يتمنّى كل منّا أن ينعم بحياة مشرقة في كل لحظة. لكنّ قليلين منّا من يعرف كيف يحصل على ما يتمنّى. رغم أن الأمر لا يعدّ سرّاً !! بل هو ببساطة شديدة بمقدور كلّ واحد منا.. متى ما أدرك ذلك وشحذ استعداده ووضع خطته... فالأمر لا يتجاوز حقيقة أن الحصول على حياة جديدة مشرقة سعيدة...يتطلّب أن يكون لدى الشخص استعداد لأن يدع شيئا سلبيا يقوم به ويترك الفرصة لأن يحدث له شيء جديد إيجابي.. فلا أحد يتمنى حياة جديدة...بملامح مختلفة إلاّ بعد أن يصبح غير راضٍ بشكل تام عن حياته الحالية أو القديمة. وأحد أفضل الطرق التي يمكننا من خلالها أن نغيّر حياتنا إلى الأفضل هو أن نتحرّر من أفكارنا القديمة التي صنعت حياتنا الحالية..،وأن نبحث بين تجاربنا التعيسة والمؤلمة المتكرّرة عن أسس انطلاقات مختلفة نحو تجارب جديدة ومشرقة... فحين نتعمّق في ذواتنا...وفي تحليل تجاربنا المؤلمة سنجد عوالم جديدة لم نكتشفها بعد... فكثير من أزمات حياتنا وتجاربها القاسية تحمل في مضمونها وأعماقها (بذور) النجاح و(جذور) الفشل أيضاً.. فلو سلّطنا نظرنا إلى الفشل (لتجذرنا) فيه و(لتجذر) فينا ولو بحثنا عن بدايات جديدة ونجاح يهمنا الوصول إليه لنمت (بذوره) وشقت تربة اليأس ولأطلّت في حياتنا شجرة أمل جديدة تطرح لنا ثماراً مختلفة. فإذا نظرنا مثلاً إلى علاقاتنا التي فشلنا فيها..وخسرنا فيها من نحبهم ونهتم لأمرهم...وعرفنا مثلاً أن سبب الفشل هذا كان انفعالاتنا التي في غليان مستمر وغضبنا الذي ينفجر فجأة مثل غلاية يزداد الضغط فيها على نحو دائم.... فإن معرفتنا هذه ومواجهتنا لأنفسنا بحقيقة الأمر سيساعدنا على التخلّص من أسباب الفشل..وهو (الغضب) مثلاً.. وسيجعلنا قادرين على اقتلاع جذور الغضب بالإرادة والإصرار والجهاد ونبذر عوضا عنها بذور نجاح حينما نتحرّر من هذا الغضب ومن إصرارنا على أن يرى الآخرون الحياة بنفس الطريقة التي نراها بها. إننا بحاجة لأن نحرّر أنفسنا من أفكارنا السلبية التي لطالما عرفنا أنها كانت سبب تعثرنا في الحياة وتعسّرها علينا... كما أننا بحاجة لأن نتخلص من فكرة الرثاء للحال والتحسّر على الماضي والبكاء على أطلال ما فشلنا فيه.. وبالتالي أن نحلّ محلّ الرثاء والحسرة والندم الإصرار على النهوض مجدّدا وشحذ الهمة والعزيمة بضرورة البحث عن فرصة أخرى غالبا ستجد بذورها في مكان آخر في تربة التجارب تحتاج منك فقط ريّا وعناية بعد اكتشاف. فكم نجاح ولد من رحم الفشل!! وكم من نقمة حلّت حملت في أحشائها نعمة... كثيرون من يقعون في الفشل.. فينهالون على أنفسهم تعذيباً ولومًا وينسون أن التعذيب واللوم والندم يقودهم فعلاً لكنه لا يوصلهم إلى شيء أبداً. لذا كان مهّما لكي تنعم بحياة جديدة مشرقة أن تدع شيئا سلبيا كنت تفعله (مثل الاهتمام بجذور الفشل) وتفعل شيئا إيجابيا (مثل ريّ بذور النجاح بعد اكتشافها).. عندئذ ستتغير حياتك..وستصبح تجاربك المريرة المؤلمة (بنكا) يزوّدك بنجاحات جديدة باستمرار.