لقيت طالبتان، شقيقتان، من تحفيظ القرآن الكريم مصرعهما غرقا أمس داخل مستنقع صرف صحي بحي المنصور بمكة وهما في طريق عودتهما إلى منزلهما من المدرسة بحي المنصور بمكة. وكانت الطالبتان (من الجنسية النيجرية) في طريق عودتهما عبرن طريق حوش بلادن تمهيدا للوصول الى منزلهما بجبل غراب واثناء سيرهما سقطت الأولى وعمرها ست سنوات، فحاولت شقيقتها وهي طالبة معها تبلغ تسع سنوات انقاذها بعد أن تركت حقيبتها المدرسية على الأرض،لتسقط هي الأخرى معها فتغرقان الاثنتان معا . بعد تلقي البلاغ قامت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني بقيادة مدير العمليات بالدفاع المدني العقيد سالم المطرفي بانتشال الشقيقتين باستخدام الغواصين من الدفاع المدني وقامت فرقتان من الهلال الأحمر بالكشف على الطالبتين ووجدتا انهما فارقتا الحياة حارس الحوش مهدي عبدالله أكد أن هذا المستنقع منذ أربعين سنة مؤكدا أن بعد شهر رمضان الماضي جاءت البلدية لتركيب مواسير لضخ هذه المياه الراكدة لكن إلى هذا الوقت لم يتم ضخ المياه. مدير التحقيقات والناطق الاعلامي بالدفاع المدني المقدم علي المنتشري أوضح أن المستنقع قطره 30 مترا مربعا بعمق مترين الى متر تقربيا وجاء بصورة عشوائية عن طريق الاهالي وجميعهم من الجنسية الافريقية، والحوش يقع في شعيب وادي زقلة بشارع المنصور ، مؤكدا أنه راحت ضحيته شقيقتان وهما طالبتان بمدرسة تحفيظ القرآن بنفس الحي . مدير الدفاع المدني العقيد جميل اربعين اهاب بأهمية اخذ الحيطة والحذر من جانب الاسرة على ابنائهم بتوجيههم وتحذيرهم من مثل تلك التجمعات للمياه ومتابعتهم للحفاظ عليهم وعلى سلامتهم، مشددا بضرورة الابلاغ عند ملاحظة أي تجاوزات تشكل خطرا على الارواح . دراسة مسائية الغريقتان شقيقتان ( مريم وغفران هارون) يدرسان في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الموجودة في الحي على طريقة النظام المسائي من بعد الظهر إلى ما قبل المغرب . ولم تضح التحقيقات بعد في الحادث عن سببه ونوعه لكن بعض الذين حضروا الحادثة يرجحون أن يكون قد سقط لهما شيء في المستنقع وغرقتا وهما يحاولان اللحاق به وذلك بدليل أن حقائبهما كانت موجودة على حافة المستنقع . أبو البنتين وتكسير الحجارة هارون هوساوي ابو الفقيدتين رجل يعمل في اعمال بسيطة كتكسير الحجار ظهر عليه الحزن الشديد في فقد ابنتيه مما جعل التحدث معه صعباً نظراً لحالته المأساوية التي وصلت إلى درجة الانهيار يقول كنت في عملي وعدت في العصر وشاهدت وانا في طريقي إلى البيت تجمعاً كبيراً من الناس في حوش بن لادن الذي نمر منه عبر طرقات متعرجة إلى بيوتنا ورأيت سيارات أسعاف ودوريات أمنية وعندما سألت قالوا لي بأن هناك أطفالا غرقوا في بركة الصرف وعندما جئت لأشاهد الحادث رأيت حقيبتي ابنتي على الأرض على طرف المستنقع فصعقت ولم أكد أصدق من هول الصدمه بأن الغريقتين هما ابنتاي ولكنه قدر الله ولا راد لقضائه و”إنا لله وإنا إليه راجعون” . وعندما حاولنا أن نسأله عن ابنتيه وعن آخر مكالمته لهما راح في نوبة من البكاء ولم يستطع اكمال الحديث.