لم يسلم المشاة والأموات والنائمون على الأسرة في بيوتهم من «الرصد الآلي» ومخالفات نظام «باشر» الصادمة، والتي تقفز أرقامها إلى حدّ الثلاثة آلاف ريال. حكايات تنقل سامعها لعوالم الدهشة والاستغراب سجلتها «المدينة» بأصوات ضحاياها وقصص استوقفت الكل لتفردها وعدم معقوليتها. وعلى الرغم من غرابة المخالفات - وفقاً للمتضررين الذين التقيناهم داخل مبنى إدارة مرور جدة - والتي طالت على حد قولهم الماشي على قدميه والميت فى قبره والنائم على سريره الذي يغط في سبات عميق. تأخذ الحكاية منعطفاً آخر، حيث يطالب الشاكون بأحقيتهم في التعويض حال ثبوت عدم المخالفة عليهم ومعرفة العقاب الذي ناله رجل المرور بعد تسجيله مخالفات عشوائية من جهته قال اللواء محمد البسامي ل «المدينة»: «أبوابنا مشرعة لقبول الاعتراض على المخالفات. المتوفي والنائم هيفاء عبدالرزاق قالت: إن زوجها - رحمه الله - كان يملك سيارة وبعد وفاته لم يتم تحريكها من أمام المنزل وظلت لأكثر من 5 أشهر لم تبرح مكانها، مشيرة إلى أنها تفاجأت خلال قدومها وعائلتها لجدة برسالة من إدارة المرور برقم لوحة سيارة زوجها تفيد بتسجيل مخالفة عدم ربط حزام، مؤكدة أن السيارة حينها كانت في الرياض ولم تستخدم منذ وفاة زوجها، وقالت: إنهم راجعوا المرور ولم يجدوا أي تجاوب. فيما شاركها ماجد الكثيري قائلاً: لقد تم تسجيل مخالفة مرورية عليّ وهي تجاوز السرعة المحدودة بمقدار لا يزيد على 15 كم - ساعة - رصد آلي بقيمة 300 ريال في أحد الشوارع بجدة، مؤكدًا أنه كان نائمًا في بيته وقت تسجيل المخالفة ولم يخرج من بيته نهائيًا لأنه كان يوم جمعة إجازة رسمية، وأشار إلى أنه ذهب إلى إدارة المرور بشارع فلسطين للاعتراض على المخالفة فأجابه ضابط المرور بأن عليه تسديد المخالفة المرورية أولاً وثم بعد ذلك التقدم باعتراض وأفاد بأنه لم يستطع مواصلة الاعتراض بسبب الزحام وبحكم عمله ممرضاً بمستشفى بشمال جدة وعدم قدرته على الاستئذان. اللوحات الإرشادية وقال نادر البدري: تم إعطائي مخالفة عدم المحافظة على لوحة المركبة علماً بأنني كنت في طريق عودتي من الطائف وكان هناك أمطار وتجمعات مياه، مما أدى إلى تراكم الطين والوحل على كامل السيارة، ومن ضمنها اللوحات وبمجرد دخولي إلى جدة دخلت نقطة التفتيش وقام رجل المرور بتحرير المخالفة، وكانت عدم المحافظة على لوحات المركبة وقيمة هذه المخالفة 1000 ريال. وشاركه ذات المعاناة فهد محمد قائلاً: إنه تم تحرير مخالفة وقوف خاطئ في حي الحمدانية بجدة، حيث كنت واقفاً أمام مطعم، بالرغم من أن موقفي صحيح، ولم أقف خلف سيارة أخرى حتى يتم مخالفتي ولا يوجد لوحة إرشادية تفيد بأن المنطقة غير مخصصة للوقوف، حتى إن صورة سيارتي التي صورها العسكري ليست بواضحة. و أضاف: أن عند مراجعتي لإدارة المرور طلب مني الضابط طلباً غريباً، حيث قال أذهب إلى المنطقة التي تم فيها قيد المخالفة وقمت بتصويرها ورجعت إليهم لمشاهدة الصور وأصروا أن هذه المنطقة لا يجوز الوقوف فيها رغم عدم وجود أي لوحات إرشادية. المطالبة بالتعويض أمام مكتب الاعتراض على المخالفات بمرور جدة التقت «المدينة» أحد المواطنين المتضررين اسمه عيسى العتيبي من مخالفات بنظام «باشر» قال: إنه تم تحرير مخالفة لي نصها «إجراء تعديل على هيكل المركبة بدون اتخاذ الإجراءات النظامية في مدينة الهفوف بالمنطقة الشرقية بقيمة 300 ريال، مبدياً تعجبه من هذه المخالفة، كونه من سكان مدينة جدة ولم يسبق له زيارة الهفوف، كما أن المركبة لا تحمل أية تعديلات. وقال: إن مثل هذه المخالفات تدل على وجود خلل وارتجالية وعدم مراقبة للعاملين بنظام باشر، متسائلاً: لماذ تصر إدارات المرور على تسجيل هذه المخالفات وإلزام المواطن بمراجعة الإدارات الرئيسية للاعتراض على مخالفات لم تبدر منه ولا ذنب له فيها، مطالباً بضرورة تعويض المراجع من قبل المرور في حال عدم ثبوت المخالفة عليه. فيما شاركه المواطن سالم الرفاعي الرأي ذاته قائلاً: من حق المتضرر أن يعوض عما لحق به من أضرار وتعطيل لمصالحه. البسامي: لا أثبت ولا أنفي.. والاعتراض حق للجميع اللواء محمد البسامي، مدير عام الإدارة العامة للمرور، قال ل»المدينة»: إن الاعتراض على المخالفة حق مشروع لأي قائد مركبة تمت مخالفته على أي تجاوز لأنظمة المرور، مشيراً إلى أن نظام باشر تقني يستطيع رجل المرور من خلاله أن يسجل مباشرة في قاعدة البيانات وهو أكثر دقة، لأن المخالفة عادة تسجل ويرفق بها صورة السيارة وقت المخالفة. وذكر أن رجال الأمن يرصدون كل المخالفات بما فيها عدم ربط حزام الأمان واستخدام الجوال وحول شكوى البعض من تسجيل مخالفات عليهم، خاصة ممن لا يملكون سيارة ولا رخصة قال: «لا أثبت ولا أنفي هذه المعلومة، ولكن أبوابنا مشرعة لقبول الاعتراض على المخالفة، ومتى ما تحقق لدى هيئة الفصل أن المخالفة غير صحيحة فسيعالجونها وفق ما ورد في نظام المرور».