لا يخفى على أحد أن الحرص الكبير من كافة مناطق المملكة على المشاركة بمهرجان الجنادرية أفرز التنافس الشريف، فكل منطقة تحرص على لفت الأنظار، فهذا من حقها وكل هذا العطاء يصب في منظومة واحدة هو هذا الوطن الشامخ بتاريخه الذي نراه واقعا ملموسا على أرض الجنادرية. ومن هذا المنطلق، أي التنافس بين المناطق المشاركة أبدعت المرأة الجيزانية وخطفت الأنظار بمشاركتها في قرية جازان التراثية بالجنادرية بابتكار (دمية جيزانية) تجسد التراث الشعبي في عادات وتقاليد المرأة الجيزانية في الملبس الفل والكاذي والميل والحناء والذهب أبراز ملامح هذه الدمية. هذه الدمية التي خطفت أنظار الأطفال خاصة الفتيات الصغيرات وفي موقف لا يمكن أن ينسى طفلة صغيرة تدعى حنان وقفت بجوار الدمية داخل المركز الحضاري بقرية جازان التراثية بالجنادرية وجلست بأناملها تتلمس شعرها وجسدها لأكثر من خمس دقائق، والطفلة حنان تجسد اسمها وهي تداعب الدمية الجيزانية بحنان وعطف ورقة وسط هذا المشهد ببراءة الأطفال طلبت الطفلة حنان من والدها أن يشتري لها الدمية الجيزانية فرد عليها هذه ليست للبيع إنها للعرض رفضت الطفلة حنان المغادرة إلا أن تشتريها وباءت محاولات والدها لإقناعها بالفشل فلم يكن أمامه إلا أن يجر ابنته من يدها في هذه اللحظات حالة الصمت التي كانت تخيم على المكان انقطعت ليحل بكاء وصراخ الطفلة حنان وعيناها صوب الدمية الجيزانية، تغادر مجبرة مع والدها وهي تردد (أبي أشتريها.. أبي أشتريها). هنا تنتهي قصة تعلق على أرض الجنادرية بين الطفلة حنان والدمية الجيزانية هذا الموقف جعلنا نتساءل.. هذا التعلق الكبير من أطفالنا للدمية وحرصهم على أن تجسد عادتنا وتقاليدنا في كل مظاهرها، أليس من الممكن أن تكون هناك بجانب الدمية الجيزانية دميات نجدية وعسيرية وحجازية وغيرها أراهن بأن هذه الفكرة التي تطرحها (الجزيرة) مشروع استثماري ناجح يجب أن يستغل في كل مهرجانات الجنادرية القادمة لأن اقتناء أطفالنا دمى تجسد هويتنا أفضل من الدمى الأخرى التي تغزو السوق السعودي الذي يعتبر أهم مقصد للشركات المصنعة للدمى، هذه مجرد فكرة لمشروع استثماري تحتاج لمبادرة رجال الأعمال.. فهل يتحقق هذا الحلم لكي تحصل الطفلة حنان على دميتها الجيزانية التي أحبتها. يشهد عالم الدمى اليوم تنافسا شرسا بين الشركات المصنعة في ظل أرقام الأرباح الخيالية وبين فترة وأخرى نشهد ولادة دمية جديدة بمسمى مختلف والمهم أننا نجد أنفسنا مجبرين على شرائها لأطفالنا الفتيات. ونكاد نجزم بأن جميعنا نعرف الدمية (فلة) التي تطالعنا صورها في كل مكان نجدها في دفاتر وأقلام وشنط وغيرها من مستلزمات الفتيات واليوم عباءة فلة أكثر مبيعاً في الأسواق ومن لا يعرف الدمية (فلة) فهي دمية إسلامية المظهر تنافس (باربي) العالمية. (فلة) دمية جديدة محجبة تتمتع بال(المبادئ الإسلامية) - كما يقول مصنعها - بشعبية كبيرة في محال الألعاب في العالم العربي خاصة الأسواق السعودية. وترتدي (فلة) الحجاب الإسلامي التقليدي وتُباع مع سجادة الصلاة الخاصة بها باللون الزهري. ويفضل الأهل الذين لا يحبون (باربي) شراء (فلة) لبناتهن الصغيرات ليلعبن بها. وكانت شركة (ستديو نيو بورن ديزاين) المصنّعة للعبة قد عرضتها أولاً في سوريا عام 2003م قبل أن تلقى رواجاً كبيراً في الشرق الأوسط. ويقول مدير المبيعات في شركة (تويز ار اس) في مصر طارق محمد: (نسبة مبيعات (فلة) مرتفعة أكثر من غيرها من الدمى لأنها أقرب إلى مبادئنا العربية، فهي لا تكشف أبداً عن يدها أو رجلها). ويأتي ارتفاع مبيعات الدمى الإسلامية وسط حماسة متجددة في صفوف الشابات المسلمات لارتداء الحجاب. هذا التصريح للشركة المصنعة للدمية (فلة) يجعلنا نؤكد بنجاح فكرة للاستثمار في صناعة دمية تجسد الهوية للفتاة السعودية في كل منطقة بهذا الوطن بمختلف عادتها وتقاليدها. ويبدو أن استثمار الدمية سيدر أكثر الأرباح في ظل التنافس الشرس بين الشركات المصنعة فإذا كانت الدمية (فلة) تكتسح العالم العربي فهناك تنافس في الأسواق الغربية باربي الأكثر شهرة في تاريخ صناعة الدمية تمر هذه الأيام بظروف صعبة جداً.. (فلة) الدمية المحجبة خطفت منها الأضواء في العالم العربي والدمية (براتز) تطيح بعرش (باربي) في الأسواق الغربية. تصدرت الدمية (يراتز) ذات الرأس الكبير والعيون الناعسة مبيعات الدمى في المملكة المتحدة مزحزحة الدمية الشقراء الشهيرة (باربي) عن مكانها الذي احتفظت به لعقود. وقالت صحيفة الجارديان إن (براتز) التي ظهرت إلى الأسواق قبل ثلاثة أعوام فحسب نجحت خلال هذه الفترة في جعل مدينة الدمى تترنح حيث حققت هذه الصغيرة مبيعات وصلت إلى 2.5 مليار دولار سنويا فيما لا تتعدى مبيعات باربي بإصدراتها الثماني والاربعين المختلفة . 6 مليارات دولار جدير بالذكر أن دميتين لباربي تباعان كل ثانية وإذاجمعت متعلقات الدمية الشقراء من الرأس لأخمص القدم التي بيعت منذ عام 1959م حتى الآن لتمكنت من صنع خط يدور حول الأرض سبع مرات وفقا لما ذكرته الصحيفة المذكورة، وقد أصدرت الشركة المنتجة إصدارات متعددة الأعراق من بارتز فهي سمراء وشقراء وآسيوية وسكسونية وغيرها وقد بيعت منها حتى الآن أكثر من 80 مليون دمية. وبالعودة إلى الدمية الجيزانية الوليدة التي شهرتها لا تضاهي فلة عربياً وباربي وبارتز عالمياً من خلال زيارة لمنطقة جازان العام الماضي قامت بها القنصل السياسي سابقاً بالقنصلية الأمريكية بجدة السيدة مونيكا ليميو فلقد أكدت في تصريح قائلة: بأنها لم تشاهد في حياتها أجمل من الدمية الجيزانية جذابة الشكل بمظهرها الغريب وملابسها التقليدية. وأضافت السيدة مونيكا بأنها عندما ذهبت بها إلى أمريكا العديد من الأصدقاء سألها عن كيفية الحصول عليها، جميع الأطفال الذين أعرفهم عشقوا الدمية الجيزانية من اللحظات الأولى. الجدير ذكره بأنه من الرغم من عدم تسمية الدمية الجيزانية حتى الآن إلا أن السيدة مونيكا بادرت بتسميتها (وسن الجيزانية) بحجة أنها اختارت أسم بنت الشخص الذي قدم لها الدمية الجيزانية هدية وحسب وصفها أن اسم (وسن) على نفس نغمات الدميات المشهورة عالمياً ومن السهل حفظ الاسم بالنسبة للأطفال وهذا مهم جداً لترويج الدمية الجيزانية بسرعة كبيرة. وتوقعت السيدة مونيكا بأنه لو طرحت الدمية (وسن الجيزانية) في الأسواق الأمريكية بنفس حجمها الحالي وشكلها الجذاب لن يقل سعرها عن 100 دولار أمريكي (مئة دولار أمريكي) واستغربت.. لماذا حتى الآن لم يتم التسويق لهذه الدمية التي مازالت تصنع بجهود فردية فقط.