بدأت قوات خفر السواحل اليمنية في قطاع خليج عدن والبحر العربي بجنوب اليمن، أمس، الأربعاء، في تطبيق الخطة الوقائية الأمنية التي وضعها من أجل التصدي لأية أعمال وهجمات إرهابية ينفذها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باستهداف المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والأجنبية خلال إجازة عيد الفطر المبارك.. وافشلت القوات اليمنية مخططاً للسيطرة على المكلا فيما نفذت فجر أمس طائرة أميركية بدون طيار غارة جوية استهدفت بصاروخين سيارتين على الخط الترابي في منطقة مرخة بمحافظة شبوة، شرق اليمن، وأسفرت الغارة عن مصرع 7 قتلى وثلاثة جرحى من عناصر تنظيم القاعدة كانوا يستقلون السيارتين إلى جانب أسلحة ومتفجرات أدت إلى تفحم جثث عناصر القاعدة السبعة، فيما أسعف الثلاثة الجرحى إلى مستشفى شبوة، واحتراق السيارتين بالكامل وشوهدت السنة اللهب تضيء منطقة مرخة- حسب مشاهدة سكان محليين.. وانتقدت اليمن الإجراء الأمريكي والبريطاني وإجلاء موظفين سفارتهما باليمن، واعتبرته على لسان وزير خارجيتها، الدكتور أبوبكر القربي»إجراء يحقق أهداف العناصر الإرهابية»، وقال القربي «للأسف هذه الإجراءات رغم أنها حماية لمواطنيهم لكنها في الحقيقة تحقق الأهداف، التي تسعى لها العناصر الإرهابية من خلق جو من القلق وإشاعة عدم الاستقرار».. وفي حين أكد مصدر يمني في أمن عدن، أكبر مدن جنوب البلاد ل»المدينة» أن الأجهزة الأمنية وقوات خفر السواحل عززت من إجراءاتها الأمنية على المنشآت والمصالح الحيوية وضاعفت من تشديد الرقابة على شواطئ وميناء مدينة عدن، تحسبًا لأعمال وهجمات إرهابية محتملة للقاعدة، تستهداف المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والأجنبية بالمدينة وفي المياه الإقليمية اليمنية وسواحل خليج عدن والبحر العربي ومدينة عدن وشواطئها. وكشف مصدر بالمخابرات اليمنية ل»المدينة» بأن المعلومات والمخطط الإرهابي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب - فرع اليمن- الذي تحصلت عليه المخابرات اليمنية( جهاز الأمن القومي) حول الأهداف والمواقع التي يعتزم عناصر التنظيم مهاجمتها بعمليات إرهابية خلال أيام إجازة العيد والأيام المقبلة- وضع المنشآت الحكومية والمصالح الأجنبية في العاصمة صنعاء ومدينة عدن، وأيضًا الموانئ البحرية والسفن التجارية والعسكرية الراسية في الميناء والمارة بمياه خليج عدن- على رأس الأهداف، التي تنوي استهدافها بالعمليات الإرهابية.. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، ل»المدينة»: إن قيادة تنظيم القاعدة في اليمن فقدت مؤخرا أبرز قيادات وعناصر التنظيم، الذين لقوا مصرعهم في غارات جوية بطائرات أميركية دون طيار- حيث لقي أكثر من(22) عنصرًا مصرعهم في أقل من عشرة أيام، لذلك رأت أنه لا خيار أمامها إلا المواجهة لإثبات الذات والتأكيد لقيادة التنظيم الدولي بقدرتها على امتلاك زمام المبادرة وترجيح كفة المواجهة مع الحكومة اليمنية وحلفائها لصالحها والتحكم بسير المعركة مع ما تعتبرهم أعداء. وأضاف المصدر» قيادة التنظيم ترى أن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم من خلال المبادرة في تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة ذات بعد وصدى دولي، فاختارت سيناريو التحدي ونقل معركة المواجهة من الصحاري والبراري إلى مراكز المدن الرئيسية بعمليات إرهابية - استشهادية- في أهداف استراتيجية حساسة والقيام باغتيالات ضد مسؤولين وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات سياسية مهمة.. مشيرًا إلى أن الهجمات الإرهابية، التي يخطط لشنها 25 عنصرًا إرهابيًا من التنظيم- الذين أعلنت عنهم السلطات الأمنية أمس الأول- هم من كلفوا في تنفيذ هذه الاستراتيجية الجديدة للتنظيم وبدأوها في الأيام الماضية بتنفيذ الاغتيالات كخطوة أولى للخطة.. من جهته، قال مدير القطاع البحري لخفر السواحل اليمنية- قطاع خليج عدن- العقيد أحمد صالح صبحي: إن ترتيبات بدء العمل بالخطة المستندة من وزارة الداخلية ممثلة بأمن محافظة عدن ومصلحة خفر السواحل والقاضية بانتشار الزوارق الأمنية التابعة لخفر السواحل على طول السواحل.وتأتي هذه التدابير الأمنية من قبل قوات خفر السواحل بقطاع خليج عدن متزامنة مع التهديدات الأمنية المتزايدة من قبل تنظيم القاعدة واستجابة لتوجيهات اللجنة الأمنية اليمنية العليا القاضية بتشديد الإجراءات ورفع اليقظة الأمنية للأجهزة في عموم المدن اليمنية .