«الخنفروش» أكلة شعبية لذيذة وشهيرة جدًا عند أهل الخليج كانت تصنع خصيصًا للعريس ليلة زفافه أولأصدقاء قادمين من سفر طويل، وينفرد أهل الأحساء خاصة وتحديدًا أهل القري بعملها وإجادتها، وهي معروفة خاصة في القرى الشرقية منها مثل العمران والقارة والحليلة والدالوة والجفر والجشة والطرف والفضول والمنيزلة، وتتسابق الأُسَر والعوائل في ليلة العيد بعملها وتحضيرها في البيت ووضعها في مقدمة المجلس مع دلَّة القهوة ليتناولها الضيوف و»المباركية» ويتراوح سعر الطبق الواحد من هذه الأكلة بين 20-100 ريال. وكانت صناعة الخنفروش في الماضي، تقتصر على المناسبات الخاصة أحيانًا، فهو يصنع للعريس ليلة زفافه أو للأصدقاء والأهل حين يعودون إلى بلادهم بعد سفر طويل، ويصَّنف الخنفروش في الوقت الحاضر ضمن حلويات الأكلات الشعبية الموروثة، ووجوده ضروري على موائد الأغنياء والفقراء على حدٍ سواء في الوقت الحالي -حتى أصبح وجبة أساسية عند الجميع في أيام العيد وخاصة الأيام الثلاثة الأولى. ويحتاج تحضير الخنفروش إلى مهارة عالية في الطبخ، لذا تجد أن المُسِّنات هن أفضل من يقمنَّ بتحضيره. وتتحدث السيدة أم جعفر وهي من قرية أبو الحصى بالعمران عن عمل وصناعة الخنفروش فتقول: «الخنفروش أكلة شعبية تُحضَّر من كيلو غرام من الأرز المطحون و15 بيضة، وكوبين من السكر وفنجان من ماء الورد وكوب حليب بارد وملعقة صغيرة من الزعفران وملعقة متوسطة من الهيل، وتخلط جميع العناصر الغذائية، بشكل جيد باليد أو بواسطة الخلاط الكهربائي، ثم يضاف إليه القليل من الخميرة، ويترك حتى يختمر، ثم يقطع على شكل دوائر، ويوضع في السمن المغلي على نار خفيفة حتى يحمر وبعدها يكون جاهزًا للأكل». وتضيف أم بدر طاهر: «الخنفروش يحتاج إلى خبرة وفن وممارسة وخفة يد ومعرفة المقادير بدقة، وهذه الأكلة هي موروث شعبي توارثناها عن آبائنا وأمهاتنا منذ زمن»، وتستعد معظم العوائل بالأحساء وخاصة أهل القُرى قبل العيد بليلة أو ليلتين لعمل وصناعة الخنفروش وتجد هناك حالة استنفار لعمل هذه الأكلة فالصغير يشتاق لها قبل الكبير وعادةً يتم تناولها منذ الصباح الباكر في يوم العيد مع فنجان قهوة، وتعمل بعض البيوت الخنفروش وتتبادله مع بعضها البعض من باب التواصل والتآلف». المزيد من الصور :