ولي في البقيع أحبة

شعور الفقد والابتعاد مؤلم جداً.. بأن يتجزأ قلبك لأشلاء مبعثرة.. لا تدري هل تجمع ما تبقى منه لتنيره.. أم تتركه يكسوه الظلام..
الموت كلمة صعبة المعنى، سهلة النطق «مات فلان».. لكنه رحمة وحق وابتعاث.. لكل من فارق حبيباً.. انظر للبقيع وأخبر قلبك الموتى محتضنونْ برحمة الله تماما.. أما الأحياء فمحاطون برحمة الله وتشملهم أقدار البشر.. الموتى أحياء في مكان ما أخبر قلبك.. في الجنة حيث الحياة التي لا تنتهي.. والقلوب التي لا تعرفُ الوجع.. لا تخشى الرحيل.. احملوهم في قلوبكم.. ولا تؤذوهم.. لا تشيعوا الهالات السوداء التي تبدو كجنازات على أعينكم.. لا تستجدوهم.. لا تصرخوا بهم.. لقد رحلوا مرغمين.. مجبورين.. متألمين ومرضى.. لا تبكوهم اجعلوا السماء تبكيهم.. وارفعوا أيديكم في كل لحظة استجابة.. ادعوا الله أن تحضنوهم.. وتعانقوهم العناق الطويل الذي لا ينتهي.. وتقبلوهم القبلة التي لا تنتهي لذتها.. ولا يموت أصحابها.. فقد قيل لي ذات يوم أن الموتى يشعرون بنا كثيراً.. ابتسمت، تذكرت، اشتقت، فبكيت.. فيارب اغفر لأرواح تراها ولا أراها واجمعنا بهم في جنتك..
أوصيك يا بقيع بقبور احتضنت فيها أحبابنا..