أخذني تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، والعداء الظاهر لملالي إيران تجاه كل من هو عربي، وذكّرني بدراسة قديمة للدكتور طه حسين تحدَّث فيها كيف استغل الموالي من الفرس الصراع القائم بين الأحزاب العربية المختلفة في الدولتين الأموية والعباسية، لتكثيف النفوذ الفارسي في إدارة الدولة. ** ** في كتابه (في الشعر الجاهلي)، الذي نشره في عام 1926، يؤكد د. طه حسين العداء الفارسي المستأصل للعرب. وها هي الأحداث التي نعيشها هذه الأيام تكشف لنا بشكل جلي أن هذا الحقد الذي أرَّخ له الأديب الكبير، وبالطبع كثير غيره من المؤرخين، لم تخبُ جذوته، فظهر واضحا في سياسة إيران وملاليها في العقود والسنوات الأخيرة. ** ** يشير د. طه حسين في كتابه أنه لم يكد ينتصف القرن الأول للهجرة حتى كان فريق من سبي الفرس قد استعرب وأتقن العربية واستوطن الأقطار العربية الخالصة، وأخذ يُكوِّن فيها نسلا وذرية، وأخذ هذا الشباب الفارسي الناشئ يتكلم العربية، كما يتكلَّمها العرب أنفسهم. فكان منهم من يتعصب للأحزاب العربية السياسية ويناضلون عنها. ** ** ولا يكاد أحدهم يُعلن تأييده لحزبٍ من هذه الأحزاب، حتى يفرح به هذا الحزب ويعطف عليه ويجزل له الصلات، ويذهب في تشجيعه كل مذهب، على نحو ما تفعل الأحزاب السياسية الآن بالصحف التي تقف منها موقف التأييد، تُقبل عليها وتمنحها المعونة، لا تُبالي في ذلك بشيء، لأنها لا تريد إلا نشر دعوتها، ولا تريد إلا الفوز. #نافذة_ alsowayegh عملت إيران جاهدة لنجاح المهمة الأمريكية في العراق، للتخلص من النظام البعثي، ولكن بقدر لا يضر بطموحاتها، ثم عملت إيران على زرع أدواتها، واستغلال بعض الرموز الدينية، والاصطفاف الطائفي العنيف، وتزويد المليشيات الشيعية بالسلاح، لمنع نشوء عراق قوي، بينما العديد من الدول العربية غارقةٌ في سبات عميق، يكاد أن تتجاوزها الأحداث.