محافظ الأحساء يُشيد بمضامين خطاب سمو ولي العهد في مجلس الشورى    أصالة الموروث الشعبي السعودي في فعالية تبادل الثقافات بالجامبوري العالمي    نائب أمير منطقة تبوك يدشّن مشروع السكتة الدماغية الشامل بالمنطقة    من الليغا إلى دوري روشن: الفتح يتعاقد مع باتشيكو لتعزيز حراسة مرماه    الأخضر الشاب يتوج بطلاً لكأس الخليج تحت 20 عامًا بعد فوزه على اليمن    قمم منتظرة في أولى جولات دوري يلو    إسقاط 17 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    توقع تثيبت سعر الفائدة الأوروبية اليوم    وزير الدفاع لرئيس وزراء قطر: نقف معكم وندين الهجوم الإجرامي السافر    200 شخص اعتقلوا في أول يوم لحكومة لوكورنو.. احتجاجات واسعة في فرنسا    السعودية ترحب وتدعم انتهاج الحلول الدبلوماسية.. اتفاق بين إيران والوكالة الذرية على استئناف التعاون    وزير الداخلية لنظيره القطري: القيادة وجهت بتسخير الإمكانات لدعمكم    أرامكو تصدر صكوكاً دولارية دولية    إسهاماً في تعزيز مسيرة القطاع في السعودية.. برنامج لتأهيل «خبراء المستقبل» في الأمن السيبراني    هوساوي: أعتز برحلتي الجديدة مع الأهلي    الدليل «ترانسفير ماركت»    «الفطرية»: برنامج لمراقبة الشعاب المرجانية    أكد أن النجاحات تحققت بفضل التعاون والتكامل.. نائب أمير مكة يطلع على خطط طوارئ الحج    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل رئيس فريق تقييم أداء الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ    منافسة نسائية في دراما رمضان 2026    معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025.. موروث ثقافي يعزز الأثر الاجتماعي والحراك الاقتصادي    المملكة تعزي قطر في وفاة أحد منسوبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي الآثم    العمار قدساوياً    فيلانويفا يدافع عن قميص الفيحاء    غوميز: مهمتنا صعبة أمام الاتحاد    العراق: الإفراج عن باحثة مختطفة منذ 2023    اليوم الوطني.. نبراس للتنمية والأمان    نائب أمير المنطقة الشرقية: الخطاب الملكي الكريم خارطة طريق لمستقبلٍ مشرق    هيئة الشرقية تنظّم "سبل الوقاية من الابتزاز"    مبادرات جمعية الصم تخدم ثلاثة آلاف مستفيد    حساب المواطن ثلاثة مليارات ريال لمستفيدي شهر سبتمبر    الفضلي يستعرض مشروعات المياه    "التعليم" توقع اتفاقية "الروبوت والرياضات اللاسلكية"    «آسان» و«الدارة» يدعمان استدامة التراث السعودي    «سلطان الخيرية» تعزز تعليم العربية في آسيا الوسطى    «الحج والعمرة» تُطلق تحدي «إعاشة ثون»    التأييد الحقيقي    سكان غزة.. يرفضون أوامر الإخلاء ومحاولات التهجير    "الشيخوخة الصحية" يلفت أنظار زوار فعالية العلاج الطبيعي بسيهات    إنقاذ حياة مواطنَيْن من تمزّق الحاجز البطيني    59% يفضلون تحويل الأموال عبر التطبيقات الرقمية    2.47 تريليون ريال عقود التمويل الإسلامي    هل توقف العقوبات انتهاكات الاحتلال في غزة    الهجوم الإسرائيلي في قطر يفضح تقاعس واشنطن ويغضب الخليج    المكملات بين الاستخدام الواعي والانزلاق الخفي    مُحافظ الطائف: الخطاب الملكي تجسيد رؤية القيادة لمستقبل المملكة    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: " ثمرة تماسك المجتمع تنمية الوطن وازدهاره"    تعليم الطائف يعلن بدء استقبال طلبات إعادة شهادة الثانوية لعام 1447    نائب أمير منطقة تبوك يستعرض منجزات وأعمال لجنة تراحم بالمنطقة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس وأعضاء جمعية الوقاية من الجريمة "أمان"    السبع العجاف والسبع السمان: قانون التحول في مسيرة الحياة    البرامج الجامعية القصيرة تمهد لجيل من الكفاءات الصحية الشابة    أمير المدينة يلتقي العلماء والمشاركين في حلقة نقاش "المزارع الوقفية"    أحلام تبدأ بروفاتها المكثفة استعدادًا لحفلها في موسم جدة    نيابة عن خادم الحرمين.. ولي العهد يُلقي الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال الشورى في الدور التشريغي 9 اليوم    إنتاج أول فيلم رسوم بالذكاء الاصطناعي    مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد: سلطات الاحتلال تمارس انتهاكات جسيمة ويجب محاسبتها    أهمية إدراج فحص المخدرات والأمراض النفسية قبل الزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأشغال العسكرية في ظل قيادة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز
تشكل ذراعاً هندسياً كبيراً لوزارة الدفاع والطيران
نشر في الجزيرة يوم 12 - 12 - 2009

الإدارة العامة للأشغال العسكرية هي الذراع الهندسي الكبير لوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، ودور هذه الإدارة وشهرتها على الصعيد الهندسي المحلي والخارجي يجيئ من كونها الإدارة الهندسية الرئيسة لوزارة هي من أكبر وأهم وزارات هذا البلد المبارك والمنوط بها الدفاع عن هذا الكيان الكبير - المملكة العربية السعودية - وحمايته في زمن كثرت فيه التحديات العالمية والإقليمية.
إن حجم الأشغال العسكرية جاء من حجم وزارة الدفاع والطيران، وإن حجم هذه الوزارة جاء من حجم قيادتها وضخامة الدور لهذه القيادة التي استطاعت أن تبني عملاقاً دفاعياً لبلد ذي رسالة خالدة هي رسالة الإسلام الخالدة حيث تحمي مصالح الشعب وتراعي مصالح العرب ومصالح المسلمين.
وأكد اللواء المهندس سعد بن حمد الرميح مدير عام الأشغال العسكرية بوزارة الدفاع والطيران أن قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لهذه الوزارة جعلها تواكب مثيلاتها في دول متقدمة من حيث الكفاءة والتقنية والتسلح، وقاد حفظه الله مسيرتها خلال عقود من الزمن لتكون واحدة من أهم منجزات هذه البلاد يفتخر بها كل مواطن وكل محب لهذا الكيان، ويطمئن أن في العرين أسوداً يحمون البيضة ويدافعون عن العرض، ومن أهم ذلك حماية بلاد تحتضن الحرمين الشريفين حيث قبلة العالم الإسلامي الدينية، وتحتضن أكبر مخزون للطاقة حيث قبلة العالم المادية.
وبين أن فرح شعب المملكة عامة ومنسوبي وزارة الدفاع والطيران خاصة بقدوم سموه صحيحاً معافى بعد نجاح العملية التي أجريت له ليس له حدود، فهو الرجل الثاني في قيادة هذه البلاد يشارك خادم الحرمين الشريفين في قيادة هذه السفينة التي تمخر عباب بحر هائج مائج بحكمة وروية مع حسم وعزم، استطاعت هذه القيادة أن تجنب البلاد والعباد أزمات عالمية وإقليمية سياسية وعسكرية واقتصادية.
وقال: إننا ندرك في الأشغال العسكرية مثل غيرنا في وزارة الدفاع والطيران حكمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وإنجازاته وتوجيهاته الكريمة التي كان من آثارها هذه المنجزات الضخمة في طول البلاد وعرضها من مدن عسكرية متكاملة ومشروعات إسكان وقواعد عسكرية وجوية وبحرية تشمل كافة الخدمات لمنسوبيها وساكنيها، كان للأشغال العسكرية الشرف الكبير أن قامت بالإشراف على تنفيذ معظمها بتوجيه من سموه الكريم وسمو نائبه وسمو مساعده.
أما مشروعات الإسكان الخيرية التي كان للأشغال العسكرية شرف تصميمها والإشراف عليها فهي ميدان واسع آخر لسلطان الخير، والتي شملت مناطق عديدة في المملكة وصممت بمواصفات عالية لاحتضان الأسر المحتاجة، ومازال الخير والجود يتدفق من صاحبه في كل وقت، وقد قال النبي الكريم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
وأضاف اللواء الرميح بقوله: لا يسعني في هذه المناسبة وهي عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إلى أرض الوطن وقد منّ الله عليه بالشفاء إلا أن أبتهل أنا وزملائي في الأشغال العسكرية إلى الله العلي القدير أن يديم على سموه لباس الصحة والعافية وأن يحفظ لنا أمن هذه البلاد واستقرارها في ظل قيادتنا الرشيدة.
الأثر الاجتماعي لإدارة الأشغال
إن من أهم أهداف الإدارة العامة للأشغال العسكرية هو تلبية احتياجات وزارة الدفاع والطيران من الدراسات الهندسية والإدارة والإشراف على تنفيذ المشاريع الإنشائية من خلال إدارة هندسية متكاملة بكوادر فنية مدنية وعسكرية من ذوي التخصصات الهندسية التي تواكب تطورات العصر، ونقل التقنية والعلوم العمرانية والهندسية المستجدة إلى بيئتنا المحلية والاستفادة من خبرات الآخرين وتدريب المهندس والفني السعودي ورفع كفاءته بغرض الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الكوادر الفنية المؤهلة.
ولقد واكبت مراحل إنجازات الأشغال العسكرية الخطط الخمسية للدولة، ففي الخطة الخمسية الأولى (1391-1395ه): كان التصميم والتنفيذ والإشراف في تلك الفترة يتم بطرق تقليدية ومن ثم تمت الاستعانة بمكاتب استشارية هندسية داخلية وخارجية، حيث بدأ عمل التصاميم لإنشاء المشاريع الكبرى والبنية الأساسية خلال هذه الفترة، وفي النصف الآخر منها صدرت التوجيهات بتأسيس الأشغال العسكرية وكان عدد مهندسيها السعوديين في ذلك الوقت ستة مهندسين.
وفي الخطة الخمسية الثانية (1396- 1400ه): بدأ التنفيذ للمشاريع الضخمة مثل مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، توسعة مدينة الملك عبد العزيز العسكرية بتبوك، إنشاء سكن الضباط والأفراد بالرياض بإدارة مهندسي الأشغال العسكرية وإشراف شركات استشارية عالمية، وقد انضمت أعداد أخرى من المهندسين السعوديين للإدارة وتم تدريبهم وتأهيلهم ورفع كفاءة أدائهم بالتدريب العملي والميداني.
وفي الخطة الخمسية الثالثة (1401- 1405ه): أخذت الأشغال العسكرية على عاتقها دوراً أكبر من الفترة السابقة في الإدارة والإشراف على تنفيذ المشاريع الكبرى مثل منشآت اللواء الرابع مدرع في المنطقة الجنوبية - سكن الضباط في الطائف وجدة، مركزي ومدرستي المشاة والمدفعية بخميس مشيط - مركز ومدرسة سلاح الإشارة بالطائف مع القيام بدراسة وتصميم احتياجات الوزارة من مساجد، مدارس، منشآت سكنية وتكتيكية، مباني قيادات، ورش ومستودعات.
وفي الخطة الخمسية الرابعة (1406- 1410ه): تم البدء في تنفيذ مشروع قاعدة الأمير سلطان الجوية بالخرج (مشروع البياض) تحت إدارة وإشراف ضباط ومهندسي الأشغال العسكرية الذي يعد أحد أهم إنجازات الإدارة، كما تم إعداد دراسات وتصاميم لمشاريع مختلفة في الأشغال العسكرية مثل ميادين التدريب والرماية، مراكز ومدارس الأسلحة، مستودعات الذخيرة، مراكز متكاملة للصيانة المتخصصة.
وقد بدأت الأشغال العسكرية في هذه المرحلة بتطبيق تقنية الهندسة القيمية والذي يقوم مفهومه على تحقيق أقصى استفادة من المنشأة وبأقل التكاليف دون المساس بالجودة والنوعية والذي بدأ ينتشر في الوسط الهندسي على مستوى المملكة.
وفي الخطة الخمسية الخامسة (1411- 1415ه): والتي تعد أهم مراحل الأشغال العسكرية حيث تم تصميم جميع متطلبات القوات المسلحة للأسلحة المختلفة، وتم إنشاء البنية الأساسية والمنشآت المساندة لأحدث الأسلحة من دبابات وصواريخ وغيرهما.
وفي الخطة الخمسية السادسة (1416- 1420ه): تم افتتاح العديد من المشاريع الإنشائية الكبرى مثل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالخرج ومشروع إضافات لمركز ومدرسة سلاح المشاة ومشروع مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب، ومشروع مبنى الإسعاف والطوارئ، ومشروع منشآت مجموعة لواء الأمير سلطان بن عبد العزيز السابع بتبوك، علاوة على وجود بعض المشاريع التي تحت التنفيذ مثل الإسكان، الطرق، المستوصفات، المستودعات.
وفي الخطة الخمسية السابعة (1421- 1425ه): تتواصل أعمال الأشغال العسكرية في المشروعات التي يجري تنفيذها من وحدات عسكرية مختلفة مثل مشروع درع الجزيرة ومشروع منشآت صواريخ الباتريوت بالمناطق بالإضافة إلى توسعة منشآت خدمية في العديد من المناطق.
وفي الخطة الخمسية الثامنة (1426- 1430ه): وفي هذه الخطة تتواصل مشاريع الخير والعطاء، فتم تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية مثل مشاريع الباتريوت ومنشآت طيران القوات البرية والمساجد والمستودعات وجار تنفيذ العديد من المشاريع وبخاصة المستشفيات ومنها: مستشفى القوات المسلحة بالقصيم ومركز علاج وجراحة القلب بالجنوبية وتوسعة مستشفى القوات المسلحة بالجنوبية ومركز رعاية المعوقين بالطائف وكذلك إنشاء إسكان للقوات الجوية بتبوك وإسكان القوات المسلحة بمدينة الملك خالد العسكرية إضافة إلى عدد من المدارس بمختلف المراحل.
وفي كل هذه المراحل كان التركيز على برامج التدريب وتأهيل المهندس والفني السعودي يسير على خطط جيدة تمشياً مع خطط الدولة في هذا المجال، كما أن الأشغال العسكرية سباقة إلى المشاركة في الفعاليات الهندسية المختلفة من خلال المشاركة في المؤتمرات والندوات الهندسية وإقامة المعارض من خلالها.
الدور التنموي للأشغال العامة:
وبإلقاء نظرة سريعة على الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة الوجيزة نعرف مدى الجهد المبذول من قبل هذه الكوادر المتخصصة، حيث قامت الأشغال العسكرية بالإشراف على تنفيذ أكثر من (1690) مشروعاً إنشائياً كلفت مليارات الريالات في مختلف قطاعات القوات المسلحة وبمختلف مناطق المملكة مع متطلبات هذا التنفيذ من دراسة وتصميم، وفي معظم الأحيان تقوم الأشغال العسكرية بالصيانة والتشغيل.
ومن خلال هذا العرض لإيقاع الإدارة العامة للأشغال العسكرية الهندسي والفني الذي واكب خطط التنمية في المملكة واستجاب لأهدافها بصورة مباشرة أو غير مباشرة متناسقة مع بقية أفرع القوات المسلحة، أستطيع أن أبرز الدور التنموي للأشغال العسكرية بما يلي:
1 - إقامة وإنشاء المدن العسكرية وكذلك القواعد العسكرية بكامل مرافقها من إسكان ومدارس ومستشفيات وطرق وخدمات عامة من مياه وكهرباء وتلفون وخدمات ترفيهية وأسواق في عدد من مناطق المملكة جعل بعض هذه المدن مستوطنات بشرية ساهمت في رفع المستوى الحضاري والمعيشي لدى الآلاف من ساكني هذه المدن، وسهلت سبل الحياة ورفاهية العيش لقطاع كبير من المجتمع السعودي خصوصاً أن هذه المدن أقيمت بعيداً عن المدن الرئيسة والمواقع الحضرية مما جعلها تحقق دوراً توطينياً وحضرياً لساكنيها ودوراً تنموياً لمناطقها من خلال التوظيف لأبناء تلك النواحي وتنشيط الحركة التجارية فيها وبروز مؤسسات وشركات تعتمد على تنفيذ مشاريع داخل هذه المدن.
إن المتأمل لواقع تلك المناطق قبل إنشاء هذه المدن والقواعد العسكرية وبعد إنشائها ليدرك الدور الاجتماعي والحضاري الذي قامت به تلك المدن في أطراف المملكة.
2- إنشاء المرافق التعليمية بكامل تجهيزاتها داخل المدن والقواعد العسكرية وخارجها للبنين والبنات لكافة مراحل التعليم العام، وهذه المرافق استوعبت الآلاف من أبناء وبنات منسوبي القوات المسلحة وتخرج منها العديد من الطلاب الذين واصلوا تعليمهم في الجامعات المختلفة والكليات العسكرية، وهذه الخدمة التي تقدمها وزارة الدفاع وإن كانت خاصة بأبناء وبنات منسوبيها إلا أننا لا نغفل أن هذه الخدمة وهي تغطي نسبة ليست قليلة من أبناء المجتمع تحمل عبئاً من المسؤولية التعليمية العامة في الوطن وتعيين وزارة التربية والتعليم للقيام بالمسؤولية التعليمية لأبناء منسوبيها.
3- إنشاء المرافق الطبية من مستشفيات ومستوصفات بجميع مرافقها وتجهيزاتها حيث يعالج في هذه المستشفيات والمستوصفات جميع منسوبي القوات المسلحة مع عوائلهم حيث احتوت هذه المستشفيات على تجهيزات حديثة ومعدات طبية راقية، ويقال في هذه المرافق ما قيل من المرافق التعليمية وهو أن مستشفيات وزارة الدفاع ومستوصفاتها حملت عبئا ليس خفيفا عن كاهل وزارة الصحة، أضف إلى ذلك ما تتيحه هذه المرافق من الفرص الوظيفية العديدة للسعوديين في جميع المجالات الطبية والإدارية، يضاف إلى ذلك أن خدمات وزارة الدفاع الطبية المتخصصة متاحة للجميع كمركز القلب التابع لوزارة الدفاع ومقره الرياض حيث يعالج فيه جميع من يعانون من أمراض القلب من أبناء المجتمع.
وتشكل الخدمات الطبية في وزارة الدفاع خدمة رئيسة في المجتمع بما تحمله مستشفياتها من سمعة جيدة في الأوساط الطبية من الناحية العلاجية والتشخيصية كما سبق ومن الناحية العلمية والأكاديمية حيث الندوات الطبية والفرص التدريبية للتأهيل لامتحانات الزمالات المختلفة وكذلك الدراسات كبرنامج طب الأسنان التابع للمستشفى العسكري بالرياض.
4- كما أتاحت الأشغال العسكرية من خلال مشاريعها الضخمة الفرصة لتطوير أداء العديد من المقاولين السعوديين والمكاتب الاستشارية والهندسية السعودية والمهندسين السعوديين، وذلك أنه أتيحت لهذه الشركات والمكاتب الفرصة في تنفيذ والإشراف على مشاريع عملاقة بمئات الملايين من الريالات وبمواصفات عالية الجودة، وفي الفترة الأولى من خطط التنمية كان المطلوب من الأشغال العسكرية تنفيذ مشاريع ضخمة كمدن عسكرية وقواعد ومرافق وكانت تعاني من قلة المهندسين السعوديين فاستعانت بشركات عالمية مشهورة ومكاتب استشارية عالمية وتعاقدت مع مهندسين أصحاب خبرات طويلة، فهذه المعطيات أتاحت للمقاول السعودي والاستشاري السعودي الذين يعملون في هذا المحيط الهندسي أن يطوروا أداءهم وأن يكتسبوا من خبرات الآخرين الشيء الذي أهلهم فيما بعد لأن يحتلوا مكانة مرموقة في الوسط الهندسي سواء كان مقاولاً أو مكتباً استشارياً أو مهندساً، ولا يخفى على أحد اليوم أن من مميزات المقاول أو الاستشاري السعودي أن يكون نفذ أو أشرف على مشروع من مشاريع الأشغال العسكرية، وأن المهندس الذي عمل بالأشغال يتمتع بسمعة ممتازة في الوسط الهندسي.
5- الدور العلمي للأشغال العسكرية هو الوجه الآخر لهذه الإدارة. حيث دعمت هذه الإدارة الفعاليات العلمية و الأهداف التدريبية والمشاريع البحثية تشجيعا للبيئة العلمية والهندسية بالمملكة واستثماراً لمخرجات هذه الأعمال ويتخلص دور الأشغال العسكرية في هذا الباب بما يلي:
أ- المشاركة والدعم للمؤتمرات الهندسية والندوات العلمية الهندسية المختلفة، فلا تكاد تعقد ندوة هندسية إلا وللإدارة العامة للأشغال العسكرية دعم ومساندة أو المشاركة بأوراق بحثية أو على الأقل بحضور عدد من المختصين أو إقامة المعارض الهندسية، ولعل من أبرز ما تم في ذلك هو رعاية الإدارة العامة للأشغال العسكرية لندوة وصيانة المباني التي نظمتها جامعة أم القرى في عام 1418ه وندوة بعنوان (تقنين أعمال وإجراءات التشغيل والصيانة بالتعاون مع الهيئة السعودية للمهندسين) شعبة التشغيل والصيانة في يوم الأحد الموافق 14-1-1426ه والندوة الثانية لتقنين وتقييس أعمال التشغيل والصيانة في المملكة العربية السعودية تحت شعار (متطلبات المشروع الوطني لتطوير إجراءات وأنظمة التشغيل والصيانة) وذلك يوم الأحد 16ربيع الآخر 1427ه الموافق 14 مايو 2006م، ومشاركة الإدارة العامة للأشغال العسكرية في تنظيم الملتقى الدولي السابع للتشغيل والصيانة في البلدان العربية مع المعهد العربي للتشغيل والصيانة بعنوان (الصيانة وفق القياسات العالمية) تحت رعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وذلك في مدينة الرياض بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات - فندق إنتركونتننتال خلال الفترة 26 -29 شوال 1429ه الموافق 26- 29 أكتوبر 2008م.
أما في مجال صحة الإنسان والبيئة فقد نظمت الإدارة العامة للأشغال العسكرية ندوة بعنوان (أضرار مادة الاسبستوس وطرق التخلص منها) بالتعاون مع جامعة الملك سعود والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وبمشاركة جميع القطاعات ذوات العلاقة تحت رعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام خلال الفترة من 17-18- 1-1429ه بفندق الإنتركونتننتال بالرياض وقد حضرها مئات من المهتمين في هذا المجال من الأوساط الهندسية والبيئية والصحية، كما حاضر فيها عدد من الخبراء والمختصين من السعوديين والأجانب، حيث إن مادة الاسبستوس تعتبر من أخطر المواد التي تم استخدامها في تصنيع العديد من مواد الإنشاء والأنابيب لما لها من أخطار صحية كبيرة وتأثيرات سلبية على البيئة، وبعد ثبوت خطورة هذه المادة التي أصبحت ممنوعة من الاستخدام دولياً بادرت الكثير من الهيئات في دول متعددة إلى التصدي إلى هذه المشكلة والعمل على الحد من آثارها على صحة الإنسان والبيئة حيث تم البدء في التخلص من هذه المادة بطريقة أمنة، وفي إطار هذه التوجهات الدولية فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 162 بتاريخ 21-9-1418ه ورقم 26 بتاريخ 22-1- 1422ه يقضيان بإيقاف استخدام الاسبستوس ومنع وضعه في المواصفات ومنع استيراده وتصديره وتصنيعه وكذلك باستبدال مادة الاسبستوس الموجودة بالمباني وشبكات المياه والتخلص منها واستمرار الدراسات اللازمة حول هذه المادة لخطورتها صحياً وبيئياً، وتجاوبا مع قرار مجلس الوزراء الموقر فقد كانت الإدارة العامة للأشغال العسكرية بوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة في مقدمة الجهات التي بدأت في تفعيل هذا القرار، وقد نفذت عدداً من مشاريع التخلص من مادة الاسبستوس ويجري تنفيذ عدد آخر منها حالياً.
دورها في المؤتمر الهندسي
أما المؤتمر الهندسي فدور الأشغال العسكرية متميز منذ المؤتمر الأول، ففي جميع المؤتمرات السابقة كان حضور الأشغال العسكرية بارزاً من خلال المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر ومن خلال المشاركة بأوراق بحثية وحضور عدد كبير من المهندسين من منسوبي الإدارة، أما المؤتمر الهندسي السعودي السابع وهو الأخير والذي نظمته جامعة الملك سعود خلال الفترة من 22- 24-11-1428ه الموافق 2- 4-12-2007م تحت رعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام فقد قامت الأشغال العسكرية برعايته وكان شعارها كراع ورئيس له مع شعار جامعة الملك سعود يمثلان جزءاً من شعار المؤتمر.
ب - إتاحة الفرصة لطلاب كليات الهندسة في جامعات المملكة للتدريب في مشاريع وزارة الدفاع والطيران والتي تديرها وتشرف عليها الإدارة العامة للأشغال العسكرية وذلك في مختلف التخصصات الهندسية وفي مختلف مناطق المملكة حسب رغبة الطالب المتدرب، وقد تتم عملية التدريب في داخل إحدى الإدارات الفنية في المقر الرئيسي للأشغال العسكرية، وتستقبل الإدارة سنويا طلبات من كليات الهندسية خاصة في بداية الإجازة الصيفية، وقد كان لهذا التدريب الميداني أثره على مثل هؤلاء الطلاب حيث ينضم عدد منهم إلى الطاقم الهندسي للإدارة كعسكريين أو مدنيين.
ج- دعم بعض مشاريع الأبحاث المتعلقة بحلول بعض المشكلات المؤثرة على مشاريع التنمية خصوصاً تلك المشكلات التي تؤثر على مواقع مشاريع الإدارة، وكنموذج لذلك دعمت الإدارة بحثاً قام به مركز البحوث بجامعة الملك فهد للبترول المعادن لتثبيت الرمال في المنطقة الشرقية حيث كانت تعاني بعض المجمعات السكنية والطرق من هذه المشكلة وقد توصل إلى حلول علمية جيده استفاد منها الوسط الهندسي وساعدت في إزالة عائق من عوائق التنمية.
6- أما المساهمة التي انفردت بها الإدارة العامة للأشغال العسكرية في خدمة المجتمع فهي توطين تقنية الهندسة القيمية في المملكة حيث إن الإدارة هي الرائدة في المجال وهي التي نقلت هذه التقنية بالتعاون مع مكاتب وشركات عالمية متخصصة في هذا المضمار وتم تأهيل عدد من منسوبي الإدارة على هذه التقنية وحتى أصبحت المملكة أول بلد في العالم العربي والشرق الأوسط يطبق هذه التقنية وحتى أصبح علم المملكة يرفع بجانب أعلام دول محدودة في مؤتمرات الهندسة القيمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد أخذت الأشغال العسكرية على عاتقها بعد أن أهلت منسوبيها وتعاملت مع هذه التقنية في مشاريعها أن تنشر الوعي بها في الأوساط الهندسية فأقامت العديد من الدورات التعريفية والتدريبية وورش العمل وفتحت المجال لجميع المهندسين من مختلف القطاعات الخاص، وأقامت دورات تعريفية في عدد من مناطق المملكة لإتاحة الفرصة للمهندسين من خارج مدينة الرياض.
وأما اليوم فإن هذه التقنية انتشرت في عدد من قطاعات الدولة بواسطة المهندسين الذين تدربوا في دورات أقامتها الأشغال العسكرية أو بواسطة المهندسين الذين انتقلوا من الأشغال العسكرية للعمل بتلك القطاعات.
هذه جملة من إنجازات لإدارة العامة للأشغال العسكرية، وآثارها التنموية وهي إنجازات تضم إلى ما تهيئه هذه الإدارة لمنسوبيها من مهندسين وفنيين من صقل مهارات وتأهيل فني وتدريب كوادر يشاركون مشاركة فعالة رفع مستوى المهنة وتعجيل حركة التنمية ممن لازالوا منسوبين للأشغال العسكرية أو منتقلين إلى قطاعات أخرى أو متعاونين مع مكاتب استشارية أو معارين إلى شركات هندسية.
وأخيراً - عن ما تحقق ويتحقق من إنجازات في تلك الفترة الوجيزة ما كان ليتم لولا توفيق الله عز وجل ثم بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ومؤازرة سمو نائبه وسمو مساعده الذين لا يألوان جهداً من أجل تحقيق مزيد من الإنجازات والطموحات واستيعاب أحدث التقنيات من أجل خدمة ورفاهية المواطن ورفع مستوى المجتمع حضارياً، لنبقى دائماً في مقدمة الركب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.