تطرق اللواء عبدالقادر كمال في هذا الجزء من الحوار إلى تجربته في مجلس الشورى على مدى 12 عامًا متواصلة، مؤكدًا على حق المرأة في دخول مجلس الشورى كعضو، قائلًا إنه يجب أن ينظر إليها المجتمع النظرة السليمة ككائن له عقل وله فكر، وينبغي أن تكون هناك عضوات في المجلس يعملن معنا ونستفيد من جهدهن، مشيرًا إلى أن المجلس الآن يوظف مستشارات ويخرجن معه في وفود للخارج. وعن قيادة المرأة للسيارة قال اللواء عبدالقادر أنها ستقود السيارة لا محالة، وخصوصا أن القانون لم يفرق بين الرجل والمرأة في ذلك، وإنما القرار اجتماعي حتى الآن. وكشف اللواء عن تهرب بعض الوزراء من مواجهة مجلس الشورى، قائلا: هذه طبيعة البشر، وما في شك أن بعضهم يشعر إن مجلس الشورى يتحامل عليه، كما أشار اللواء عبدالقادر إلى العديد من القضايا الاجتماعية ورأيه فيها.. فإلى تفاصيل الحوار: مناقشات الشورى أمضيتم في مجلس الشورى 12 عاما، ويعتبر المجلس رقيب المجتمع وصوتهم، فهل تراه حقق مطالب الناس؟ سأتحدث عن تجربتي خلال هذه السنوات، فمجلس الشورى يؤدي دوره إلى حد كبير، والشيخ محمد بن جبرين رئيس مجلس الشورى سابقا يرحمه الله رسخ قاعدة مهمة جدا أننا نحترم بعضنا كزملاء ونحترم أيضا الذي يشتغل في الحكومة كوزراء، يعني هذا وزير اختاره ولي الأمر كوزير يجب أن يلاقي احتراما، ولا يعني هذا أن نتناسى واجبنا من ناحية المراقبة، لكن يجب أن يكون الحديث في قالب الاحترام، وقد زار مجلس الشورى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان يرحمه الله أكثر من مرة، ونوقش رحمه الله أكثر من مرة، وهو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، وأيضا الأمير نايف ولي العهد وزير الداخلية جاءنا أكثر من مرة، والأمير سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرا للرياض، وكذلك الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية جاء مرتين أو أكثر وأيضا ناقشناه، وكثيرا من وزراء الدولة جاءوا وناقشوا.. ولكن في يوم من الأيام كان هناك فكرة أن تفرض رسوم على بعض الطرق، وكان هذا المشروع مقدما من وزارة المواصلات، وجاء مجلس الشورى ولم يحظ بالموافقة، وكان وزير المواصلات حاضرا من اجل أن يقنعنا به، وليوضح للمجلس الهدف من هذه العملية، طبعا كان منطق الوزير حينها هو إيجاد بوابات لتحصيل رسوم معينة من أجل الصيانة، ولكي لا يكون الاعتماد على الدولة في كل حاجاتها، وقد ناقشنا الوزير مناقشة جيدة بكل الحب والاحترام رغم اختلافنا معه. تهرب الوزراء ولكن الشعب يلومكم، ويقول ليست هناك نتائج؟ الواقع والمشكلة أنه عندما دخل الإعلام مجلس الشورى، ركز، بعضه وليس كله، على بعض السلبيات، كما حدث عند تصوير بعض الأعضاء مغمض العينين، وكال الصحفي الهجوم على أعضاء المجلس ووصفهم بأنهم نائمون، وهكذا.. فأنا لا أقصد الترويج للشورى، ولكنه فعليا يعمل. هل حصل تهرب من بعض الوزراء في مواجهة المجلس؟ هذه طبيعة البشر، وما في شك أن بعض الإخوان يشعر أن مجلس الشورى يتحامل عليه، ولهذا كان الشيخ محمد بن جبير يرحمه الله يحرص على أن يظهر مجلس الشورى أمام المسؤولين الكبار وأمام قادة البلد بأنه مجلس واع، ويعرف الدور الذي يمثله في تنمية البلد، وحين جاء الشيخ صالح بن حميد جزاه الله خيرا كان أيضًا يسير في هذا الاتجاه، وقد أثبت مجلس الشورى خلال هذه الفترة من عام 1414ه إلى اليوم إنه مجلس واعي، وإن يساعد في التنمية لحد كبير. احترام الوزير -كيف تتعاملون مع الوزراء تحت القبة؟ مثلما قلت لك عندما يأتي الوزير إلى مجلس الشورى ليناقش فللوزير رأي واحد. ولكن مجلس الشورى عندك 150 مستشارا، دعنا نقول لن يتكلموا جميعا وربما يتكلم منهم عشره وهذا طيب جدا إنك تأخذ حوالى 40 أو 50 شخصا يعطونك آراء في هذا الجانب. ومجلس الشورى في الواقع له إنجازات كبيرة جدا في كثير من الأشياء، ولا شك أن هناك بعض الانتقاد ولكن في أشياء بسيطة جدا لا تعطل مسيرته، ونأمل أن يكون له دور أكبر. -ما رأيك في مشاركة المرأة في مجلس الشورى من الدورة المقبلة؟ المرأة لها وظيفة معينة ولها قالب معين ويجب أيضًا أن نراعي الخصوصية الشرعية، فمثلًا الخلوة لا تنبغي. وأنا لا أقصد من هذا أن لا نزيل الحواجز، لأن هناك خط أحمر، وينبغي أن نحترم المرأة لأنه إذا احترمناها سوف ننظر إليها ككائن له عقل وفكر، وأقول ينبغي أن يكون هناك عضوات في مجلس الشورى يعملن معنا أيضا ونحتاجهن فعلا، ونحن الآن نوظف مستشارات في مجلس الشورى ويخرجون في الوفود للخارج مع مجلس الشورى فما الضير في أن يكون لدينا عضوات. الحديث عن قيادة المرأة للسيارة فيه الكثير من الغموض، فماذا فعلتم أنتم في الشورى حيال هذا الأمر؟ النظام لم يفرق بين الرجل والمرأة في هذا الموضوع، فهو موضوع يقرره المجتمع، يعني مثلا لو سألوني: هل ستدع زوجتك تقود يا عبدالقادر؟ أقول: لا أعرف، ولكن في يوم من الأيام ستقود المرأة سيارتها. اسمح لنا أن ننتقل إلى جانب الثقافة والأدب والشعر، هل تتذكر المكتبة الكمالية؟ نعم، في الواقع أنا أتذكر جيدا مكتبة العم محمد سعيد كمال، وهو رجل مثقف يرحمه الله ، وعمي محمد سعيد كان يعشق القراءة، وكان رجلا له باع في الدين، ويعتبر أيضًا من طلبة العلم وكان لديه مجلس علم في المكتبة، ووالدي أيضا كان من طلبة العلم، وعمي محمد سعيد ليس من طلبة العلم فقط بل من طلبة الثقافة أيضا، وعموما المكتبة كانت عبارة عن دكان صغير ثم بدأ في موضوع طبع كتب المدارس. دروب المعرفة * هل عايشت تلك المرحلة؟ نعم، عايشتها وأنا صغير، وكنت أجلس في مكتبة عمي، وكانت لي مرجع في كثير مما أنا الآن عليه وكان عمي من هواة المعرفة ويشجع عليها، وله رأي معين، وهو أنت تريد معرفة يجب أن تبحث عنها، فمثلًا تقول أنا أريد معلومة كذا يقول لك أبحث عن الكتاب الفلاني تجده. عندما تعينت في المرور أثقلت كاهلك المعاناة فخرجت قريحتك بقصيدة.. ما هي؟ كنت دائما أشعر بأن المرور يحتاج إلى فكر آخر وليس السلطة فقط، بل إلى المشاركة. وأن تجعل الناس تحب الأنظمة ولا تنفذها لمجرد أنها مرغمة، وأنا أقصد كل رجل من رجال المرور، وهذه أول القصيدة: نشرت المحبة في كل وادي.. ووشّيت دوريتي بالودادِ.. وكحلت عيني بليل السهاد.. وخليت في الدرب أمنا.. إلى آخر القصيدة التي لم أعد أحفظها نظما، وكل هذا من أجل أن أخرج المرور من القالب السلطوي التسلطي إلى قارب المشاركة مع الناس، فكل إنسان يتعامل مع المرور ذكرًا كان أو أنثى، صغيرًا كان أو كبيرًا عندما يخرج الإنسان من منزله يتعامل مع المرور راكبًا أو سيرًا على قدميه هذه هي فكرة المرور. كما كنت في تلك الأيام أشجع شعار المرور «وقل للناس حسنى»، وعندما أتيت إلى المديرية العامة كمدير عام المرور في المملكة أيضا جعلت ما بيني وبين الصحافة جسورا قوية، وكنت أرد على الانتقادات برد أدبي على قول الفريق يحيى المعلي يرحمه الله -، حيث كان يقول: خسارة عليك المرور. فقلت له: بالعكس أنا أشعر أن المرور يحتاج إلى تغيير الفكرة النمطية التي عليها، ولهذا كنت دائمًا أقول على الجهاز اللاسلكي الذي يعم جميع المتعاملين معي في السيارات وغرف العمليات أن الشخص المخالف عندما استوقفه ينبغي أن أنزل من سيارتي له وليس هو من ينزل، حتى لا أشعره بالسلطوية، وهذه الفكرة التي هي فكرة حضارية في ظني وطبعا أزكيها. هناك حملة كبيرة على نظام «ساهر»، كيف تراه أنت؟ يا سيدي الفاضل نظام ساهر المفترض أن يكون له دور ضبط، يعني ينزع الله بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن، والذي يحصل الآن من هذه التجاوزات في الشارع لأن ما فيه هناك ضبطا، ولو ضبطنا كثيرا من المخالفات يمكن كثير من الأشياء تحسن الشارع سواء من ناحية أمنية أو من ناحية الحفاظ على الأرواح، ولما طبق ساهر حد نوعا ما أو إلى حد كبير من الواقع المؤلم في شوارعنا وطرقاتنا، وأولا خلنا نحترم السرعات في الشارع فهذا سرعته 70، وهذا سرعته 80 أو ما إلى ذلك، والمشكلة أنهم أصبحوا يعرفون أماكن التصوير، ولكن على أي حال كان بودي أيضا لو كانت هذه الشركة (شركة ساهر) شركة مساهمة من المجتمع ككل، لكان أحسن حتى لا يكون عليها انتقاد. كلمات ومعاني ماذا تعني بالنسبة لك هذه الكلمات؟ -الظفير؟ بالنسبة لي الظفير شجن .. يكفي أنها تضم رفات أمي الله يرحمها. الطائف؟ زهو الشباب مكة المكرمة؟ مهوى الأفئدة. القاهرة؟ جميلة الجميلات.. كانت طبعا وليس الآن. أبها؟ عروس المصايف. الأمن العام؟ الأمن هو الرداء الذي نرتدي به. المرور؟ تعامل الجوازات؟ بالنسبة لي غرام الشورى؟ محط الرحال الشعر؟ الدواء والغذاء. مكتبة دار المعارف؟ نسائم المعرفة ماذا تقول لأبنائك؟ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. ولزوجتك؟ زوجتي صبرت علي السنين كلها، وقد قلت فيها قصيدة بعد 50 سنة زواج. ولأحفادك؟ هم نور العيون.
