يواصل (نِظَام الأسَد) سَحْق أشقائنا في سوريا صباحَ مَسَاءَ؛ حتى وصل عدد ضحاياه لأكثر من (20000 قَتِيْلٍ) أكثرهم من النساء والأطفال والمَدنيين، بمعدل يزيد على مائتي مذبوحٍ يوميًا، إضافة لأكثر من ستين ألفًا من المعتقلين والمفقودين، ومئات الآلاف من المُهَجْرين والنّازحين!!. ومن أَعماق حَمّام الدّم هذا، ومن خِضَمّ أنين الأمهات، ودموع العجائز والشيوخ التي أغرقت المقابر الجماعية؛ يظهر لنا إعلام (بَشّار) وأعوانه ليواصل حكاياته الهزلية في تصوير أنّ ما يحدث إرهاب ومؤامرة كَوْنية!!. يفعل ذلك في تسطيح مُشْمَئِزٍ لعقول أتباعه وكأنهم يعيشون في نَفَقٍ مظلم وحدهم لا يرون ولا يسمعون إلا صوته المبحوح!. فهذه صورة ينقلها الإعلام السوري يوم العيد يؤكد بعضهم من خلالها أنّ سوريا الآن آمِنة؛ بل عدد السّيّاح اليوم العَرَب أكثر من العام الماضي!!. وذلك مقطع يتلوه بيومين تَنشره الفضائية السورية لإرهابي مزعوم يُصِرّ بِبرود لا يُفَارق ملامحه المأجورة أنه وابن عَمّه قد ذَبَحَا بالسكين عددًا من رجال الأمن السوريين والمواطنين؛ مقابل (50000 ليرة سورية) فقط، دفعتها جماعات إرهابية مُمَوّلَة من دول الخليج العربي!. لكن مَشْهَد (بشَار الأسَد) الذي ظهر بعد طول غِيَاب، وهو يُسَلّم قبل إمَامه في صلاة العيد؛ ذلك المشهَد الذي نقلته (الفضائية السورية)، ثم انتشر عبر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت جاء لِيَرُدّ على ذلك الضجيج الإعلامي الهَزلي السّخيف؛ فذاك (زعيم النظام) يُسَابق الزّمن والإمام لِيَفِرّ إلى مخبئه خَوفًا من جرائمه في حَقِّ شَعبه!!. أجزم أن ذلك المشهد يختصر المسافات والأوقات، ويكشف بوضوح عن قرب نهاية (الأسَد) ونظامه الذي تهاوت مفاصله وأركانه، وسقطت عنه ورقة التّوت!!. ثمّ إنّ (صَلاةَ عِيد بَشّار) تلك فيها عِبرة ودرس لكل مُستبد، فالإنسانية والعَدل فيهما الطمأنينة، والظلم مصيره الخَوف!!. [email protected]