أنا فتاة عمري خمس عشرة سنة، بصراحة أخاف من نظرة الناس لي، حيث أهتم كثيرًا بما يقوله الناس عني، وعندما أكون مع زميلاتي أريد أن أشاركهن الحديث، لكن الخوف من قول شيء غريب أو شيء لا يعجبهن يراودني فألتزم بالسكوت، مع أن زميلاتي يحاولن أن يشاركنني في الحديث لكنني سرعان ما أواجه ذلك بكلمة سيئة غير مقصودة؛ ظنًا مني أنهن يردن الاستهزاء بي. باختصار لا أحسن التعامل مع الناس ولا أثق في نفسي كثيرًا، حيث أحس أني أقل منزلة من زميلاتي. أنا أكره حالي الذي أنا فيه، وأتمنى التحسن والتغير، وأحس أن حالتي هي من فعلي، وأني مسؤولة عنها، وأخاف أن يسألني الله، فماذا افعل؟ س.ع - الطائف يجيب عن الاستشارة المستشارة الأخصائية النفسية والاجتماعية أميمة حسين فتقول: أحسني الظن بالناس، ولا تشككي فيهم دائمًا، واستمعي أولا للآخرين، تكسبين ودهم وتنتفعين بنصائحهم، وحاولي الاختلاط بالكبار والكبيرات من قريباتك حتى تتعلمين طرق الحوار، ولا مانع أن تلتحقي بدورة في حسن التعامل مع الآخرين. ثم دعيني أثني بخطوات لزرع الثقة في نفسك -وهذا هو شق سؤالك الثاني- في خطوات محددة ومختصرة تناسب سنك وعمرك، وكم أتنبأ لكِ بمستقبل مشرق نافع (مع النفس ومع الآخرين) وقبل ذلك مع الله تعالى، وما تسألين عنه ليست مشكلة مرضية؛ حتى لا تقعين في الوهم النفسي بأنك مريضة أو ما خلاف ذلك!! بل إنها حالة عرضية يتعرض لها الإنسان غالبا -كما تؤكد الدراسات- عند المرور بحادثة معينة، أو موقف محرج، أو تعرض لإحراج في مسألة، فيحجم الإنسان من تلقاء نفسه عن الكلام والحوار. أو أن يقابل الآخرين بالشدة والعنف؛ معتقدا أن ذلك هو الحل الأمثل في التعامل، فانزعي من نفسك توهم وجود مرض وما شابهه. وحتى تحققين الثقة بالنفس؛ لتتحدثي بطلاقة، وتبدئي حوارًا منسقًا، ولا تخافين حين الحديث، وتتعاملين برفق مع الناس، فإني أذكرك بأن الثقة بالنفس طريق طويل إلى حد ما، يبدأ بخطوات أهمها: حب الإنسان لنفسه، وتقديره لذاته، والتعرف على صفاته. فالثقة بالنفس تنبع من داخلنا، فلا تنتظري أن يزرعها أحد في قلبك. وتتمثل الخطوة الثانية في التصرف بأنك واثقة. يقول القول المأثور: «لا نشعر بالثقة إلا إذا تصرفنا بثقة»، وقالوا: «متى تكون شجاعا؟ فردوا قائلين: إذا تصرفت بشجاعة». فدربي نفسك، وتصرفي بثقة في الأمور والحوارات بعد التأكد مما تقولين وتتحاورين فيه، وإن نظر الناس إليكِ عندما تتحدثين إنما هو تلهف منهم إلى سماع وجهة نظرك فلا تقلقي. الخطوة الثالثة: المشاركة في أعمال مجتمعية خدمية أو أي نشاط تحبينه، وتحققين فيه نتائج تزيد من ثقتك بذاتك. والزمي صحبة صالحة من الأخوات الفضليات ممن يعودنكِ على التحدث وإلقاء الخواطر. واقرئي وردا ثابتا من القرآن الكريم، والزمي الاستغفار، فإنه يحرك اللسان، ويطمئن الجنان، ويدفع في نفسك الثقة بالرحمن.