استطاعت شخصية الدمية "باربي" لسنوات طويلة أن تسيطر على معظم منتجات الفتيات خصوصاً صغار السن منهن، فتلك الدمية تعبر عن شخصية عارضة الأزياء البريطانية، التي قطعت عهداً على نفسها أن لا تعتزل عالم الأزياء، إلا بعد أن تتأكد من دخول الدمية التي تمثل شخصيتها إلى كل بيت في العالم. ونجحت باربي في الوفاء بالعهد ودخلت شخصيتها بلا استئذان غالبية المنتجات التجارية، من دون أن توفر الحقائب المدرسية والأقلام والدفاتر والملابس وأدوات التجميل والعطور والعاب الأطفال، حتى أنه ظهر عطر يحمل اسمها، وغيرها من المنتجات بموديلات وأزياء مختلفة. واخفقت محاولات الجهات المختصة في وزارة التجارة في القضاء على المنتجات التي تحمل صورة تلك الفتاة، بحجة تعارضها مع العادات والتقاليد الإسلامية، بل أسفرت عن نتائج عكسية تمثلت في زيادة تلك المنتجات التي تحمل صورتها، خصوصاً في ما يتعلق بالأدوات المدرسية التي تحرص الفتيات على اقتنائها. إلا أن زمن باربي وبريقها بدا يوشك على الانتهاء، بعد ظهور شخصية"فلة"الكرتونية التي تمثل دمية فتاة عربية مسلمة استطاعت أن تكتسح السوق السعودي بقوة وتنافس باربي بقوة، ساعدها على ذلك ظهورها بشكل فتاة بزي عربي، وترتدي الحجاب الإسلامي في عدد من المنتجات. وغدت"فلة"شخصية هذا العام من خلال وجودها في كل المكتبات والمراكز التجارية الاختصاصية في بيع الأدوات المدرسية من حقائب مدرسية ودفاتر وأقلام وغيرها من المنتجات كلها تحمل شخصية فلة العربية المسلمة على رغم أنها صنعت في دول غير إسلامية، وحققت مبيعاتها أرقاماً قياسية في صفوف الطالبات. يقول حسن أحمد صاحب إحدى المكتبات في جدة ل"الحياة""إن شخصية فلة هي شخصية هذا العام، إذ استطاعت تلك الشخصية أن تحقق للمكتبات مبيعات كبيرة جراء الإقبال المتزايد من جانب المستهلكين على شراء منتجات مدرسية تحمل صورة هذه الشخصية الكرتونية التي ظهرت من خلال إحدى القنوات الفضائية، إذ تفوق مبيعات تلك المنتجات بين صفوف الفتيات الصغيرات بنسبة 80 في المئة مبيعات المنتجات الأخرى التي تحمل شخصيات أخرى مثل باربي الموجودة في الأسواق منذ سنوات، إلا أن مبيعات الأخيرة انخفضت بشكل كبير هذا العام وبنسبة تزيد على ال 90 في المئة عن الأعوام الماضية". فيما أكد حمد الزنبقي الذي يملك إحدى المكتبات في شمال جدة"أن الشخصيات الكرتونية لها تأثيرها على الأطفال، ما حدا بالشركات المصنعة على إنتاج منتجات تحمل صور تلك الشخصية المحببة لديهم". وقال"إن الطلب هذا العام يتزايد بشكل كبير على الأدوات المدرسية التي تحمل صورة فلة الكرتونية، وشكلت مبيعاتها نسبة تفوق ال70 في المئة عن مثيلاتها من الأدوات التي تحمل صور شخصيات أخرى مثل باربي التي كانت تهيمن على تلك المنتجات خلال السنوات الماضية، وغيرها من الشخصيات الكرتونية الأقل حظاً في الطلب". وأضاف الزنبقي قائلاً:"فلة هي موضة العام الحالي لدى الطالبات"، مشيراً إلى توقعه لظهور منتجات أخرى غير مدرسية تحمل صوراً لتلك الشخصية الكرتونية في منافسة شديدة مع شخصية باربي التي أصبحت تظهر في كثير من المنتجات الخاصة بالفتيات. الطفلة أمجاد الغامدي الطالبة في الصف الثالث الابتدائي أرجعت أسباب شرائها لشنطة تحمل صورة"فلة"إلى حبها لهذه الشخصية الطيبة. وقالت إن"فلة تمثل فتاة عربية مسلمة ترتدي الحجاب على عكس شخصية باربي التي ترتدي ملابس لاتناسب عاداتنا وتقاليدنا". وحرصت أمجاد على اقتناء جميع مستلزماتها المدرسية بصور تلك الشخصية الكرتونية"فلة".