مكانة في قلوب المسلمين اجمعين، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص قيادتنا الرشيدة وخادم الحرمين الشريفين على وجه الخصوص على تنمية هذا المبدأ وتأصيله لدى المسلم أياً كان.
حريري: الإسلام يدعو إلى الوحدة ونبذ التناحر
أكد الدكتور أسامة حريري أستاذ مساعد بقسم الإعلام بجامعة أم القرى والمدرب المعتمد لبرامج التطوير الاستراتيجي: أن الحوار مع أي جهة لن يتم إلا بعد أن يتم تحديد القيم المشتركة بين الفئات المتحاورة فالقيم هي التي تجمع التناقضات فتوحيد القيم تجمع ما بين القدرات والفئات وإن كانت متناقضة لقول الحق سبحانه وتعالى (كلمة سواء) فالكلمة السواء هي القيم التي تجمع بين القوى التي تشترك في بيئة واحدة فقد تختلف في التصرفات والمشاريع لكننا تحت سقف بيئة واحدة فحتى لاتتناحر تلك المشاريع لابد أن تعترف على القيم المشتركة حتى وإن تعددت هويتنا فلا بد أن نلتقي على القيم لذلك جعل الإسلام القيم الخمس أو الضرورات الخمس التي تجمعنا بكل ألوان الطيف حتى وان تناقضت الهوية فإذا وضعنا الضرورات الخمس على طاولة الحوار فسوف نلتقي ونتحاور أما لو وضعنا المشاريع والتصرفات فلن نلتقي وكذلك لو بدأنا بالهوية فلم نتفق ولن نتحاور، إذاً تجمعنا البيئة وتوحدنا القيم المشتركة.
مدير البحوث بالرابطة: المؤتمر فرصة ذهبية لتقريب وجهات النظر
قال المدير العام للدراسات والبحوث برابطة العالم الإسلامي رحمة الله بن عناية الله أحمد إن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي انطلاقاً من المبادئ السامية التي انشئت من أجلها من الاهتمام بأمور المسلمين ترى الحوار وسيلة عظيمة للتفاهم بين الشعوب المختلفة لتبادل المعارف والمنافع ووسيلة مهمة لعرض كل طرف بما لديه من الأفكار والآراء على الطرف الآخر. ومن هنا تعتزم الرابطة عقد هذا اللقاء التاريخي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله تعالى تحت عنوان (المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار) في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية. وتابع: الأمانة العامة للرابطة تهدف من خلال هذا المؤتمر التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في ضوء القرآن والسنة، على مستوى الأفراد والأمم والشعوب فالحوار الفعال النشط يحتاج إلى أرضية فكرية خصبة وطاقة نفسية وتحرر فكري وانكسار قيد التقليد وهذا النوع من الحوار هو الذي تسعى لتحقيقه الأمانة العامة من عقد هذا المؤتمر ويشترك فيه عدد كبير من أصحاب الفكر والرأي والمهتمين بقضايا الأمة الإسلامية بل والعالمية. كما أن المؤتمر فرصة لدراسة تجارب الحوار عبر القرون الماضية وخاصة العصور المتأخرة، وذلك بغرض معرفة سلبياته لتفاديها وايجابياته للاستفادة منها، فكما يقول أهل العلم والمعرفة: إن الحقيقة مطلقة ولكن نظرنا إليها وهي نسبية ومتغيرة في آن واحد، ولايمكن الوصول إلى الحقيقة ونحن ننظر ونبحث عنها من جهة واحدة بل من الضروري أن نبحث ونتحرك من كافة الأطراف والجهات حتى نتمكن من الوصول وفهم الجزء الأكبر منها. وأضاف: نرجو من خلال المؤتمر أن يتحقق ما تتطلع إلى تحقيقه الأمانة العامة من إيجاد صيغة موحدة حتى يتم التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار بوضع آلية الحوار التي يمكن من خلالها توحيد الصف الإسلامي والوقوف أمام التيارات التي تسعى لإثارة الشبهات وايقاع الخلافات بين المسلمين أنفسهم شعوباً وحكومات، ولايتحقق ذلك إلا إذا توحدت الأساليب والوسائل المستخدمة في الحوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.