تعقيباً على التغطية الصحفية لمهرجان الجنادرية التي تقوم بها جريدة الجزيرة عبر صفحاتها الغراء أقول: أثناء تجوّلي في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية21) انتقلت بي الأيام إلى ذلك العهد الذي قضى فيه آباؤنا وأجدادنا حياتهم وسط فُرقةٍ وشتات، وجوعٍ وخوف، وعسرٍ وضَنَك عيش، إلى أن يسَّر الله عز وجل لهذه البلاد الملك المؤسس: عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- فلّم الله به الشمل، ووحّد به الكلمة، تحت راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فانتشر الأمن في عهده وسادت الطمأنينة والرخاء على شعبه، وما زلنا - ولله الحمد - حتى هذا اليوم ننعم بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، ولم يكن ذلك ليتحقق إلا بتوفيق الله عز وجل ثم بتطبيق شريعة الله تعالى في البلاد وبين العباد. ولكي تدوم نعمة الأمن والأمان كان لابد من شكر الخالق جل وعلا على هذه النعم، وأن نلزم جماعة المسلمين وننبذ الفرقة والخلاف، وأن نسمع ونطيع لولاة أمورنا وعلمائنا الربانيين، وأن نوّحد الكلمة ونقف صفاً واحداً في وجه كل من أراد أن يوقد الفتنة في بلاد الحرمين الشريفين: مهبط الرسالة وقبلة المسلمين وقاعدة الإسلام وحصن الإيمان ومعقل الدعوة. نقفُ صفّاً واحداً في وجه كل حاسدٍ وحاقد امتلأ قلبه غيظاً وكمداً مما نعيشه من أمن واستقرار. نقفُ صفّاً واحداً في وجه كل من أراد أن يهز كياننا ويفرق كلمتنا مهما استخدم من عباراتٍ براقة وخطاباتٍ مضللة تخفي تحت أنيابها الحقد الدفين للإسلام وأهله. نقفُ صفّاً واحداً في وجه كل من جعلوا من أنفسهم وقوداً لفتنة عمياء وإجرام أسود انقضَّ على الأطفال والنساء في بلاد الحرمين الشريفين. إن مصدر الأمن في بلادنا هو التمسك بشرع الله وسنة نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلّم؛ ولذا مهما حاول الأعداء الكيد والتآمر فلن يصلوا إلى مطلوبهم ما دمنا متمسّكين بشرع الله المطهر، ملتفين حول ولاتنا وعلمائنا. فالسفينة واحدة والمصير واحد وما تعيشه بلادنا اليوم من تلاحمٍ وترابط بين القيادة والشعب في نبذ تلك الأفعال الشنيعة والأفكار الهدامة إلا أكبر دليلٍ على انتمائنا لهذا الكيان العظيم الذي نتفيؤ ظلاله وننعم في أكنافه. نسأل الله عز وجل أن يديم علينا هذه النعم وأن يوفقنا للقيام بشكرها وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. محمد بن عبدالعزيز المحمود