اعتبر خبراء ومختصون عسكريون أن التصعيد الإعلامي الإسرائيلي والأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران لتعطيل برنامجها النووي، هو مقدمة فعلية لضرب الدولة الفارسية، وأن إسرائيل تفكر بجدية بضرب إيران. وأكد الخبراء أن إسرائيل لا تستطيع بمفردها ضرب إيران إلا في حدود ضربة وقائية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وانه في حال تدخل الولاياتالمتحدة لمساندة إسرائيل فانه من المتوقع أن تتسع دائرة الحرب، وتتحول المنطقة إلى كرة من اللهب، وستكون آثار هذه الحرب مدمرة على المنطقة بأسرها. ويقول الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم إنها «من المنظور الأمريكي أو الإسرائيلي قد تكون الضربة وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية دون تدمير للسلاح الإيراني، وفي هذه الحالة لا يتوقع أن تسكت إيران على ذلك، بمعني أن ضربها بأي شكل من الإشكال سيكون بداية تغيير حقيقي في المنطقة، حيث ستتحول إلى كرة من اللهب، بل إن العالم كله سيتأثر بهذه الخطوة». ويتوقع مسلم في حال قيام حرب ضد إيران بان نتائجها لن تكون محدودة في مستوى الحروب التي شاهدناها في العراق أو أفغانستان، بل ستكون الحرب الأولى من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية (أي الحرب العالمية الثالثة). ويري مسلم أن الإطراف المعنية ستفكر ألف مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة، وان التصعيد الإعلامي لا يمكن تجاهله لأنه ينبئ عن تحركات وتقارير تعلن بين الحين والأخر، والخشية أن تتحول المواجهات الإعلامية والمعلوماتية إلى قفزة نحو الضربة العسكرية التي ان حدثت لن تكون محسوبة بدقة لكل الأطراف. من جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي المصري اللواء أركان حرب حسام سويلم أن «أمريكا ليست بحاجة لقواعدها بالخليج في ضربتها المحتملة لإيران، باعتبار أن الضربة ستكون مركزة على قوات الحرس الثوري الإيراني، والمنشآت النووية الإيرانية». وأوضح أن أمريكا في ضربتها المحتملة ضد إيران ستستخدم قاذفاتها طائرات بعيدة المدى. بدوره، قال الخبير الإستراتيجي اللواء جمال مظلوم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر فعلاً ضرب إيران بعد صدور تقرير منظمة الطاقة العالمية التي تثبت أن إيران تعمل على برنامج نووي لأغراض عسكرية. وأضاف إن الجيش الإسرائيلي أكمل استعداداته لضرب إيران. وبين مظلوم أننا أمام ثلاثة سيناريوهات، الأول احتمالات ضرب المفاعلات النووية الإيرانية خاصة أن إسرائيل ترى أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية أسهل بكثير من ضربها للمفاعل النووي العراقي عام 1981؛ لامتلاك إسرائيل معلومات أكثر دقة عن المفاعلات النووية الإيرانية، والسيناريو الثاني المحتمل هو ضربات تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية وتشارك فيها الدول الراغبة من حلف الناتو وهو احتمال ضعيف، والسيناريو الأخير ضربات إسرائيلية بريطانية فرنسية على غرار العدوان الثلاثي عام 1956 بغطاء وإسناد أمريكي من وراء الستار. أمّا الخبير الإسترتيجى اللواء نبيل فؤاد فقال إن إسرائيل تمتلك طائرات F-15I ويطلق عليها اسم «رعد»، وتلعب تلك الطائرات المقاتلة دورًا مزدوجًا في كونها طائرة هجومية و اعتراضية في نفس الوقت، وتتميز بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة، وأنظمتها شديدة التعقيد، وهي قادرة على تنفيذ هجمات في العمق وعلى مسافات بعيدة وفي جميع الأوقات في النهار أو الليل.