اتهم الامير تركي الفيصل أمس رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بمحاولة "الاستحواذ" على نتائج الانتخابات التشريعية العراقية التي فاز بها منافسه اياد علاوي. وقال الفيصل في كلمة بالانكليزية القاها امام دبلوماسيين وصحافيين ورجال اعمال، "فضلا عن الفوضى الكبيرة (بالعراق)، نحن نشهد سعيا متعمدا من جانب رئيس الوزراء المنتهية ولايته، السيد المالكي، للاستحواذ على نتيجة الانتخابات وانكار حق الشعب العراقي في حكومة منتخبة بشكل شرعي". واضاف الامير تركي السفير الاسبق للسعودية في واشنطن ولندن "ان نتيجة هذا هو سفك المزيد من الدماء واحتمال نشوب حرب اهلية". وقد فازت لائحة "العراقية" بزعامة الشيعي العلماني اياد علاوي المدعومة من السنة، ب 91 مقعدا في الانتخابات التشريعية العراقية في 7 مارس الماضي، مقابل 89 مقعدا لقائمة المالكي. بيد ان هذا الاخير تمكن من التوصل الى اتفاق مع الائتلاف الوطني العراقي، الذي يضم تشكيلات شيعية، وحصل على 70 مقعدا لتشكيل ائتلاف حكومي. وأضاف تركي الفيصل ان الدول العربية تريد ان تحقق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تقدما قبل سبتمبر المقبل، وقال إن "العالم العربي اعطى (الرئيس الاميركي باراك) اوباما حتى سبتمبر للقيام بذلك".واعتبر سموه أنه "لا يكفي التحدث عن مباحثات، يجب المضي قدما"، واضاف "اذا لم ينجح سأطلب من الرئيس اوباما القيام بالمبادرة الاخلاقية اللائقة وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي يتمنى قيامها بشدة". وقال سموه "بامكانه عندها حزم حقائبه وتركنا في سلام وترك الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين يتفاوضون مباشرة مع الاسرائيليين". وأكد الامير تركي الفيصل أن الولاياتالمتحدة "غير قادرة" على حل مشاكل افغانستان، معتبرا ان عليها فقط التركيز على "مطاردة الارهابيين". وأوضح أن وجود قوات الحلف الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة في افغانستان ادى الى تأليب شعور الشعب الافغاني ضد هذه القوات، واعتبر أن "ما تحتاجه افغانستان حاليا هو مكافحة الارهاب بطريقة فاعلة اكثر من بناء الامة". ورأى سموه أنه لا ينبغي على الرئيس الاميركي باراك اوباما "ان يعتقد انه قادر على حل مشاكل افغانستان بالوسائل العسكرية" مضيفا "طاردوا الارهابيين على جانبي الحدود بين افغانستان وباكستان واعتقلوهم او اقتلوهم ثم ارحلوا واتركوا الشعب الافغاني يهتم بمشاكله". وتابع الامير تركي، "طالما بقيت القوات الاميركية على الاراضي الافغانية ستظل هدفا لمقاومة الشعب الافغاني والمرتزقة العقائديين"، واعتبر ان "الطريقة غير السليمة التي تتعامل بها هذه الادارة مع الرئيس كرزاي تثير الريبة والدهشة". وقال "يوجد حاليا لدى الجانبين احساس قوي بالضغينة والمرارة. فكيف سيتمكنان من الخروج من هذا الوضع؟ لست ادري".