هل تعلم أن المهمة التي تتعرض للمقاطعة تستغرق وقتًا أطول بنسبة 50 % وتتعرض لمزيد من الأخطاء مقارنة بالمهمة التي تُنجز دون انقطاع؟ تحتاج أدمغتنا إلى بعض الوقت للوصول إلى حالة التركيز المطلوبة، وعندما نحقق ذلك، نتمتع بإنتاجية متدفقة طالما لم نتوقف أو نتعرض لمقاطعة. في حالة التركيز، يكون الدماغ حساسًا للغاية للتدخلات الخارجية. تؤدي المقاطعات إلى تحويل انتباهنا إلى موضوعات أخرى، مما يمسح الحالة الذهنية الإيجابية التي كنا على وشك الوصول إليها. كما أن الانقطاعات المتكررة تعيقنا عن الدخول الكامل في وضعية الأداء المثالي. أظهرت دراسة من جامعة كاليفورنيا أنه عندما تقاطع شخصًا ما، يستغرق الأمر حوالي 23 دقيقة للعودة إلى المهمة الأصلية، بالإضافة إلى 30 دقيقة أخرى لاستعادة مستوى الإنتاجية. قد تظن أن المقاطعة لا تتطلب سوى دقيقتين، لكنها في الواقع تأخذ وقتًا أطول لاستعادة التركيز. تشير التقارير إلى أن 80 % من الأشخاص يعودون لاستكمال مهامهم بعد المقاطعة، لكن بروح وإنتاجية أقل، بينما يتوقف الآخرون عن أداء المهمة. هل سبق وأن توقفت لفترة بسبب شخص ما أثناء انهماكك في عمل؟ بالتأكيد حدث ذلك. وقد يؤدي ذلك إلى تشتت انتباهك، مما يجعلك تقضي وقتًا أطول في استعادة التركيز، كأن تفحص بريدك الإلكتروني أو منصة للتواصل الاجتماعي أو تجري مكالمة. تكرار المقاطعات يرفع من مستويات التوتر، ويؤثر سلبًا على الصحة. وفي تقرير عن الاقتصاد الأميركي يشير إلى أن الدولة تخسر أكثر من 500 مليار دولار سنويًا بسبب فقدان الإنتاجية الناتج عن المقاطعات، وقد يتساءل أحدهم عن آلية تقييمها على المستوى العام والفردي لتأتي الإجابة بأنه يمكن حساب الخسائر من خلال تقدير الساعات الضائعة مضروبة في متوسط الأجور وعدد الموظفين. المرة القادمة التي تفكر فيها في مقاطعة شخص يعمل بجد، تذكر أن سؤالك أو تعليقك البسيط قد يحمل عواقب وخيمة، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفة الجهد وزيادة التوتر، والتسبب في الأخطاء وتأخير المهام. الأشخاص المنتجون يدركون أهمية العمل بشكل مستمر دون مقاطعات. لذا، يتخذ البعض خطوات لحماية تركيزهم، مثل: ارتداء سماعات الرأس، وإغلاق الأبواب، وتنبيه الآخرين بعدم المقاطعة إلا في حالات الضرورة القصوى ومن ذلك أيضًا العمل في أوقات معينة مثل الليل، حيث تقل المقاطعات. يمكنك أيضًا تعليق لوحة على بابك أو مكتبك تقول: "يرجى عدم المقاطعة إلا للضرورة". هذه الخطوات تساعد في تعزيز بيئة العمل والإنتاجية.