أكد أكاديميون ومسؤولون بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أهمية العناية بالتأصيل الشرعي والعلمي لمفهوم الأمن الفكري، مؤكدين أنه ركيزة استقرار الأمم والمجتمعات، مشيرين إلى أن ندوة: (دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري) التي ينظمها كرسي دراسات المسجد النبوي بالجامعة الأسبوع المقبل؛ تبيّن الدور المهم للمسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري عبر العصور الإسلامية من خلال ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وإبراز محاسن الدين القويم. متوقعين أن تصدر عن المشاركات العلمية بالندوة التي تتضمن 17 ورقة بحثية توصيات ترى النور تسهم في الحد من التهديدات الأمنية الفكرية. الحماية من الانحراف وقال الدكتور علي بن سليمان العبيد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي: إن الندوة تعد إحدى ثمار كرسي دراسات المسجد النبوي بالجامعة الإسلامية الهادفة إلى إبراز أثره منذ تأسيسه ووضع لبنته الأولى بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر، حيث يشهد في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نقلة نوعية من حيث الإعمار الحسي والمعنوي وخاصة فيما يتعلق بحماية العقل من كل انحراف في التفكير سواء باتجاه التطرف والغلو أم الانحلال الأخلاقي والخروج عن ثوابت المجتمع وأخلاقه. وبيّن أن البحوث المقدمة في الندوة ستثري الموضوع وتبرز دور المسجد في غرس العقيدة الصحيحة والمنهج الوسطي المعتدل سواء من خلال المنبر أو الدروس العلمية، والتعليم النظامي ، وحلقات تحفيظ القرآن والسنة النبوية، وحفظ المتون العلمية، والدورات العلمية المتخصصة في الأمن الفكري. محاربة الأفكار المغلوطة من جهته أوضح الدكتور إبراهيم بن علي العبيد وكيل الجامعة الإسلامية أن هذه الندوة تظهر دور وأثر المسجد النبوي الشريف في دعم وتعزيز الأمن الفكري ومحاربة الأفكار المغلوطة وغير الصحيحة والمتطرفة والتي بها غلوّ ليس من الدين. مضيفا أن الأمن الفكري هو أن يعيش الناس في بلدانهم وأوطانهم وبين مجتمعاتهم آمنين مطمئنين على مكونات أصالتهم، وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية، مع سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال، في فهمه للأمور الدينية، والسياسية، وتصوره للكون بما يؤول به إلى الغلو والتنطع، أو إلى الإلحاد والعلمنة الشاملة. وبيّن أن الأمن الفكري أحد مكونات الأمن بصفة عامة، بل هو أهمها وأسماها وأساس وجودها واستمرارها، والأمن هو النعمة التي لا يمكن أن تستقيم الحياة بغيرها. الأمن بمفهومه الشامل في حين اعتبر الدكتور سليمان بن عبد الله الرومي أستاذ كرسي دراسات المسجد النبوي بالجامعة الإسلامية، أن الأمن الفكري هو طريق استقرار الأمم والمجتمعات، فلا يمكن أن تستقر الأمم إلا بمحاربة جميع ظواهر الانحرافات الفكرية حيث إنه الأساس الأهم في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل. وذكر الدكتور الرومي أنه كان للمسجد النبوي دوره البارز في تعزيز الأمن الفكري، لذلك جاءت الخطة الاستراتيجية لكرسي دراسات المسجد النبوي متضمنة ما يتناول هذا الجانب المهم من خلال ندوة بحثية بعنوان: «دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري»، على ثلاثة محاور الأول: الجانب التاريخي لدور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري والتأصيل الشرعي لمفهومه. والثاني: دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري في العصر الحاضر. والمحور الثالث: استثمار الجانب الإعلامي والتقني لتعزيز الأمن الفكري من خلال المسجد النبوي. وأشار إلى أنه شارك في كتابة هذه المحاور عدد من العلماء والباحثين المتميزين الذين جاءت أبحاثهم تحمل رؤى وأفكارا ستضيف جديدا وستساعد الجهات ذات العلاقة في مجال خدمة المسجد النبوي وقاصديه.