يؤكد كثير من الباحثين في مجال تعليم القراءة أن كثيراً من الطلاب المتميزين في القراءة قد نشأوا في بيئات ذات اهتمام بالقراءة كأن يكون الوالدان لديهم اهتمامات في مجال القراءة ومن ثم يحاولان صنع الجو المناسب لأبنائهما لتعلُّم القراءة. وكان الزميل الدكتور (صالح بن عبد العزيز النصار) أستاذ المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية في كلية التربية - جامعة الملك سعود قد أهدى إليَّ كتاباً بعنوان: (تعليم الأطفال القراءة: دور الأسرة والمدرسة).. وهو كتاب هام في مجال تثقيف الآباء والأمهات في معرفة الخطوات العملية التي يمكن أن يقوموا بها لمساعدة أطفالهم على أن يكونوا محبين للقراءة وقراء فاعلين، ولأن هذا الكتاب - في رأيي - يُعد جميلاً يحتاج إليه كثير من الآباء الذين غفلوا عن دورهم المهم في تنمية حب القراءة، فإني أريد في هذا المقال أن أُقدِّم للقراء الكرام قراءة سريعة فيه. وأشار الكاتب في مقدمته إلى أنه ليست هناك مهارة يتعلمها الأطفال في المدرسة أكثر أهمية من القراءة، فهي البوابة الرئيسة لكل العلوم والمعارف، وإذا لم يتعلم الأطفال القراءة تعلماً جيداً، فإن طريقهم سيكون مسدوداً أو صعباً لتعلم المواد الدراسية الأخرى.. كما أكد في هذا الكتاب على أن غرس حب القراءة في نفوس الأطفال ينطلق من البيت، وأن تعليم الطفل القراءة وتشجيعه عليها يُعد أمراً هاماً يجب أن يعيه الآباء والأمهات والمربون جميعاً. وقد اشتمل الكتاب على ذكر دور الأسرة في تعليم الأطفال القراءة، وأن الاستعداد للقراءة يبدأ من البيت، حيث أشار إلى ما ذكره (سبيجل spiegel) من أن هناك عاملين أساسيين يؤثران في اهتمام الطفل واتجاهه نحو القراءة: أولهما: المناخ المنزلي الذي يحيط بالطفل منذ الميلاد ويحمل رسائل واضحة ومحددة عن قيمة القراءة، أما ثانيهما: فهو قدرة الطفل الشخصية على القراءة.. إن هذا الكتاب يسعى إلى إبراز دور الأسرة - خصوصاً الوالدين - في تهيئة البيئة المربية، التي تجعل من المنزل المدرسة الأولى في حياة الطفل حتى إذا وصل إلى سن دخول المدرسة، يكون قد اكتسب جملة من العلوم والمعارف والاتجاهات والميول التي تساعده على النجاح في تعلم مهارات القراءة والكتابة بطريقة علمية سليمة، كما تساعده في الإقبال على القراءة وإدراك أهميتها.. كما يشتمل الكتاب على ذكر دور المدرسة في تعليم الأطفال القراءة، وفي تعزيز حبها في نفوس الأطفال، وتنمية اتجاههم الإيجابي نحوها، بالإضافة إلى ذلك فإن الكتاب يحتوي - في الفصل الثالث - على بعض القضايا التوعوية المفيدة للوالدين وللمعلمين ولجميع المهتمين بالتربية والتعليم. أما الأستاذ (راشد بن محمد الشعلان) مشرف اللغة العربية بمركز إشراف الوسط التربوي في مدينة الرياض، فقد قدَّم كتيباً قيماً عن القراءة وأهميتها تحت عنوان: (حب القراءة: أساليب عملية تجعل أولادك يحبون القراءة).. وقد زين الكتاب تقديم الأستاذ القدير سلامة الهمش الذي أشار في المقدمة إلى أنه تعلَّم من (المكتبة السعودية في دخنة) أكثر بكثير مما تعلمه من كلية اللغة العربية في شارع الوزير. وقد تحدث الشعلان عن أهمية غرس حب القراءة في نفوس الأطفال حتى تصبح عادة يمارسونها ويستمتعون بها، وأكد على أن غرس حب القراءة في نفوس الأطفال ينطلق من البيت، وأن تعليم الطفل للقراءة يُعد هدية قيمة تستمر معه في حياته كلها، ثم ذكر مقولات لبعض العلماء والعظماء حول أهمية القراءة مثل قول بعضهم: إن الإنسان القارئ تصعب هزيمته، وإنه عندما سُئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ قال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني!!)، ثم أعقب ذلك بذكر أساليب وطرائق تشجيع الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم على القراءة في أوقات مختلفة، ومن أهمها ما يلي: - القدوة القارئة. - توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل. - تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له. - التدرج مع الطفل في قراءته. - مراعاة رغبات الطفل القرائية. - المكان الجيد للقراءة في البيت. - تخصيص وقت للقراءة للطفل. ومرة أخرى أيها الآباء والأمهات، فقد حان الوقت لأن ندرك أهمية مساعدة أبنائنا وبناتنا على اكتساب المهارات الأساسية، ومن أهمها القراءة.. دعونا نتجاوز مرحلة توفير المتطلبات المدرسية للأبناء والبنات إلى المشاركة بفعالية في بناء جيل قارئ مثقف. [email protected]