ها نحن على موعد يتجدد كل عام. إنه عرس الميزانية الجديد للعام الجديد. ها هي الأرقام الفلكية التي تؤكد ولله الحمد وفرة موارد المملكة النفطية واعتدال أسعار هذه الثروة على الصعيد العالمي. إنها أكبر ميزانية في تاريخ هذه البلاد ولله الحمد والمنة. هي ميزانية تتصاعد عاماً بعد عام منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم قبل أكثر من 4 سنوات مضت. خير يتزايد، وميزانية تنمو، ومنحنى يصعد، وفضل من الله يكبر، ونعم تترى.. إنها ميزانية الخير، وإنه الفضل من الله، يأبى الله الجواد الكريم إلا أن يجود على هذه البلاد بخير وفير وفضل عميم.. ويأبى مليكنا المفدى إلا أن يترجم ذلك إلى خير يعم البلاد كلها، فيرصد لكل مشاريعها الحيوية جل ما تحتاجه من سيولة لازمة وموارد كافية واعتمادات مجزية. حملت ميزانية هذا العام وكل عام شعار (التعليم أولاً)، إذ خُصص ربعها إلى المدارس والجامعات والكليات التقنية وبرامج التدريب والتطوير البشري، والخدمات الصحية والاجتماعية ثانياً ثم الخدمات البلدية. وفي كل منها مشاريع كبرى لخدمة الإنسان ورفاهيته بدءاً بالمدارس بصفتها اللبنة الأولى في حياة الفرد خارج بيته، وانتهاءً بمباني الجامعات ومرافقها وكذلك المطارات بصفتها الأكثر تكلفة وبروزاً. وبين المشاريع الصغرى والكبرى مئات أو ألوف المشاريع المتوسطة والكبيرة والبرامج البسيطة والمتقدمة. وأما المسؤول أياً كان، فهو مطالب بمزيد من العمل والإنتاج، وبمراقبة الله أولاً، وتذكر اليوم الآخر ثانياً، والاستعداد لمواجهة المواطن ثالثا، وفي مقدمتهم المواطن الأول ملك البلاد وولي أمرها. حديث الملك واضح وصريح مع أنه قدمه بكل لطف وهدوء فهو يحس ويسمع ويتلمس ويدرك أن ثمة تفريطاً هنا أو هناك أو تقصيراً أو خيانة للأمانة! نعم المشاريع (الضائعة) هي باختصار خيانة للأمانة وتقصير في الواجب وتفريط في العهد. المطلوب كشف حساب يقدمه كل مسؤول لنفسه أولاً... ليحتفظ به، إذ تكفيه مراجعة أدائه وتقويم نفسه ومراقبة ما قدم ليوم يرجع فيه إلى ربه إنْ آمنا مطمئناً أو خائباً قلقاً. اللهم وكما أدمت علينا نعمة الثروة، فأدم علينا أمنًا وإيمانًا. [email protected]