الاعتذار صفةٌ جليلة، لأن المعتذر قابل الاعتذار بأحسن منه.. نحتاج لزرع ثقافة الاعتذار في نفوس أبنائنا لأن لها ضرورة، ولها علاقة بثقافة الفرد أو جهله، فهذه الثقافة بالذات لها جذور بالماضي والتاريخ، وأشياء كثيرة متوارثة.. فهي ثقافة نحتاجها في دارنا ومسجدنا ومدرستنا وجامعتنا. إنّ زرع ثقافة الاعتذار في نفوس أبنائنا ليست مهمةَ فرد، ولكنَّها نشاطٌ يتم إنجازُه أُسريًّا، بمْعنَى أن تَتَولَّى تنفيذَه منظومة مجتمعية. فأقسى اللحظات أن تقف أمام شخص أسأت إليه ولا تملك القوة أن تفصح عن اعتذارك، حتى ولو كان في داخل دارك.. وعلينا التحلي بما يكفي من الشجاعة لأن نعتذر عن خطأ في ساعة غضب، سواء يتم هذا الاعتذار وجهاً لوجه، أو بالتواصل حرفاً وصوتاً، فلا تحرم نفسك من متعة الاعتذار اليومي أو الشهري أو السنوي.. وعندما تمعن في الخصام والكبرياء، ارفع الراية البيضاء مسالماً ومسلماً ومعتذراً عن ما جني لسانك.. أعدك أنه لن تنفرط خيوط كرة علاقتك مع المعتذر له.. "فالكلمة الطيبة تُخرج من جبال النار عصافير خضراء".. وكما يُقال في الحب الواقعي: إنه الاعتذار، كالسماء تكون صافية أحياناً وتكون ملبّدة بالغيوم أحياناً أخرى، ولكنها في النهاية سماء ثابتة لا تتغير، وإنما الغيوم تمضي. أقول هذا رغم يقيني أن لكل إنسان لحظات ضعف في لحظات الغضب، ظاهرةً وباطنةً.. إنني لا أملكُ التأهيلَ الكافي ولا التجربة الشافية، لكني مثْقلةٌ بالهمُومِ والهَواجس بحجْمِ هذه النصيحة، لذلك دوّنتها، وطرحتُ ما لديَّ من رُؤَى يسيرة، وإطلالة قصيرة على بعض ما جرّبته من فن الاعتذار. [email protected]