بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    سمو أمير منطقة الباحة يشهد توقيع مذكرة تفاهم    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    تراحم الباحة " تنظم مبادة حياة بمناسبة اليوم العالمي للأسرة    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    طلاب وطالبات السعودية يحصدون 9 جوائز خاصة في «آيسف 2024»    حرس الحدود يحبط تهريب 360 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    ضيوف بيت الله الحرام المغادرون من مطار أديسومارمو    استشاري ل«عكاظ»: قمة «الهلال والنصر» صراع جماهيري يتجدد في الديربي    387 مليون يورو في «ديربي الرياض»    النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية معتدلة وسط آمال تحسن الطلب    أسباب تمنع الأهلي المصري من ضم أحمد حجازي    «عكاظ» تكشف تفاصيل تمكين المرأة السعودية في التحول الوطني    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار على معظم مناطق المملكة    تشافي: برشلونة يمتلك فريقاً محترفاً وملتزماً للغاية    1.6 ألف ترخيص ترفيهي بالربع الأول    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    الطاقة النظيفة مجال جديد للتعاون مع أمريكا    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    العيسى والحسني يحتفلان بزواج أدهم    السعودية والأمريكية    «الأقنعة السوداء»    5 مخاطر صحية لمكملات البروتين    تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية !    حلول سعودية في قمة التحديات    فتياتنا من ذهب    تضخم البروستات.. من أهم أسباب كثرة التبول    بريد القراء    الرائد يتغلب على الوحدة في الوقت القاتل ويبتعد عن شبح الهبوط    الإطاحة بوافد مصري بتأشيرة زيارة لترويجه حملة حج وهمية وادعاء توفير سكن    الدراسة في زمن الحرب    76 مليون نازح في نهاية 2023    فصّل ملابسك وأنت في بيتك    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    التعليم في المملكة.. اختصار الزمن    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        ولي العهد يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة وملك الأردن والرئيس السوري    WhatsApp يحصل على مظهر مشرق    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    حراك شامل    فوائد صحية للفلفل الأسود    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    ايش هذه «اللكاعه» ؟!    كلنا مستهدفون    أثقل الناس    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    البنيان يشارك طلاب ثانوية الفيصل يومًا دراسيًا    النفط يرتفع والذهب يلمع    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    السفير الإيراني يزور «الرياض»    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين العاصمة المقدسة د. أسامة البار: الكعبة في وادٍ... ولا خوف على مكة من مخاطر السيول 2-2
نشر في المدينة يوم 19 - 04 - 2010

فتات للمواطن * هناك من يرى أن عدم فتح مخطّطات جديدة أدّى إلى حدوث مضاربات في الأراضي.. ما تعليقك على ذلك؟ لم يتوقّف فتح المخطّطات ولا زلنا نفتح المخطّطات. هناك نقطة أود إضافتها لعلاقة التخطيط بتصريف السيول. نظرًا لطبيعة مكّة المكرمة الطبوغرافية ونظرًا لوقوعها في أودية وجبال فإنّ كلّ المخططات التي تنظّم وتصرّح منذ عشرين سنة لابدّ أن يؤخذ في الاعتبار تصريف السيول. هذا أمر مفروغ منه. المخطّطات لم توقف وهناك دائمًا تخطيط لها. أمّا عن قضيّة المضاربات فهي لا تتعلق بالأمانة وحدها وإنما تتعلق بالنظم التي تحكم العقار في المملكة. أعتقد أن الخطوات التي اتخذت من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية وتمّت الموافقة عليها من مجلس الوزراء في ما يتعلّق بمنح الأراضي وجعلها مساكن بدل أن تمنح منحة سوف تقلل من المضاربات على الأراضي ولا يستفيد المواطن صاحب المنحة الذي هو محط الاهتمام. المواطن في هذه الحالة لا يأخذ سوى الفتات وتذهب الفوائد لتجار الأراضي الذين يتاجرون بها ويرفعون الأسعار دون مردود حقيقي على المدينة أو المواطن. * ما دمنا في موضوع المنح.. لماذا توقفت في مكّة؟ المنح في مكّة المكرمة لم تتوقّف. بحمد الله لدينا العديد من القطع الجاهزة، وبعض البلديات والأمانات في المملكة ليست لديها مخطّطات منح ولذلك تعاني من مشكلة في هذا الجانب. لكن نحن في مكّة بفضل الله تعالى ثمّ بفضل مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله فقد أهدى لمكّة عندما كان وليًّا للعهد الأراضي التي تعرف اليوم بمخطّطات ولي العهد وهي تضم عشرات الآلاف من القطع ونحن سائرون في تنفيذ الطلبات القديمة وفي انتظار التعليمات الجديدة في ما يخص المنح وربطها بالإسكان. * لكن هناك دعاوى مرفوعة على مخطّط ولي العهد.. فكيف عالجت الأمانة هذا الموضوع؟ إذا كانت هناك أي دعوة تثبت ويصدر فيها حكم شرعي فلن يكون هناك جدال، وسوف تقوم الأمانة وعلى الفور بتنفيذ ما يصدر من القضاء. الأوقاف التي كانت تطالب بحقّ في مخطّطات ولي العهد فقد كانت قضيتها منظورة في محكمة مكّة المكرمة وقرر القاضي صرف النظر عن الدعوى. بالنسبة للتعديات والعشوائيات هناك فرق تابعة للبلديات الفرعية إذا كانت داخل النطاق العمراني أو تابعة أو للجنة إزالة التعديات لمعالجة هذه التعديات أولاً بأول. نهاية الفترة الحرجة * هناك تأخير في عقود النظافة.. ما هي الإشكاليّة في هذا المجال؟ ليست هناك إشكاليّة، كلّ ما في الأمر أنّه كانت هناك شركة تقوم بالنظافة في مدينة مكّة المكرمة لمدة 18 عامًا، ووفقًا لنظام المناقصات الحكومية فقد تمّت دراسات داخليّة لدى أمانة العاصمة المقدّسة. كان هناك عدد من اللجان التي درست كيفية تحقيق المردود الجيد للمدينة من عقد النظافة الجديد، وتمّ طرح المشروع ورسا على مؤسّسة جديدة غير المؤسّسة السابقة، لذلك كان هناك نوع من التغيير. العقد كان من المفترض أن ينتهي في 15/9/1430ه ولذلك تمّ تمديده إلى 15/1/1431ه، ورأينا أيضًا أنّ المدّة غير كافية وطلبنا تمديده حتى 15/3/1431ه وتمّ بحمد الله الاستلام والتسليم. في مدينة قريبة من مكّة المكرمة عندما انتهى عقد النظافة القديم وبدأ العقد الجديد كانت هناك حالات تراكم نفايات. رغم أنّ الشركة القديمة كانت تعمل في مكّة منذ 18 عاما إلا أنّ العمل كان أفضل. الفترة الحرجة كانت ما بين 15/3 – 15/4 ويوم الأربعاء الماضي كانت نهاية الفترة الحرجة. كانت هناك بعض الملاحظات البسيطة التي عالجناها،. قمنا بتكوين غرفة عمليات من الإدارة العامة للنظافة والإدارات الأخرى والبلديات الفرعية لتلقي البلاغات أولاً بأول حتى لا يحدث قصور في ما يتعلق بالنظافة. مجمع الدوائر الحكومية * وماذا عن مجمع الدوائر الحكومية؟ هذا المجمع اختيرت له منطقة في منطقة الضاحية الغربية التي تحدثنا عنها في البداية... * عند بوابة مكّة؟ نعم. وتمّ وضع تصور مبدئي، وبإذن الله سيقرر ضمن المشروع وسترعاه وزارة المالية. * ماذا تم بشأن تدوير النفايات العامة والطبية؟ بالنسبة للنفايات الطبية فهي تجد الأولوية، لأنّ أيّ نفايات تحدث منها أخطار لابدّ أن يتمّ تدويرها بطريقة تقلّل من أخطارها البيئية على المدينة وعلى المتعاملين مع هذه النفايات. لذلك فإنّ كلّ المؤسّسات الطبّية التي لها نفايات طبّية ذات خطورة معينة ملزمة بالتعاقد مع شركات متخصصة ويتم التنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية. بالنسبة للنفايات العادية أقول إنّ الفرد السعودي يعتبر من الأفراد ذوي النسب العالية في إنتاج النفايات. عندما كنا طلابًا في بريطانيا كانت البلدية تجمع النفايات مرة في الأسبوع. نحن في مكّة المكرمة نجمعها مرتين في اليوم ورغم ذلك قد تمر بجوار إحدى الحاويات وتجدها ممتلئة. كمّية توليد النفايات عالية لدينا ولذلك لابدّ أن تكون هناك استفادة من هذه النفايات. هذه نظرة مستقبلية لأن عملية الردم سواء كانت في المرادم الهندسية والعادية تخلّف أضرارًا لذلك لابدّ من التدوير، حوسبة المعاملات * تحدثت عن إنجاز المعاملات عن طريق الإنترنت.. فمتى سيتم الانتهاء من هذا المشروع؟ العمليات التي ستتم عبر الإنترنت متعدّدة وبعضها بدأ منذ الآن. تجديد رخص المحلات يتم الآن بواسطة الإنترنت. كذلك يتم تبادل معلومات تصاريح الإسكان كاملة من أمانة العاصمة المقدسة وإمارة منطقة مكّة المكرمة ووزارة الحج والدفاع المدني والشرطة عبر الإنترنت. تصاريح الخدمات والحفريات تتم عبر الشبكة. هناك العديد من المعاملات التي تتم الآن بالإنترنت بحمد الله تعالى. هناك بعض العمليات مثل تراخيص البناء ورخص البناء وهناك عقد مع شركة سنغافورية تم توقيعه قبل فترة وبدأت الشركة في العمل ونأمل أن تنتهي خلال شهر مايو القادم. هذا سوف يهيئ لبنية معلوماتية لتقديم الخدمة في رخص البناء عبر الإنترنت. تقليل فرص الفساد * الفساد في البلديات والأمانات انتشر بشكل عام.. ما هي الاحترازات والإجراءات التي قمتم بها لمنع ظهوره وانتشاره في أمانة العاصمة المقدّسة؟ الفساد ليس له وطن، والفاسد سيوجد بيئة فاسدة في أيّ مكان سواء كان جهازًا تعليميًّا أو خدميًّا أو غيره، حتى في القطاع الخاص هناك أنواع من الفساد. لذلك لا نستطيع القول إن الأجهزة البلدية هي البيئة المناسبة للفساد. الجهاز البلدي جهاز حكومي والدولة وفقها الله وضعت من الأنظمة والاحترازات ما هو كفيل بالقضاء على الفساد. لكن الثغرات موجودة بطبيعة الحال في أي نظام، والفاسد لا تستطيع أن تراقبه على مدار 24 ساعة، ولكن الأنظمة الموجودة تستطيع أن تحكم ذلك وتقلّل من فرص الفساد. لذلك ننظر للعملية كنظام متكامل لأنّ العمل مؤسسي. نظام المشتريات الحكومية تم تصميمه لدرء الشبهات في عمليات المناقصات وغيرها وربما يشكو البعض من البيروقراطية الحكومية، ولكن هذه إجراءات مرعية ولابدّ من وجود لجان ومندوب من البلدية، وهناك الرقابة السابقة والرقابة اللاحقة وهيئة الرقابة والتحقيق وديوان المراقبة العامة. كل هذه العناصر جزء من شبكة ونظام مؤسسي للحماية من الفساد. * طرحتم مشروع ردم الفجوة بين المواطن والبلدية.. ماذا قصدتم به تقصده وما هي آلية تنفيذه؟ كما ذكرت في لقاء في نادي مكّة الأدبي وطلبوا مني التحدث عن الأمانة وكانوا يتوقعون مني أن أتحدث عن أمانة العاصمة المقدسة وإنجازاتها، ولكني تحدثت في الواقع عن الفجوة بين الجهاز البلدي في أي مكان. كانت الندوة بعنوان «علاقة المواطن بالبلدية.. أمانة العاصمة المقدسة نموذجًا». في مكّة يقولون البلدية بلاء وأذيّة. وفقًا لرؤيتي كمواطن ومسؤول تساءلت عن السبب في هذه الفجوة بين المواطن والجهاز البلدي ووضعتها في عدد من الشرائح وأوضحت وجهة نظري ووضعت أدوارا تنفيذية للمواطن والبلدية وجهات النفع العام بحيث تسهم هذه الأضلاع الثلاثة في ردم الفجوة الموجودة بين المواطن والبلدية. تفعيل إدارة الثقافة * بشّرت أهالي مكّة بإنشاء سوق تراثي وأندية ثقافيّة.. إلى أين وصلت هذه البشريات؟ في هيكل الأمانات والبلديات المعتمد منذ العام 1412ه توجد إدارة تعنى بالجانب الثقافي والاجتماعي تسمّى الأمانة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعيّة ومن ضمنها إدارة تسمّى إدارة الثقافة. هذا الجانب ربّما يكون مغفلاً في بعض الأمانات والبلديات ومن ضمنها أمانة العاصمة المقدّسة. ربّما بدأ الدور يظهر جليًا بواسطة صاحب السمو الدكتور عبدالعزيز آل مقرن في أمانة الرياض، والدور الثقافي الذي تلعبه في مهرجانات العيد، وربّما تكون المسرحيات التي نظّمتها أمانة مدينة الرياض أكثر من أيّ جهة أخرى، وهي معنية أساسًا بهذا الأمر. بدأنا في تفعيل هذه الإدارة بأمانة العاصمة المقدّسة، ولكن تطلّب ذلك بعض الوقت لتهيئة الكوادر والبنية التحتية. من المشاريع القريبة إن شاء الله إنشاء سوق تراثي يحاول إعادة بعض المهن القديمة كالعطارة والمأكولات الشعبية التي بدأت تندثر. المشروع تمّت دراسته وهو في طور الترسية، ونأمل أن يكون قريبًا بإذن الله. بالنسبة للمراكز الثقافيّة فإنّ الأمانة تعمل على أن يكون في مدينة مكّة المكرمة التي هي مقصد 10 ملايين زائر وحاج ومعتمر على مدار العام، أن تكون بها مراكز ثقافيّة متعدّدة الأنشطة مثل المتاحف وقاعات المحاضرات وصالات المعارض حتى يجد من يهتم بهذه الأنشطة كل ما يحتاجه. * بعض الأهالي لديهم صكوك عثمانية.. فما هو موقف الأمانة من هذه الصكوك وكيف تتعاملون معها؟ موقف الأمانة فرعي في هذا الأمر، لأنّ كلّ قضايا الصكوك والملكية من ضمن اهتمامات وزارة العدل سواء أكانت في المحاكم الشرعية أو كتابات العدل. وهناك نظام يتعامل مع هذه القضية. * إلى أي مدى وصلت مسابقة تزيين مكّة وإلى ماذا تطمحون في الوصول لتجديد الجانب الجمالي في مكّة؟ كما ذكرت فإن مكّة المكرمة هي مدينة يرتادها 10 ملايين حاج ومعتمر، ولذلك هي حفية بأن تجد فيها أعمالا لفنانين مسلمين لتنمية الحس الجمالي والذوق الفني لدى المرتادين والمقيمين بهذه المدينة المقدسة. لذلك كانت هناك فكرة لإقامة مسابقة فنية على مستوى العالم الإسلامي لاستقطاب أفكار من كلّ أنحاء العالم الإسلامي، وهناك لجنة تحكيم دولية تقوم بتحكيم هذه الأعمال وتختار بعضها لتنفيذها في الميادين والجدر المساندة والقصور والأنفاق في مكّة المكرمة. الفن الإسلامي ينبغي أن يكون له مكانة في هذه المدينة وكذلك الخط العربي والزخرفة الإسلامية. * بعض المعالم الأثرية قد تعرّضت للطمس.. كيف يمكن الحفاظ على هذه المناطق الأثرية وهل هناك اهتمام بهذه الآثار؟ ليس هناك نوع من الطمس أو الهدم، ولكن مكّة القديمة التي كانت موجودة في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم ربّما تكون قد دخلت بكاملها الآن في مساحة المسجد الحرام وتوسعته المتكررة. لذلك فإنّ الإزالة لم تكن لأنّ هذه دار الأرقم بن أبي الأرقم أو دار السيدة خديجة رضي الله عنها أو غيرها. الإزالة حدثت لأن هناك ضرورة لتوسعة المكان والمشعر. الآثار الإسلامية البعيدة نوعًا ما عن المسجد الحرام والمنطقة المركزية لا زالت موجودة مثل مسجد البيعة في منى موجود وروعي في تصميم جسر الجمرات أن يكون المسجد موجودًا ولذلك تمّ وضع جسر لحمايته. كذلك مسجد الإجابة موجود خلفنا ونحن نتحدث من مبنى الأمانة في المعابدة والمسجد يعمل ويرتاده المصلون. المساجد التاريخية كلّها موجودة مثل مسجد الراية في الغزة وغيرها وكذلك جبل النور وغار ثور. ليست هناك إزالة لأي آثار غير قريبة من المسجد الحرام. أما عن كيفية تطويرها وإبرازها فهذا من اهتمامات الهيئة العامة للسياحة والآثار. بعض الآثار الحديثة هي محل الاهتمام من الهيئة. * ترون أن مكّة قد تصبح عمّا قريب أكبر مصرفية إسلامية في العالم.. هل هذا مجرد طموح أم أن هناك إجراءات فعلية قد اتخذت لإنجاز ذلك؟ في حديثي مع الاقتصاديين في الغرفة التجاريّة الصناعيّة بمكّة المكرمة تناولنا ذلك وهو طموح. نطمح أن تكون مدينة مكّة المكرمة متميزة في المجالات المرتبطة بها، فهي مدينة مقدّسة، وهي قبلة المسلمين التي يتوجّه إليها مليار ونصف المليار مسلم يوميًّا خمس مرات، وهي المقصد الذي تهفو إليه أفئدة المسلمين في المواسم الدينيّة سواء رمضان أو الحج. كما أنّ هذه المدينة قبلة المسلمين في ما يتعلّق بالعبادات
والمشاعر المقدّسة فكيف نجعلها قبلة في الأمور الدنيوية.. لماذا لا تكون مكّة المكرمة هي عصب الصناعة الاقتصادية الإسلامية.. مكّة تتميز بوقوعها في وسط العالم الإسلامي وتمتاز ببنية تحتية راقية.. هذا هو السؤال الذي طرحته. كوالالمبور وهي في أقصى الشرق أصبحت عاصمة المصرفية الإسلاميّة. تساءلت لماذا لا تكون مكّة المكرمة كذلك، هو طموح نتمنى أن يصبح واقعًا. المدينة الصناعيّة * ماذا عن المدينة الصناعيّة التي تمّ تحديدها.. وكيف تم هذا التحديد؟ المشروع يدخل ضمن النطاق الإداري لأمانة العاصمة المقدّسة، ولكن تمّ التنسيق مع الإخوة في أمانة محافظة جدّة حيث تمّ استقطاع هذا الجزء ليكون تحت رعاية أمانة محافظة جدة والآن يتم التخطيط لها. هي مدينة صناعية كبرى مساحتها حوالى 50 مليون متر مربع وتقع في المنطقة جنوب الخط السريع في منطقة بحرة والتخطيط والتنسيق سيتم بين محافظة مدينة جدة وهيئة المدن الصناعية وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني. صنع في مكّة * بعض التجّار يعانون من عدم تطور الاستثمار الصناعي في مكّة والأمر يبدو كأن لكم رأيًا فيه.. فهل هذا صحيح؟ ليس رأيًا ولكن طبوغرافية مكّة المكرمة معقّدة كما أنّها مدينة ذات مواصفات خاصة. لذلك ليس من الحكمة أن تكون لنا مصانع للبتروكيماويات في مكّة. أن تقام هذه المصانع في جدّة أو الجبيل فهذا أولى. إذًا ما هي الصناعات التي يمكن إقامتها في مكّة.. أعتقد أن التوجه ينبغي أن يكون نحو الصناعات الخفيفة، وسمو الأمير خالد الفيصل حفظه الله له رؤية في هذا الأمر وأن يكون هناك مشروع «صنع في مكّة» ويستهدف الحجاج والمعتمرين والزائرين بحيث يحملون هدايا من صنع مكّة المكرمة وهي هدايا حرفية أو صناعات خفيفة تكون لها قيمة مضافة لهذه المدينة. مطاردة البرماويين * هناك ظاهرة البناء في سفوح الجبال من فئات البرماويين.. ما هي الإجراءات التي اتخذتموها في هذا الجانب؟ نقوم بتوجيه البلديات الفرعية بإزالة جميع التحديات حتى ولو كانت في قمم الجبال وذات مرة ذهبت لمشاهدة أحد التعديات في منطقة صعبة وقمنا بإزالتها، وهم يكررون المخالفات ونحن أيضًا نقوم بالإزالة. نأمل في أن يكون هناك نظام لمعاقبة المعتدي حتى لا تتكرر المخالفات. جهاز رسمي ل»الضنك» * ماذا عن أزمة حمى الضنك في مكّة وما هي الإجراءات التي اتخذتها الأمانة؟ المشروع مشروع متكامل وتمّ تنفيذه عن طريق ثلاث جهات حكومية وهي وزارة الصحة بصفتها الجهة المعنية بمكافحة الأمراض في كل أنحاء المملكة ،وأمانة العاصمة بصفتها مسؤولة عن مكافحة البعوض الناقل، هناك أيضًا وزارة الزراعة والمياه بصفتها مسؤولة عن مكافحة البعوض الناقل خارج النطاق العمراني. هناك لجنة تنفيذية تحت رئاستي وعضوية ووكلاء وزارات الزراعة والصحة وممثلين لوزارة المالية لأن المشروع حملة وطنية والحمد لله أنجزنا قدرًا كبيرًا منها. كان هناك دعم من المقام السامي بمبلغ 50 مليون ريال أسسنا بها إدارة كاملة وسيارات مجهزة ولدينا أكثر من 200 فرقة وكل التجهيزات متوفرة ولدينا شباب سعودي وصل عددهم إلى 600 شخص ونطمح في أن يتحوّل الأمر من حملة وطنيّة إلى جهاز رسمي في أمانة العاصمة المقدسة وأن يكون مستمرًا. * إلى أي سبب ترجع تأخير مشاريع الطرق الدائرية.. وما هي آخر أخبار توسعة الساحات الشمالية للحرم الشريف؟ بالنسبة للطرق الدائرية في مدينة مكّة المكرمة هناك أربعة طرق دائريّة تحت التنفيذ. الطريق الأوّل قريب جدًّا من المسجد الحرام، وبإذن الله سيكتمل مع مشروع التوسعة الحالي وهو من مسؤولية أمانة العاصمة المقدسة ويتم التنسيق مع الجهات المشرفة على مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله لتوسعة المسجد الحرام. هناك أيضًا الطريق الدائري الثاني هو الطريق شبه المكتمل الآن من الطرق الدائرية في مدينة مكّة المكرمة وتمّ توقيع العقد الخاص بالجزء الأخير منه وهو الغربي وترعاه وزارة النقل. هناك الطريق الدائري الثالث وترعاه وزارة النقل وتم اكتمال العمل في%50 منه وهناك جزء يجري العمل فيه وسينتهي قريبًا بإذن الله وهو الرابط بين طريق مكّة جدة السريع عند سوق الحجاز إلى طريق مكّة المدينة عند مسجد السيدة عائشة في التنعيم وتبقّى منه جزءان، الجزء الذي يربط بين التنعيم وشارع الحج والجزء الذي يربط بين شارع الحج ويكمل الدائرة حتى كُدي. نتمنى أن يأخذ هذا الطريق أولوية لدى وزارة النقل، وسمو أمير المنطقة يركّز على أهمّية إكمال الطرق الدائرية وهو ما سيتم قريبًا إن شاء الله. توسعة المسجد الحرام تم إنجاز مساحة التوسعة الأساسية. اللجنة التحضيرية التي أرأسها مسؤولة عن إعداد المشروع والإزالات والخدمات، والخدمات البديلة. انتهينا من التوسعة داخل المنطقة المركزية وتبقّت محطّة الخدمات المركزيّة في المسجد الحرام بعد التوسعة في منطقة البيبان والأنفاق لأن المشروع متكامل... استثمار مفتوح * تجّار مكّة خرجوا باستثماراتهم منها إلى جدة وغيرها من بقية مدن المملكة.. كيف السبيل إلى إعادتهم؟ الاستثمار في مدينة مكّة المكرمة هو استثمار وقيمة مضافة من الناحيتين الدينية والدنيوية. من أراد الناحية الدينية سيجد أنّ الاستثمار في مكّة هو الأفضل، ومن أراد الناحية الدنيوية كقيمة مضافة سيجد أنّها الأفضل كذلك. ليست هناك تفرقة بين تجار مكّة المكرمة وغيرهم، فكلنا تجّار سعوديون، والاستثمار مفتوح للجميع بدون أي تمييز في هذه المدينة. فرص الاستثمار ستتضاعف بإذن الله في الخطة التطويرية لأمانة العاصمة المقدسة في ظل الدعم الذي تجده من صاحب السمو الملكي الوزير الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز. من خلال شركة البلد الأمين سنقوم بتنويع مجالات الاستثمار في مدينة مكّة المكرمة، ولن يكون التركيز على الناحية العمرانية، وإن كانت الناحية العقاريّة والعمرانيّة هي الأساس لكن ستكون هناك أيضًا العديد من الخدمات الأخرى التي ستهيئها شركة البلد الأمين. قطارات محلية في مكة * ماذا تريد ان تختتم به خير الحوار . ستكون مكّة أول مدينة في المملكة تحظى بخدمة القطارات المحلية. هناك قطار المشاعر الذي ترعاه وزارة الشؤون البلدية والقروية والمشروع أشرف على الانتهاء وسيستخدم خلال موسم الحج القادم. مثل هذه الإضافات سيكون لها اثر ملموس في تطوير البنية التحتية والخدمات والنقل في مدينة مكّة المكرمة إن شاء الله تعالى.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.