** كتبت مرة مقالاً تحت عنوان (احمدوا الله أنكم لستم تجاراً) وذلك على إثر (الهزة) التي مرت على سوق الأسهم العام الماضي، وهي لا تقارن بالإعصار الذي لا يزال يعصف بهذه السوق! وحقيقة أستغرب وأنا أتفرج على ما يدور في عالم الأسهم من أولئك الذين يملوكن عشرات أو ملايين الريالات، ويضاربون بهذه السوق لزيادة ملايينهم فيعيشون حياتهم في قلق واضطراب تماماً كأشد الناس فقراً ممن يشْقون من أجل توفير لقمة العيش لهم ولزغب حواصلهم. إن هؤلاء الأثرياء المضاربين يتعبون أنفسهم ولا يمتعون أنفسهم بما لديهم من أرقام مع راحة بال تمكنهم من التنعم بأفضل عيش ولو عاشوا مائة عام.. ولكنهم بسبب الطمع تساووا في الركض والتعب مع من يركضون من أجل توفير لقمة العيش!! لقد أوردت في مقالي السابق أبياتاً من قصيدة مؤثرة للشاعر (فهد الفايز) يحكي بها تجربته غير الموفقة في سوق الأسهم، وفي هذه القصيدة عبرة وأي عبرة، وقد طلب مني بعض الأحبة نشرها، ولأنها طويلة فسوف أورد بعض أبياتها التي لم أنشرها: سهام على الشاشات ليست على الجسر جلبن الأسى من حيث أدري ولا أدري هي الأسهم اللائي يقولون إنها تجارة أهل المال في حاضر العصر ذهبتُ مع الإخوان بعد تقاعدي أعوض ما قد فات من سالف الفقر أُجرب سوقا لست أعرف كنهه وأسراره تخفى كما لُجّة البحر دخلت على استحياء للصالة التي تجمّع فيها القوم صبحا (ومن بدري) جلست أمني النفس في طلب الغِنى فلا بد من يُسرٍ يجيء مع العُسر فهذي هي التعمير واسمنت ينبع وتلك التي لا تستقر على سعر فسابك فالتصنيع قد زاد سهمها ونادك والأسماك والجبس والبحري وصدق وسكو والجماعي ونادك وبعض سهام لا تشوق ولا تغري إذا قلّ سعر السهم قلت لصاحبي أأثري فقد حانت لنا فرصة العمر وإن زاد سعر السهم قلت: سأشتري أُخاطر بالمقسوم لو قلت لا أدري يرد عليّ القول مهلا ولا تكن عجولا فأنت اليوم خلو من الصبر فقلت له: إني على الأمر عازم عزمت على أمر وفحواه في صدري سميت إلى التنفيذ أستعجل الخطى كتبت الذي أنوي وأعطيتهم أمري (شريت) سهاما كنت أعلم سعرها (وظنيت) سعر السوق يبقى (على خُبري) وعدت إلى صحبي من التيه لا أرى وأخشى على باب الزجاج من الكسر (أبحلق) طول الوقت في شاشة المنى وإن كنت أحيانا أغمض من قهري وما هي إلا عدة من دقائقٍ إذا الصوت يدعيني (أطيح على ظهري) يُخبرني أن السهام (تدحدرت) توالت نزولا ثم صارت إلى القعر فكانت على قلبي سهاما وطعنة وقمت كأني قد جلستُ على الجمر وعدت إلى بيتي أجرجر خطوتي أحوقل مما حل من قصمة الظهر أما كنتُ مرتاحا ألاعب صبيتي وأحنوا عليهم كالعصافير والقُمري ألبي لهم ما يطلبون وأمهم لها في فؤادي زائد الحب والقدر وأقضي مع الأصحاب يوما وليلة وكل قبيل الصبح من شوقه يسري وأجلس في المحراب أتلو مرتلا (تبارك والأنفال والكهف والفجر) ولكنها الأقدار من ربنا جرت وكل الذي يمضيه في خلقه يجري ويا لها من نتيجة رائعة وصل إليها هذا الشاعر رغم فداحة الخسارة. * وبعد.. يبدو أنه سوف يظهر ضرب من الأدب يسمى (شعر الأسهم) فقد قرأنا الكثير من القصائد وأدبيات عالم الأسهم خلال الأيام الماضية، وهي أي هذه (القصائد وأدبيات الأسهم) في تقديري - أوفر فائدة من تلك (التحليلات) التي تصدى لها من يعرف ومن يهرف حتى أن ضررها على متداولي الأسهم أضحى أكثر من نفعها! ختاماً: كفانا الله وإياكم (أسهم) الدنيا الخاسرة و(سهام) الحروب القاتلة. *** - 2- آخر الجداول ** للأديب الدكتور مصطفى السباعي: ** (إذا تلف شيء من مالك فلا تغضب غضباً يهيج أعصابك. وخير لك ألا تغضب قط فإن خسارتك في تلف أعصابك أشد من خسارتك في تلف مالك). [email protected] فاكس 014766464