مطلع الأسبوع الماضي ذكرت من خلال مقالي السابق « في فمي ماء» ، بأن موسم الأمطار في مدينة جدة أوشك على الانتهاء، وطالبت مذكرة بأن ملف جدة الموسمي مع الأمطار من المهم أن يستمر ولا يتم تجاهله إلى الموسم القادم لنعيش نفس اللحظات مجدداً، ونكرر كلماتنا ومطالبنا ذاتها. ولكن لأن قانون الطبيعة خارج عن إرادتنا، أرادت أمطار جدة أن تعيد ذكريات العام الماضي بنفس السوء ونفس القسوة. السادس والعشرون من يناير كان يوما غير عادي لم يشأ أن يغادرنا قبل أن يسجل تاريخه في سجل كوارث ومآسي هذه المدينة. أربعاء أسود آخر عشناه منذ أيام، غرقت عروس البحر الأحمر مره أخرى بل أوشكت على الموت الحقيقي. تزامن الحدث مع وجود آلاف من الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات. أمطرت السماء مطرا غزيراً أدخل جدة في كارثة إنسانية جديدة. موتى ومفقودون وبحيرات من المياه أمام المنازل والمدارس وأماكن العمل التي حجزت الناس داخلها وداخل السيارات ايضاً. انقطعت الكهرباء لساعات طويلة، لجوء العديد من الناس إلى الفنادق والشقق المفروشة والكثير من الخوف والقلق والفوضى. اليوم لن أتساءل عن مصير ملف الأمطار في جدة مرة أخرى، الحاجة للعمل الحقيقي على أرض الواقع أصبحت ملّحة بل أهم من أي أمر آخر. التنفيذ الفعلي والتطبيق العملي هي الخطوة القادمة والأهم.. إعادة البنية التحتية وتأسيس مشاريع للصرف الصحي لعقود قادمة، إيجاد حلول للأحياء الواقعة على طريق مجرى السيل، زيادة الوعي عند السكان والأهالي في التعامل مع كوارث الأمطار ، جميعها وغيرها الكثير لا بد أن تكون في قائمة المشاريع الوطنية القادمة ومن أهم الأولويات. الأربعاء الأسود.. أربعاء الغرق .. جدة مدينة الكوارث.. العروس تغرق.. هذه المسميات المؤسفة بحق واحدة من أهم المدن السعودية حقاً لا نريد تكرارها أو سماعها. ولا نريد أن يأتي موسم الأمطار العام القادم وأهل جدة ما زالوا يشعرون بالخوف والقلق ذاته. تحية .. تحية إلى كل إنسان عرض نفسه للخطر من أجل إنقاذ جدة .. تحية لمن آمن بحق الإنسان وبحق الحياة.. تحية لأهالي جدة النبلاء... ملوك الشيخ - جدة