أنا أتمنى هنا من مدراء الجامعات الخروج إلى الواقع والتنسيق مع وزارة العمل وسوق العمل والتخلص من بعض التخصصات التي لم تصنع لنا سوى التكدس والبطالة وبالرغم من ذلك هي ما تزال وبكل أسف تخرج لنا خريجين (لا) مكان لهم في سوق العمل وهي بذلك زادت من حجم معاناة الخريجين، وهنا يكون المهم هو أن تعمل كل الجامعات على فتح تخصصات جديدة ومطلوبة للمرحلة، التي لم تعد تحتمل خريجين يجدون أنفسهم بعد التخرج في مأزق مع الفراغ والبطالة وحكاياتها المؤلمة حتى أصبحت قضية أخرى وكبرى تعيشها كل البيوت مع متاعب الحياة والتي لم تعد تلك الحياة البسيطة والمريحة بل تجاوزتها إلى ما هو أصعب، إلى إنفاق وتكاليف هي في حد ذاتها ثقيلة جدًا!! فكيف بالله تكون الحياة بعد تعب الآباء والأمهات على بناتهم وأبنائهم الذين يتخرجون ومن ثم يذهبون إلى البيوت، إلى عالم السكون والفراغ والجنون، ومثل هؤلاء هم عقول تعبت ودرست وعانت وسهرت وكابدت وتعذبت وانتهت إلى النجاح المفرح لا النجاح المبكي والمميت!! أنا يا سادتي هنا أكتب إليهم كلهم آملا في أن يكونوا فاعلين في الآتي والذي يفرض عليهم غربلة التعليم العالي من جديد وتوفير المال العام الذي بات يهدر في تخصصات لم تعد مطلوبة ولا باس في إعادتها عند الحاجة ولا دليل أكثر من تخصص طب الأسنان والعلاج الطبيعي والذي بات حكاية معاناة يعيشها أطباء قاعدين في بيوتهم!! (لا) والغريب فعلا هو أن هذه الجامعات لم تفكر في الحلول أبدًا بل وما تزال تحتفل بالخريجين في كل عام، هذه الجامعات التي أتمنى عليها أن تسهم في البناء وتتبنى مشاكل المجتمع ودراسة كل ما يحتاجه ومن ثم تقديم الحلول، وهذه هي مهمة الجامعات في كل دول العالم، وعليها أن تعمل من اليوم على المستقبل، وأن تبني أفكار جديدة تخدم مستقبل الخريجين وتؤهلهم للعمل بعد التخرج فورًا.. أليس كذلك؟ (خاتمة الهمزة).. التعليم ليس كتابا وحضورا وغيابا، بل هو فكر يبني أممًا وينهض بها إلى القمم.. وهي خاتمتي ودمتم.