معالي الوزير : احترم نظرنا !

منذ مدة كتبت أنني أفكر في نشر كتاب فريد من نوعه , أجمع فيه جميع مهازل المسؤولين لدينا التي يصرحون بها ليستفزون المواطن البسيط بسذاجتها وبعدها عن الحقيقة , و انشرها بكتاب يُهدى لكل شخص يتقلد منصبا هاما . و لأنه من المعيب دينا وخُلقا أن تقول عن شئ لم يحدث حدث , أو شئ لم تصنعه أنك صنعته لذا فكرت أن أعنون الكتاب بعنوان ” أقوال عيب أن تُقال ” ! . فبين وقت وآخر يخرج أحد الوزراء أو المسؤولين لدينا بعبارات غير واقعية و لا تحترم عقلية المواطن أبدا , فتارة يقول لك أن وزارة التعليم في السعودية من أفضل المؤسسات التعليمية دوليا , وآخر يقول أن القطاع الصحي لديه جهد متفوق عالمياً , وآخرهم يقول : ( الطرق لدينا تتمتع بمواصفات عالمية ! ) وليت أن الأخير أجل تصريحه حتى ننسى موسم المطر كاشف المواصفات العالمية التي يتحدث عنها . أين مواصفاتك معالي الوزير عن تلك السيارات التي أتلفت وتضررت بسبب سوء الطرق ؟ , أين المواصفات العالمية عن طرقنا التي أصبحت الحفريات معَلما معتاداً فيها ؟ , أين الابداع والحياة في طرقنا التي تحمل الجفاف والتقشف ؟ أين مواصفاتك من عدد الحوادث التي تشهدها طرقنا بشكل يومي بسبب ضعف مواصفاتك فيها؟ .
اصبح هم المواطن والمقياس الأول لسلامة الطريق هو استواءه وخلوه من الحفر والتشققات التي قد تضر بمركبته , بينما المواصفات العالمية تحمل أكثر من هذا من حيث أنظمة السلامة والنقل الذكية . وقد تصدرت شوارع المملكة أكثر الشوارع خطورة في العالم ثم يراد منا أن نقتنع بالمواصفات العالمية التي لا نراها . ربما قد لا تعنيني الطرق بالشأن الذي يعني للرجل صاحب المركبة , لكن ما يحزنني كمواطنة تعالي ومثالية هذا المسؤول الذي لا يصدقُ معنا , ودائما يصرح ويتحدث بعبارات لا تلامس الواقع ولا تشبهه , ذلك المسؤول الذي يداري تقصيره بتلميع جهده على الورق و “بصفصفة” الكلام المنمق ويترك الواقع للمواطن فارغا , ثم يأتي ويعتقد بأن المواطن لازال يصدقه أو يهتم للاستماع له .
سعادة الوزراء والمسؤولين وجميع الذين يتقلدون المناصب ويهتمون بها ولا يهتمون بنا : في المرات القادمة احترموا نظرنا حتى لا نقول بصدق مؤسف : أنكم تكذبون .