صوت واحد يا محسنين

قال الضَمِير المُتَكَلّم : كان ( كاريكاتير صحيفة الوطن ) السبت الماضي مُعَبّراً وهو يرصد بالصورة ( صندوقاً انتخابياً للمجالس البلدية ) ؛ وهو يستغيث ويتسوّل : ( صوت واحِد يا مُحْسِنين ) بينما المواطنون ينفَضّون من حوله هنا وهناك !!
نعم فالإقبال على التسجيل ثم التصويت في الدورة الحالية للمجالس البلدية هَزيل وبائس لم يتجاوز ( 13% ) من المسجلين في بعض المناطق الكبيرة كالرياض ومكة المكرمة مع محدودية المسجلين أصلاً ؛ حتى أن بعض المرشحين فاز بأصوات لم تتجاوز المائة ؛ حضرت فيها ( فَزّاعَة القبيلة ) ؛ ولولا ذلك لكانت المراكز الانتخابية خاوية على عروشها !!
واقع الفَشَل الذي شهدته تجربة الانتخابات الوليدة في أهمّ مؤسسة تتعلق بالخدمات التي تقدم للمواطنين؛ ينادي قبل الاحتفال بالفائزين وإعلان المعينين بالوقوف الصريح على أسباب عزوف المواطنين بكافة أطيافهم عن هذه العملية الانتخابية !!
ولعل من أبرز تلك الأسباب محدودية صلاحيات المجالس البلدية ، وعدم تطويرها رغم كثرة الوعود ، وكذا سيطرة ( الأمانات والبلديات ) عليها فالعديد منها يتَزعمه أمين البلدية أو رئيسها ( فإذا كان خصمك القاضي ؛ فكيف تُراقب وترْصُد ؟! ومَن تُقَاضِي ؟! ) !
ثم من تلكم الأسباب الظهور الباهت والدور المفقود لبعض أعضائها في الدورة السابقة سواء من كان طريقه للعضوية صناديق الانتخاب أو التعيين ، وحرصهم على القرب من الوهَج الإعلامي ، بينما هم بعيدون عن احتياجات المواطنين !!
حقيقة تجربة الانتخابات رائدة ووليدة ؛ ولكن الخوف أن تُوأد في مهدها ؛ ولذا أعتقد أن مُخْرجات انتخابات الخميس الماضي تتطلب إيقاف التجربة مؤقتاً ودراستها من كافة الجوانب من خلال دراسات ميدانية متخصصة ، تلمس السلبيات ، وتعالجها !!
أما المرشحون في هذه الدورة فمع التقدير للجميع إلا أن ضعف الإقبال على التصويت ؛ ربما لا يَنْتج عنه وصول الأصلح والأجدر ؛ وهذا ربما شَكّك إجرائياً في مشروعية ترشيحهم ؛ إذ القانون الانتخابي يفرض حدّ ا أدني للاقتراع أو التصويت حتى تكتسب ( عملية التصويت ) المشروعية المعتبرة ؛ فهل يعقل أن يقتحم أحدهم المجلس بعدة أصوات لا تعدو أن تكون لأسرته ، وبعض أقاربه !
فإيقاف تجربة انتخابات المجالس البلدية ، لمدة محدودة ، مع ( الوعْد القاطع ) باستئنافها في وقت محدد بعد هيكلتها ؛ من شأنه أن يثري التجربة ، وأن يكون دافعاً ومحفزاً لخوضها في مؤسسات حكومية أخرى ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .
تويتر : @aaljamili