رئيس التحرير: سهرّتنا للفجر وتابعناك لحظةً بلحظةٍ فكان الإنجاز فرحة وطن

احتفلت «المدينة» يوم أمس بإنجاز الوطن وذلك باستضافة الفارس العالمي عبدالله الشربتلي الفائز بالميدالية الفضية لبطولة العالم التي اختتمت مؤخراً في ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد قام الفارس العالمي الشربتلي بزيارة ل«المدينة» عصر أمس كأول صحيفة يزورها بعد تحقيق الإنجاز الكبير، ورحب به سعادة رئيس التحرير الدكتور فهد آل عقران، وهنأه بالإنجاز قائلاً: «كلنا فخورون بك، وكنا نتابعك ونسهر للفجر لرصد انتصاراتك التي تسجل للوطن، وما حققته هو مفخرة للجميع، وهذا التميز العالمي ينتظره تواصل لا سيما في إطار الدعم الكبير الذي تجده الرياضة في بلادنا من لدن خادم الحرمين الشريفين، والاهتمام برياضة الفروسية، وأثبتم الجدارة في إنجاز رياضي كبير ومميز».
ووجه سعادة رئيس التحرير أسئلة للفارس العالمي عن فترة الإعداد وكيفيته والتفاصيل إلى أن تم إحراز الإنجاز، ثم كانت احتفائية أخرى من أسرة التحرير في «المدينة» حيث تم قطع «التورتة» الخاصة بالمناسبة والتي تحمل صورة الفارس وهو رافع يديه بعد فوزه بالفضية العالمية، وقدم له الدكتور فهد آل عقران درعًا خاصًا لتغطية «المدينة» وبروازًا لصفحة الإنجاز، وأبدى الفارس العالمي إعجابه الكبير بتغطية «المدينة»، مشيداً بمضمونها ومحتواها وشكلها، ومؤكداً أن «المدينة» كانت تتابعه منذ زمن طويل، وتمنح الفروسية تغطية خاصة، مشيداً بالوقفة الصادقة والجماعية التي وجدها من الإعلام في المملكة.
ومضت الاحتفالية في أجواء حوارية وذلك بحضور نائبي رئيس التحرير محمد حسني محجوب، ومحمد علي الزهراني، ورئيس القسم الرياضي عبدالله فلاتة، وأسرة القسم والزملاء المحررين من أقسام الجريدة والذين خاطبوا الفارس عبدالله الشربتلي قائلين له أكدت للعالم أن رياضة الفروسية عربية، ثم تفرغ الشربتلي إلى حوار خاص مع الزميل عبدالله الحرازي كشف خلاله كواليس الإنجاز العالمي.
‎- كانت‎ مبكرة‎ جداً‎ وفي‎ سن‎ الثامنة‎ بتشجيع‎ من‎ والدي‎ وعمي‎ كمال‎ وكنا‎ في‎ بريطانيا‎ وأخذ‎ حب‎ الخيل‎ ينمو‎ معي‎ يوما‎ بعد‎ يوم،‎ ولعل‎ ما‎ شجعني‎ على‎ الاستمرار‎ هو‎ فوزي‎ بشوط‎ الناشئة‎ تحت‎ 12 سنة‎ كأول‎ جائزة‎ في‎ حياتي،‎ لتستمر‎ بعد‎ ذلك‎ المحاولات‎ التي‎ تكلل‎ أغلبها‎ بالنجاح‎ حتى‎ بلغت‎ العالمية‎ التي‎ كانت‎ حلما‎ يراودني‎ كل‎ يوم،‎ وكلما‎ امتطيت‎ صهوات‎ الجياد،‎ ومن‎ فضل‎ الله‎ عليّ‎ أنني‎ وصلت‎ الى‎ هذا‎ المستوى‎ في‎ زمن‎ قياسي‎ حيث‎ شاركت‎ في‎ كأس‎ العالم‎ 4 مرات‎ وبطولة‎ العالم‎ مرتين،‎ والألعاب‎ الأولمبية‎ مرة‎ واحدة‎.‎
وتحدث‎ عبدالله‎ عن‎ مشواره‎ مع‎ الفروسية‎ وعالم‎ البطولات‎ وقال‎ بالتأكيد‎ ليس‎ مفروشا‎ بالورود،‎ فالمصاعب‎ كبيرة‎ لكنك‎ تستطيع‎ التغلب‎ عليها‎ بقوة‎ الإرادة‎ والاصرار‎ وقبل‎ ذلك‎ عاملين‎ أساسيين‎ هما‎: توفيق‎ الله‎ تعالى‎ ثم‎ الموهبة‎ مع‎ حسن‎ التدريب،‎ واستطرد‎ قائلا‎: لقد‎ تنبأ‎ لي‎ سمو‎ الأمير‎ فيصل‎ بن‎ عبدالله‎ بن‎ محمد‎ وزير‎ التربية‎ ورئيس‎ مجلس‎ أمناء‎ صندوق‎ الفروسية‎ بالتألق‎ حيث‎ كان‎ يشجعني‎ دائما‎ ويقدم‎ لي‎ الهدايا‎ وأنا‎ هنا‎ أدين‎ له‎ بالفضل‎ الكبير‎ بعد‎ الله‎ فيما‎ وصلت‎ إليه‎ من‎ مستوى‎ فهو‎ بمثابة‎ الوالد‎.‎
وتطرق‎ عبدالله‎ إلى‎ مسيرته كفارس وقال لقد ضحيت من أجل الفروسية بالشيء الكثير في شراء الخيل، والتدريب والمشاركات بحثاً عن انجاز يكتب للوطن وبفضل الله فقد كانت الانجازات كثيرة إلى ان جاءت العالمية بأفضل صورها للرياضة السعودية قاطبة والفروسية خصوصاً بفضل الله تعالى ثم بدعم الملك الفارس الأب عبدالله بن عبدالعزيز الذي وفر لنا الخيل والدعم لانجاح برامج التدريب والاعداد للبطولة العالمية واختصر علينا مشوارا طويلا كان يواجهنا كفرسان سعوديين أفرادا ومنتخب.‏
وطالب عبدالله الفرسان الناشئين بالصبر والمثابرة وقال ليس من السهل أن تصبح خيالا ممتازا فالفارس مثل الطيار يحتاج الى فترات اعداد وتدريب صحيح وامكانات لزمن طويل، ونحن كفرسان سعوديين الآن بلغنا العالمية بالموهبة ثم بالاعداد الحسن من خلال برنامج طموح اعده صندوق الفروسية برئاسة الأمير فيصل بن عبدالله، زرع فينا الطموح نحو انجازات أولمبية وعالمية بحول الله تعالى.‏
وشرح عبدالله الحال الذي كان عليه قبل واثناء بطولة العالم في امريكا وقال: لقد كنت أمنّي نفسي بالميدالية الذهبية ورفع راية بلادي خفاقة في هذا المحفل، وعندما وصلنا إلى هناك (أمريكا) جافاني النوم بسبب فترات الاعداد للمباريات والمشاركة فيها بحيث لم أكن أنم اكثر من 4 ساعات في اليوم الواحد والحمدلله ان الجهد تكلل بالنجاح وكنت أتمنى ان يحقق المنتخب الهدف وهو التأهل الى الأولمبياد.‏
وأن يكون هناك أكثر من فارس سعودي في شوط الجائزة الكبرى لاسيما وان زميلي خالد العيد كان يسير بشكل ممتاز حتى اليوم الأخير من بطولة الفردي.‏
وذكر عبدالله بعضاً من أسرار الرحلة وقال عندما تولى المدرب ساني المهمة طالبني بتخفيف الوزن فقلت له لو كانت النتائج بالوزن لفاز بالبطولة أناس كثر غيري (خفيفي الوزن).‏
واسترجع عبدالله شيئاً من الذكريات والى الفترة التي أصيب فيها وقال: لقد ابعدتني الإصابة حوالى سبعة أشهر وكانت متعبة لان العودة إلى المنافسات تحتاج إلى شجاعة والحمد لله انني تغلبت على هذه القضية بالايمان بالله ثم بدعاء الوالدة وعدت سريعاً وببطولة باسل الأسد الدولية التي تخصصت بها في البطولات العربية (خمسة ألقاب) بالإضافة إلى الجائزة الكبرى في كل من مصر (الاسكندرية وشرم الشيخ) ودبي، الشارقة، ابو ظبي، عجمان، قطر، ثم واصلت المشوار وعدت إلى كأس العالم ومنها إلى العالمية من أوسع الأبواب.‏
وتحدث عبدالله عن أسباب تواجد المنتخب الدائم في أوروبا والفوارق بين المشاركات هناك وفي البلاد العربية وقال: كل شيء في أوروبا وأمريكا يجسد لك الاحتراف بكل معانيه من الفارس حتى السايس مروراً بالمدرب والخيل والطبيب وبرامج الاعداد في حين انه لازال هناك خلط في البلاد العربية وتجد شخصاً يقوم بعدة اعمال.‏
ووصف عبدالله نهائي كأس العالم وقال لقد دخلت إلى الشوط وكنت واثقاً من الفوز لكن مالدانا خذلتني بإسقاط الحواجز لأنها خافت من ظلها وشعرت حينها ان الحلم قد ضاع لكن المدرب قال لي: الفرصة لازالت متاحة فلربما يحظى الفرسان الآخرون، وتجدد املي بعد توفيق الله وحققت للوطن أفضل انجاز عالمي اهديه مع كل الحب للوالد الغالي عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعود له الفضل فيما تحقق للمنتخب ولي شخصياً، وأشار عبدالله إلى أحوال فرسه مع الفارس البرازيلي بيساوا وقال لقد كانت متضايقة وهي بالمناسبة فرس مزاجية وصعبة لكني الحمد لله استطعت التعامل معها ومع الجياد التي ركبتها في الشوط وحققت هذا اللقب الذي اهديه لكل مواطن سعودي وعربي.‏
وأشار عبدالله إلى ان الفروسية أخذت منه الشيء الكثير حيث اضطر إلى نقل دراسته من لندن إلى جدة ثم إلى بيروت التي حصل منها على شهادة في إدارة الاعمال فضلاً عن المصروفات الباهظة التي انفقتها على الخيل طيلة السنوات الماضية التي كانت حافلة بالانجازات حيث فزت بدرع اتحاد الفروسية مرتين وكأس المؤسس مرة واحدة بالإضافة إلى الانجازات التي أشرت إليها في الدوري العربي اما على المستوى الدولي بطولة يوزك ببلجيكا الدولية وبطولة جوتنبرج بالسويد التي تعد من اكبر البطولات.‏
وكشف عبدالله أسباب تفوقه في بطولة العالم وقال لقد كنت أرى حواجز الاشواط عادية فيما يراها الآخرون صعبة وعالية، وهذا راجع لاحساسي وثقتي بنفسي على تحقيق الانجاز.‏
اما أصعب المواقف التي مرت عليه كفارس فهي مشاركته في كأس العالم بالحصان (كواترو) ذو الإمكانات المحدودة ومع ذلك فقد حقق المرتبة 21 من بين المشاركين مبيناً انه كان في السابق يختار الجياد الصعبة لتطويعها لكنه الآن أصبح يختار الجياد السهلة لتوفير الوقت والجهد.‏
من اللقاء
* والدتي والامراء فيصل بن عبد الله ونواف بن فيصل وعبد الله بن فهد كانوا اول المهنئين فور تحقيق الإنجاز
‏* حضر المناسبة نائبا رئيس التحرير محمد محجوب ومحمد الزهراني واسرة التحرير.‏
تحدث عبدالله عن الاهتمام بالنشء وقال ان هناك جهود كبيرة تبذل لتطوير مستوى الفرسان وتوسيع قاعدة الفروسية وان هناك اعداداً جيدة من الفرسان الناشئة سيكون لهم مستقبلاً واعداً ومنهم مازن عقران نجل رئيس التحرير الدكتور فهد بن حسن ال عقران
‏* كان الزملاء عبدالله فلاته، حسن باخشوين عبدالله الحرازي في استقبال الضيف.‏
‏* رئيس التحرير اثنى كثيراً على إنجاز الفارس ووصفه بالعظيم.‏
‏* نسي الفارس الميدالية بسبب الاستعجال في الوصول للجريدة والتوجه بعد ذلك للمؤتمر الصحفي.‏
‏* بين الفارس ان الخيل تعطي حتى سن 16 سنة ثم بعد ذلك تبدأ بالعد التنازلي في حين ان الفارس يستطيع ممارسة الرياضة حتى الثمانين والتسعين من العمر.‏
‏* ذكر ان أسعار الخيل في ارتفاع مستمر وان الشبوة من الفحول تتراوح بين 50 ألف إلى 100 دولار.‏
‏* قدمت الجريدة درعا يجسد الصفحة التي نشر بها خبر فوزه بالبطولة ولوحة أخرى لنفس الصفحة.‏
‏* تجاذب الحديث طويلاً مع اسرة التحرير.‏
‏* قال ان الهم الأكبر للفرسان هو الفوز بميدالية اولمبية.‏