في رثاء رجل بهامة ومكانة محمد عبده يماني تضيع الكلمات وتتبخر العبارات ولكن تبقى لهذا الرجل الكريم أحاديث تلاميذه ومن حظي بصحبته عن خلقه وعلمه وتواضعه وروحه التي كانت تشع نوراً وإيمانياً عبر قسمات وجهه الذي كان مضيئاً لحبه لدينه ونبيه وآل بيته. فكم عطر مجالسنا بأحاديثه وأثرى مجتمعنا بخدمات جليلة لا تحصيها أسطر معدودة ولكنها سطرت في صحيفة أعماله التي سيلقى الله بها. في كل محفل كان له حضور وانجاز متميز مع تواضع جم لا يصدر إلا من أهل العلم والفضل والمكانة، تواضعه كان للصغير والكبير فزاده الله مكانة وعلوا في قلوب محبيه. رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته ورزقك شفاعة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وصحبته يا من سخرت حياتك لخدمة دينك والدفاع عن محبة النبي المصطفى وآل بيته وزوجاته المطهرات والدعوة إلى تعزيز مكانة ومحبة وإجلال بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت آخر مقالاتك في هذه الجريدة عن قدسية الحرمين الشريفين وعظم مكانتهما. لك في كل شأن من شؤون حياتنا بصمة لا يمحوها الزمان يا من كنت رائداً من رواد التعليم في هذا الوطن ومؤسساً للإعلام السعودي في العصر الحديث وعلماً من أعلام الثقافة والفكر والعمل التطوعي والخيري. إنجازاتك على أرض الوطن كانت وما زالت حاضرة بيننا وأنت على رأس العمل أو خارجه حيث أبحرت في عالم التطوع والأعمال الخيرية الإنسانية وعضوية العديد من المؤسسات العربية والأدبية والخيرية وأعظمها وأجلها مكانة تأسيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكةالمكرمة. لك في كل القلوب محبة صادقة وذكرى لا تنسى ودعوات متتابعة من قبل أناس قدمت لهم الكثير والكثير من خبرتك وعلمك وعطائك وبذْلك وفكرك فجزاك الله عن الجميع خيراً وصبر الله قلوباً أحبتك ولم تحظ بصحبتك في الدنيا وتسأل الله تعالى أن يجمعها بك في جنات الخلد. ما أعظمها من أيام مباركة في عمر الزمان مع قدسية المكان اختارك الله فيها لعل الله تعالى يغمرك بفضله وكرمه ومنته بجزيل عطاياه في هذه العشر المباركة فأنعم بها من خاتمة حياة رجل عظيم محب للخير. إلى أهلك وذويك ومحبيك نقول لهم صبراً جميلاً وأحسن الله عزاكم في فقيد الوطن والأمة الإسلامية -محمد عبده يماني- اسم سيسجله التاريخ بمداد من ذهب ونسأل الله تعالى أن يسجله عنده في كتاب الأبرار والمتقين وبصحبة سيد المرسلين، إنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected]