أسرتها أنغام آلة «الأورج»، فنما عشق الموسيقى في حناياها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، فجعلت حلمها احتراف العزف الموسيقي، وكرست حياتها لذلك، حتى أصبحت أول مدربة سعودية تعلّم العزف على البيانو في جدة.. إنها العازفة السعودية الشابة هدية شيخ البساتنة.. التي فتحت قلبها ل»الأربعاء»، متحدثة عن عشقها للبيانو، بداية مسيرتها الفنية مبتدرة الحديث بقولها: بدأت علاقتي بالعزف في سن الخامسة؛ حين حصلت على آلة «الأورج» هدية من والدي، وأخذت أتعلم عليه وأنا بعمر 12 عامًا، وكنت وقتها في المرحلة المتوسطة، حيث تعلمت من أمي أساسيات العزف، وأخذت أعلم نفسي بنفسي وأطور موهبتي، رجاء الوصول إلى العزف المحترف على أسس جيدة.. عثرات واحتراف وتتابع «هدية» حديثها مضيفة: ورغم سنوات من التعلم المستمر إلا أن تطوري كان بطيئًا نظرًا لعدم وجود مدرب متخصص في العزف أو معلم خاص أتدرب تحت إشرافه، الأمر الذي تطلب مني وقتًا طويلاً حتى أتعلم العزف بشكل جيد.. وبعد التعلم الذاتي سافرت خارج المملكة؛ حيث تلقيت التدريب على تعلم النوتة الموسيقية بشكل احترافي على يد مدربين متخصصين في سوريا والأردن ولبنان، كما انخرطت في عدة دورات وحصلت على شهادات معتمدة في العزف من معاهد على الإنترنت.. ومع هذه المسيرة الشغوفة بالموسيقى فإن الدراسة أخذت حظها في حياة «هدية»، التي كشفت عن نهجها في التوفيق بين الهواية والدراسة ودعم الأسرة بقولها: كنت أحاول التوفيق بين الدراسة والهواية، وتلقيت الدعم والتشجيع الكبير من قبل الأهل والأصدقاء، الأمر الذي حفزني على الاستمرار في العزف والحصول على الشهادة الجامعية من كلية الأحياء قسم علم الوراثة بجامعة الملك عبدالعزيز.. في خضم التدريب وحول توجهها لتدريب للراغبين والراغبات في تعلم العزف، تقول «البساتنة»: اتجاهي للتدريب جاء بدافع تحفيز الراغبين على تعلم العزف وكي لا يواجه المبتدئون نفس المعاناة التي عانيت منها في عدم وجود مدرب متخصص، وهنا أخص بالشكر والامتنان المسؤولين في جمعية الثقافة والفنون بجدة، ممثلة بلجنة المسرح النسائي ولجنة مسرح الطفل على دعمها وإقامتها للدورات لتعليم العزف، وتقديم الدعم والتنظيم؛ فقد حرص القائمون على الجمعية على توفير القاعات التدريبية، وآلات العزف للتدريب وتنظيم دورات للنساء والأطفال لتعلم أساسيات العزف الموسيقي.. ولقد شهدت الدورات إقبال الكبير خاصة من السيدات، اللاتي سعدن كثيرًا بتواجد مدربة سيدة لتعليمهن على العزف على البيانو. وامتدحت «هدية» ما تقوم به هيئة الترفية من إقامة لحفلات موسيقية قائلة: لقد كنت سعيدة جدًا بإقامة الهيئة العامة للترفية حفلة الموسيقار الكبير عمر خيرت، وهذا يدل على أن الموسيقى أصبح لها حضور واهتمام من قبل المجتمع، وهذا يتسق مع توجه من الدولة في رؤية 2030 لدعم الفنون بكل أنواعها ودعم المواهب وإحياء الفنون المختلفة سواء الفن المسرحي والموسيقي والرسم التشكيلي والإخراج وغيرها. معزوفات وعازفون وعن العازف الذي تحب مقطوعاته الموسيقية قالت: أحب المعزوفات الكلاسيكية بشكل عام، وأعشق مقطوعات العازف الألماني بيتهوفن، فهوَ أحد الشخصيّات البارزة في الحقبة الكلاسيكيّة، كما أحب أيضًا معزوفات العازف اليوناني ياني، والموسيقار المصري عمر خيرت، والعازف المصري مجدي الحسيني، الذي يتميز بعزفه الرائع على «الأورج» خاصة المقطوعات الشرقية.. ومن أكثر المقطوعات التي أحب عزفها سيمفونية الموسيقار فرانسيس لاي، حيث لها مكانة خاصة في قلبي، وقد عزفتها في مسابقة لعرض المواهب بجامعة دار الحكمة عام 2012 وأنا مغمضة العينين. وختمت «هدية» حديثها كاشفة عن مواهبها الأخرى بخلاف الموسيقى وعزفها على آلة «الأورج»، قائلة: أهوى العزف على الجيتار، والرسم، والغناء، وممارسة رياضة السباحة، وتنس الريشة، وادعوا الآباء إلى دعم أبنائهم في مواهبهم وتنميتها والاهتمام بها.
