نحن في بحر الحياة، فيوم تشتد بنا الأمواج و يوم تهدأ.. يوم في القاع المظلم ويومٌ في القمة، انه حال الدنيا المتقلب.. كل يوم هو لك درس تتعلمه وهو لك رسالة فإن لم تعي ستلحق بك بأشد الأشكال مرة أخرى، قد تضيق بك الأرض نفسك وقد تضيق بك الأرض بما رحبت، تشعر انك محاصر بالألم، تغرق أكثر وفي كل مرة تلتقط الأنفاس لتنجو، هنالك من يجرك للأسفل، وكلما تضمد الجروح تنزف أكثر، تمر بك الأيام بانتظار بصيص الأمل، قد تطول بك الأيام، فأصبر فالرحيم معك.. يمر بنا العابرون فمنهم ضياء من نور، روحهم خفيفة، لهم قلب من ضياء وضحكة كالإشراق، تمسك بهم جيدًا، وغيرهم موحشون بقدر الأعماق المظلمة، سؤوهم طاغي ولسانهم من سجيل، ولكن نبقى معهم بحجة اننا نستطيع تغييرهم فأوقن تمامًا ان النفس لا تتغير إلا برغبتها، كن واعيًا ما حييت، اختر لك رفيق الآخرة قبل الدنيا.. لا تتعلق فكل الدنيا زائلة ونحن لله راجعون، لا الأماكن ولا الأشياء ولا الأشخاص فكلٌ راحلون.. لا تغتر ولا تترفع لا بجاه ولا بمال ولا بمنصب ولا بصحة فالذي أعطاك قادر على أن يأخذها برمشة عين.. قد يهيج بك البحر وتسقط للأعماق ولكن ما زال هنالك أمل.. حال الدنيا دروس نتألم فنتعلم.. الحياة رحلة عبور لا وجهة وصول فأحسن في رحلتك، كن اليد البيضاء، كن طبيب الجروح، املأ الأراضي بالخير، كن العابر الحسن فإن لم تكن أجبرتك الدنيا فنحن هنا لسنا بخالدون.. خلقنا الله لنعمر في الأرض، اجعل طموحك السماء وان أغلق لك باب أوقن ان ألف باب قد فتح فالكريم يعوضك.. كن الرسالة السامية وكن ساعيًا ما حييت.