أكد الدكتور طارق شيما مؤسس المؤتمر العالمي الإسلامي للأعمال الخيرية في تصريح خاص لل " المدينة " على هامش منتدى جدة الاقتصادي عقب الجلسة الثانية ( أعمال البر العربية تعزيز فن العطاء وإنصاف المجتمع ) على ضرورة إحداث توازن اقتصادي في العالم والتركيز على العطاء و إطلاق القدرات وتفجرها مشيرا إلى أن مفهوم العطاء الإسلامي والعربي ينصب على مجالات الإغاثة فقط بالرغم من أن دول العالم الإسلامي بحاجة إلى معالجة قضايا أوسع مثل الشباب والتعليم والعلوم والتكنولوجيا . ورداُ على سؤال عن رأيه في تمكين و حث الجيل الجديد على الأعمال الخيرية والتطوعية اجاب : " أولا، علينا أن ندرك أن شباب اليوم هم قادة الغد ولهذا السبب علينا إشراك الشباب والشابات في تلك الأعمال الخيرية والتطوعية، كما علينا النظر إلى التحديات المختلفة التي يواجهها الجيل الشاب اليوم والتي من شأنها أن تقلل من إمكانياتهم وقد تمنعهم من تحقيق ما يسعون إلى تحقيقه. ونستطيع أن نعاصر هذا بأنفسنا ونجده منعكسا في الكثير من وسائل الإعلام الاجتماعية فهناك العديد من النشاطات المختلفة والتي تستهدف الجيل الشاب، بعضها جيد إلى حد ما ولكن يجب أن نأخذ تلك النشاطات إلى مستوى أخر فبدلا من أن تكون مجرد نشاطات يشارك فيها الشباب لابد وأن تكون نشاطات تفاعلية تحث على المساهمة الفعالة في المجتمع وبذلك يشارك الشباب في عملية بناء وطنهم والعمل على تطويره في كافة المجالات. هناك ما يمكن القيام به على الصعيد الفردي وعلى الصعيد الحكومي وفي رأيي الخاص أن أهم خطوة هو جعل الشباب مسئولون اجتماعيا فعلينا أن نوسع مداركهم وتغيير منظورهم للحياة ويمكن تحقيق هذا من خلال إشراكهم في الخدمات الاجتماعية عن طريق حثهم على الأعمال التطوعية والتي من شأنها تطوير مهاراتهم الاجتماعية والقيادية والعملية أيضا حيث تعتبر الخدمة الاجتماعية بمثابة تدريب متكامل. أعتقد أنه يجب إدخال الخدمة الاجتماعية بصورة رسمية بدءا من المدرسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية حيث يكون على الطالب إكمال عدد معين من الساعات لخدمة المجتمع وعندما يرون أن هناك أناس محتاجون للمساعدة وسيعمل هذا على جعلهم يقدرون ما يمتلكون في الحياة وهذا سيبعث الشعور بالسعادة والرضا. أيضا، ستجعلهم الخدمة الاجتماعية فعالون في المجتمع بدلا من قضاء معظم وقتهم خلف الأجهزة الالكترونية وسيجعلهم أيضا يستخدمون تلك الأجهزة لأهداف أسمى لخدمة مجتمعهم. يجب إشراك الشباب في جميع أمور الحياة وليس فقط في الكوارث كالسيول وما إلى ذلك، لذا علينا إشراكهم في القضايا المعاصرة، البيئية، الاجتماعية. أما عن دور رجال وسيدات الأعمال في دعم الشباب وحثهم على الأعمال التطوعية قال : " أعتقد أن قطاع الأعمال قادر على أداء دورين في غاية الأهمية الأول، وهو أهم بكثير من توفير المال، فعليهم توفير الدعم المعنوي والتشجيع المستمر والمشاركة في تلك الأعمال. ثانيا، بإمكانهم تقديم الدعم المادي من توفير المال، الأدوات، الأجهزة وكافة الاحتياجات الأخرى " . وعن أمكانية تغيير الصورة النمطية للعرب لدى الغرب قال : " من المحزن رؤية أن صورتنا غالبا ما تكون مصحوبة بصورة سلبية، ولكننا يجب على أن نركز على ما نقدمه للعالم وليس طريقة تفكير العالم فينا. علينا القيام بما هو صحيح بغض النظر عن الاختلافات العرقية. فكما يقال "الأفعال أبلغ من الأقوال" علينا القيام بخيارات صحيحة ، وأعتقد أن الربيع العربي من شأنه تغير نظرة العالم للعالم العربي مع وجود التحديات والصعوبات المختلفة والتي يجب مواجهتها كما أعتقد أن الوضع سيتحسن على المستوى الاجتماعي، والثقافي والبيئي لكن يجب علينا تطوير النظام التعليمي من خلال إدخال مواد من شأنها تطوير مهارات الطالب " .