ألزمت بعض المنتزهات بمدينة الرياض زوّارها الذكور بما أسمته «الزى الرسمي السعودي» لمَن تزيد أعمارهم عن 14 عامًا، وذلك حفظًا للحشمة والحياء العام. ورغم احتجاج الشباب علي إجبارهم على ارتداء الزى «السعودي» الكامل، حتى وهم يرتادون الحدائق والمنتزهات، خاصة أنهم لم يسمعوا بتطبيق تلك القرارات إلاّ في الرياض فقط، فلابد أن يكون هناك أسباب جوهرية لمثل هذه التنظيمات. أولى نتائج هذا التنظيم الإبداعي، كما يؤكد مسؤول إحدى المدن الترفيهية، هو تقليص عدد رجال الأمن في المتنزه من 36 إلى 7 رجال فقط، وانخفاض نسبة المشكلات إلى70% عن السابق. وهو ما يعني التخلّص من الشباب، والقذف بهم في الشوارع لتخفيف العبء عن رجال الأمن.. حتي لو بقيت الحدائق خاوية على أغصانها! ولا يهم أن يمارس بعض هؤلاء الشباب حرياتهم في الخارج.. فالمهم أن لا يُترك لهم الحبل لممارسة الانفلات في الداخل. إن شبابنا يا سادة هم في حاجة إلى مَن يأخذ بأيديهم بالرفق والحسنى، بدلاً من إصدار قرارات متعسفة لا تراعي انعكاساتها الاجتماعية والنفسية عليهم. وإذا وصل الأمر إلى فرض «الزي السعودي» حتى في أماكن اللعب والاستجمام والترفيه، فلن أستغرب كثيرًا إذا ما أُجبر الشباب مستقبلاً على ارتداء «البشوت» قبل الدخول إلى مثل تلك الأماكن.. إظهارًا للروح الوطنية؟! نافذة صغيرة : (حافظ على الحياء والحشمة، حتى لو منعت عن الناس الهواء والنسمة)! صويغيات