* بعض الأنباء تقتلك بمدية صدئة، خاصة حين تتحدث بعمومية مطلقة لتنقل للآخر في الداخل والخارج أنباءً مغلوطة، أنا هنا أتحدث عن (خبر) جاء في إحدى الفضائيات عن إحصائية للمليارديرات في العالم، ذلك الخبر الذي انتهى بأن السعوديين حازوا على نسبة كبيرة بين أثرياء العالم، وهو خبر يُفيد بأن السعوديين هم أثرى الأثرياء، بينما الحقيقة خلاف ذلك، حيث إن نسب المقترضين من البنوك تتجاوز ال85%، ونسبة البطالة -حسب الإحصاءات المعلنة- بين فئة الشباب بجنسيهما نسبة غير قليلة، والحقيقة أن أولئك الأثرياء السعوديون الذين ضمّتهم القائمة ضمن أثرياء العالم هم قلة، كما أنها أسماء معروفة، وأن ثرواتهم لا علاقة لها أبدًا باقتصاديات المواطنين، بينما يعتقد العالم أن كل مواطن سعودي يقعد على تل من النقود، والسبب هي تلك الأنباء المغلوطة التي تروّج المعلومة دون تفصيل، وفي اعتقادي أن مثل هذه الأنباء هي التي تؤذي مشاعر المواطن السعودي، بينما لو سألت أحدهم عن المليار لأجابك بأن المليار (طائر) يسمعون عنه ولا يعرفون شكله!! وهي حقيقة يفترض أن تنقلها العملية الإعلامية للآخر بمصداقية، ولِمَ لا طالما أن القرار الجيّد يحتاج للمعلومة الصادقة، وأُجزم أن الإعلام هو المسؤول الأول عن (فرح) الناس اليوم، وعن إنهاء متاعبهم التي كانت ذات زمن بسبب منع المعلومة من الظهور، ومحاولة اللعب على المفردات بطريقة تُحوّل السواد إلى بياض، لكي تصل المعلومة الخاطئة في النهاية إلى من يهمهم الأمر، الذين يحتاجون للمعلومة الصادقة لبناء القرار الجيّد، ومن تلك الأخطاء أخذت الأخطاء تتكاثر لينتهي الحال بوجود فئة ليست قليلة بين المواطنين تعاني من صعوبة الحياة، لتأتي أنباء المليارديرات وتعطب ما تبقّى من الحقيقة، ولأهمية الحديث بشفافية عن الحياة كلها تكون مهمة الكلمة الشفافة اليوم هي من أهم وأدق المهمات لأهميتها في صناعة القرار الجيّد الذي يسعد الناس في وطنهم الذي يريدونه يكون لهم الحياة، ويكونون هم جنوده الأوفياء..!!! * أنا أعلم جيدًا أن اللعب بالمفردات لا يخدم الآتي، كما أعلم أن هناك مَن لا همّ له سوى تغييب الحقيقة ومصادرة كل عبارات الصدق، وممارسة كل ما يُمكن ضد المفردة العاشقة للوطن، والجملة المحبة له، والعبارة المؤمنة بأن من أهم عناصر النجاح هو الاعتراف بالمشكلة ونقلها بأمانة لمن يهمهم الأمر، الذين يهمهم أن يتقدم الوطن ويسعد كل من ينتمي إليه، لكن وبكل أسف يصر أعداء الصدق على مطاردة كل عبارة تحمل قضية وواقع، ويفشل كل أصدقاء الشفافية في حربهم، لتبقى الحكاية بعد ذلك ليست سوى طبول ومزامير، ويبقى الواقع في مكانه، وتبقى متاعب الناس كما هي، لا تتقدم خطوة بل تتأخر كثيرا، وحين تسمع أو تشاهد غيرك يتحدث عن واقعك بطريقة مختلفة؛ ويتعامل معك على أنك أحد أثرياء الكون، وقتها يكون الألم أكبر وتكون الصدمة أكثر تأثيرًا في الآخر الذي خدعته الأنباء المغلوطة..!!! * (خاتمة الهمزة).. الإعلام الجديد هو واقع جديد للمعلومة الصادقة، لأنه يعتمد على الضمير الحي لمواطن حي وكائن حي، يتناول الخطأ بروح مُحبّة للإصلاح، ويظل يركض خلف الأخطاء بهدف أن تموت للأبد، ويموت الخوف ويولد الفرح في هيئة مولود جميل اسمه (نجاح).. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] [email protected]