يوميات من الحياة !

مَازَالت اليَوميّات تَجد قبُولاً واستحسَاناً، لذَا لَيس أمَامها تجَاه هَذا القبُول؛ إلَّا الانطلَاق في بَراري الزِّيادَة والتَّضخيم.. ولَكنّه التَّضخيم الحَميد؛ ولَيس الخَبيث، الذي يَنفخ الرَّأس مِن غَير دلَالَات علَى الذّكاء والتَّميُّز..!
(السّبت)
لَم أكُن في يَومٍ مِن الأيَّام مِن كُتَّاب "الغَزَل"، ولَو كُنتُ مِن كُتَّابه؛ لكَتَبتُ عَلى بَاب غُرفَتي العبَارة التَّالية: (اشتريتُ وَردة حمرَاء كهديّة لَكِ، ولَكن حِين تَأخَّرتِ عَن المَوعد.. جَفَّفتُ الوَردَة، وصَنعتُ مِنها شمَاغاً أحمَر، يَقيني شَرّ وحَرارة الشَّمس)..!
(الأحد)
جَلستُ أُقلِّب مُؤشِّر المذيَاع مِن مَحطَّةٍ إلى مَحطَّة.. وبَعد سَاعة تَذكَّرتُ بَيتاً مِن الشِّعر يَقول:
كُلُّ الذّنوبِ خَفيفةٌ مَحمولة
إلَّا ذنُوب إذَاعةِ الأسرَارِ !
(الاثنين)
تَأمَّلتُ حَالَات العَزْل أو الحَجْر الصِّحي، فوَجدتُها فِكرَة رَائعة.. حَيثُ نَعزل أُولَئك الذين يُصابون بالأمرَاض المُعدية، وهَذا حَسَن، ولَكن لمَاذا لا نَعزل -أيضاً- مَن يَنشرون أمرَاض اليَأس وأوبئة التَّعاسَة، أُولئك الذين لا يَنتجون، بَل يُحطِّمون مَن أرَاد الإنتَاج والطّموح..!
(الثُّلاثاء)
لقَد أقللتُ مِن المِزَاح، وأكثَرتُ مِن الرِّفق.. استجابةً لقَول شَاعر يُؤكِّد "أنَّ كَثرة المَزح يَفتح بَاب العدَاوَة".. حَيثُ يَقول:
الرِّفقُ يُمنٌ وخَير القَولِ أصدقه
وكَثرة المَزح مفتَاح العَدَاوَاتِ !
(الأربعاء)
لا يَأتي الإبدَاع والتَّفوّق إلَّا إذَا تَفرَّغ القَلب لَهما، ولذلك يَقول عمّنا الفَيلسوف "كيلنغ": (إذَا أرَاد المَرء أن يَبرز في فنِّه، فعَليهِ أن يَبعد الفَتيات عَن قَلبه)..!
(الخميس)
في الوَلائم والدَّعوَات أُحب "عَرقة العَظم" أو مَصْمَصته.. وقَديماً قَال العَرَب: (خَير اللَّحم مَا جَاور العَظم)، وقَد زَاد حُبِّي للعَظم؛ حِينَما رَأيتُ في المَنَام أنِّي أَعضُّ عَظماً، وكَان تَفسيره البيت التَّالي:
رَأيتَ في المَنَامِ تَعضُّ عَظْمًا
فإنْ صَدَق المَنَام فأنتَ كَلبُ !
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه يَوميّات رَجُل بَسيط؛ يَأكل الطَّعام ويَمشي في الأسوَاق.. تُرى مَا هي يَوميّات الوُجهَاء؛ الذين يَأكلون أطيَب الطَّعام، ولا يَمشون في الأسوَاق..؟!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com