محطات كثيرة تلك التي توقفت في حياة رجل الأعمال البارز عبدالعزيز العجلان نائب رئيس غرفة الرياض.. ولحظات لا تنسى مرت عليه فأثرت في شخصيته وقوت من صلابته ودفعته للإصرار على التحدى لبلوغ أهدافه.. حتى أصبح الرجل اليوم ملء السمع والبصر وبات واحدًا من أشهر رجال الأعمال الناجحين في المملكة.. واليوم يروي الرجل خلاصة تجربته الناجحة الى جيل الشباب من ابنائه واخوانه الطموحين للسير على هدي تجربته. «من الخير لكم أن تعملوا مشروعًا صغيرًا.. أفضل من انتظار وظيفة مرموقة قد لا تأتي.. ونصحيتي لكم تعلموا نزعة التسجيل والتوثيق لكل أعمالكم وأفكاركم.. فالفكرة مهما كانت صغيرة ومتواضعة فإنها قابلة للنمو والتوسع..» بهذه العبارات المليئة دفًئا وحميمية استهل العجلان حديثه لشباب الأعمال في اللقاء، الذي عقدته الغرفة التجارية بالرياض وسرد الرجل على الشباب بعضًا من أبرز الأحداث، التي أثرت في حياته وحكى بعضًا من المواقف الطريفة التي مرت عليه وكيف تعامل معها.. ولنترك للرجل يقول ما سمعناه منه في اللقاء دون تدخل منا في الصياغة التي تتطلبها مقتضيات العمل الصحافي. بداية أود -بحكم كوني نائب رئيس الغرفة- أن أحكي لكم قصة علاقتي بغرفة الرياض، التي بدأت بطرفة عندما أردت أن أنوب عن والدي -الذي كان عضوًا بمجلس إدارة الغرفة- في حضور اجتماع مجلس الغرفة فقال لى الأمين العام في ذلك الوقت صالح الطعيمي: «سوف ندعوك عندما نعقد لحفل عرس لكن هذا مجلس إدارة ولا تستطيع أن تنوب عن والدك فيه: وبعد ذلك بأعوام قررت أن أخوض تجربتي الانتخابية الأولى لعضوية مجلس إدارة الغرفة ففشلت فيها ولكننى لم أشعر باليأس وأعدت التجربة في الدورة التالية ونجحت بنسبة كبيرة لأدخل الغرفة عضوًا في قيادتها من بوابتها الشرعية (الانتخابات). ولهذا أنصح شباب اليوم بعدم تعجل بلوغ المراتب العليا وعدم الاستعلاء أو ازدراء أي عمل شريف، وأنا أعلم أن بعضكم يريد ارتقاء السلم بدءًا من الدرجة العاشرة وهذا مستحيل، ولكننى ألوم الآباء والأسر لأنهم لا يكرسون وقتًا لتمليك ونصح الأجيال الجديدة بما يحتاجونه من رصيد لتجاربهم ومعارفهم ودفعهم إلى المشاركة العملية ليتعلموا من تجاربهم ومعاناتهم. لقد تعلمت دروسًا مهمة من مرافقتي لوالدي وشقيقي عبدالله -يرحمهما الله- اللذين كانا متطلعين لدخول عالم الأعمال والتجارة فاغتنيت بالموروث وتشربت القيم الفاضلة القائمة على فضائل الإيثار وحب الخير ونعمة الصبر وقوة التحمل وشحذ الإرادة التي أتغلب بها على ضيق الحاجة وندرة الفرص في ذلك الزمان. فوالدى كان “رجلًا استثنائيًا ومدرسة تجارية” تعلمت منها الكثير، واستطاع والدى أن يحقق كل أحلامه وطموحاته في عالم التجارة دون أن يتنازل عن مبادئه وقيمه وأخلاقه، حتى مع منافسيه، وقد تجلت معالم المدرسة التربوية في منهج العجلان (الأب) في سرد (العجلان الابن) عند عدد من المحطات ذات الدلالة العميقة، فقد حرص الأب على فتح فرص التعليم بالتجريب للأبناء، واشترط على الابن أن يأتي إلى مكان العمل عندما كان راغبًا في امتلاك (سيكل) فتعلم الطفل من هذا الدرس أن الملكية لا توهب فقط وإنما تكتسب بالجهد. وفي الهند رافقت والدي الذي أوكل لي أول مهمة عمل خارجية، ولم ينتقدني والدي عندما لم أوفق في حل المشكلة، لكن في التجربة الثانية ببيروت بدأت أكثر نضجًا في معالجة التكليف فكافأنى والدى. شماغ البسام الذي تنتجه شركتي منذ سنوات داخل المملكة، كان يصنع في بريطانيا، وكانت شركة والدي وكيل الشركة البريطانية المنتجة في المملكة، وظل والدي يطالب بالحصول على ترخيص من الشركة البريطانية لإنتاج الشماغ داخل المملكة، لمدة 20 عامًا حتى تحقق له ما أراد رغم صعوبة التفاوض مع الإنجليز وأول شماغ وطني تم تصنيعه داخل المملكة تشرفت الشركة بإهدائه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي قبل الشماغ مشجعًا الشركة على ترسيخ أقدامها في الإنتاج بالمملكة، وقدم لها سموه كل الدعم والتشجيع كمنتج وطني. شهد اللقاء أعضاء مجلس إدارة الغرفة والأمينان العامان السابق والحالي للغرفة صالح الطعيمي وحسين العذل الذي قدم نبذة مختصرة عن تاريخ أسرة العجلان بوصفها من الأسر التي رمت بأسهم ذات أثر باقٍ في ميادين العلوم الشرعية والآداب والتجارة والأعمال، وإدارة عضو لجنة شباب الأعمال بدر العساكر.