في الثمانينيات كان أصحاب الأعمال يركزون في أعمالهم على أهمية الإدارة، وفي التسعينيات كان التركيز على القيادة، أما اليوم فأصبح التركيز أكثر على قيادة الفريق، وذلك لأنه ليس هناك شخص واحد يتقن القيام بكل الأعمال، فالإدارة المنفردة لا تقود أي شخص إلا نفسها. قلة من الناس يدركون أن الأشخاص المقربين منهم إما يتسببون في نجاحهم أو في فشلهم، وعندما نرى قائداً إدارياً فعالاً ستجد أنه جعل من حوله فريق عمل متمكناً، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة وكيف أوجد عظمة القيادة التي بداخله فيمن حوله من صحابته وأتباعه رضوان الله عليهم وحقق بهم أهداف الدين وانتشار الإسلام حتى يومنا هذا، وكان القائد الحقيقي الذي أوجد قيمة النجاح من خلال من حوله بكل اقتدار. معظم الناس يصنعون دائرة داخلية من الناس، ومع ذلك فهم بالعادة لا يفعلون ذلك على نحو إستراتيجي، لأننا بطبيعتنا نميل إلى إحاطة أنفسنا بالأشخاص الذين نحبهم أو الأشخاص الذين نشعر معهم بالراحة، دون التفكير ملياً في كيفية اختيار هؤلاء الأشخاص المقربين على فعاليتهم أو قدرتهم القيادية، لذلك وجب التروي في بناء علاقاتك، ويجب أن تفكر في إنجاز مهمتك وفي نجاح أولئك الذين يتبعونك، ولن تتاح لأتباعك ذروة الوصول الى إمكانياتهم ما لم تصل أنت الى ذروة إمكانياتك كقائد. هناك بعض الأسئلة التي إذا كانت إجابتها بكلمة نعم، قد تساعدك في اختيار من هم الأشخاص الذين يكونون ضمن فريقك: 1. هل له تأثير كبير مع الآخرين؟ لأن قدرتك على التأثير فيمن حولك تحتاج الى أشخاص مؤثرين يساعدونك في ذلك. 2. هل يمتلك موهبة مكملة؟ كلما كان الشخص يمتلك موهبة خاصة أو مكملة لك كان له دور كبير في مساعدتك والتحدث بلسانك. 3. هل يشغل منصباً إستراتيجياً في المنظمة؟ أهميته في المنظمة وانسجامك والتفاهم معه سوف يكون دافعاً قوياً لقيادتك بفعالية كبيرة. 4. هل يضيف قيمة لي وللمنظمة؟ ابحث عن الشخص الذي يرفعك ويضيف ويضاعف لك قيمتك وقدرتك القيادية. 5. هل يؤثر بإيجابية على فريق العمل؟ لأنك تبحث عن الانسجام بين الفريق وكذلك تحسينهم ودعمهم لبعضهم البعض وهذا بالتالي لصالحك. أخيراً وظف ضمن فريقك أفضل أشخاص يمكنك العثور عليهم، وقم بتطويرهم قدر استطاعتك، وفوِّض لهم كل ما يمكنك تفويضه، وستحصل على نتائج مدهشة، واعرف حقيقة بأن قدرتك على القيادة تتحد بواسطة فريق عملك، فهم يحملون رايتك ويحددون اتجاهك!!.
