إجازات الموظفين؟!

من المحرر عمرو بن عبدالعزيز الماضي

أعرف ان عنوان مقالة هذا الأسبوع قد تغضب بعض الموظفين خصوصاً وان الإجازة العادية حق من حقوق الموظف المكتسبة بناء على نص المادة (28/1) من اللائحة التنفيذية لنظام الخدمة المدنية التي نصت على انه يستحق الموظف اجازة عادية قدرها ثلاثون يوما عن كل سنة من سنوات الخدمة براتب كامل يصرف مقدما حسب آخر راتب تقاضاه الموظف .
وأنا هنا لا اختلف مع ما ورد في هذه المادة لكون الإجازة محطة للراحة والاستجمام يعود بعدها الموظف الى العمل بنشاط وحيوية جديدة,, بل انا اكثر الذين لا يؤيدون ان يكون للموظف رصيد كبير من الإجازات العادية التي تصل احيانا لأكثر من سنة!! فلا يستفيد الموظف بعد احالته للتقاعد على سبيل التعويض إلا عن ثلاثة أشهر فقط مما يجعله أحيانا يندم على عدم التمتع بإجازاته العادية في وقتها!
وقد يمنع بعض الموظفين من الحصول على اجازاتهم السنوية حاجة العمل حيث يرفض المدير احيانا اعطاء الموظف اجازته العادية في وقت من أوقات السنة ولكن عليه ان يعطيه هذا الحق في وقت آخر من السنة لا ان يحرمه طوال السنة من هذه الإجازة حيث ان حرمانه من هذه الإجازة يعتبر تعديا على حق من حقوقه!
واتمنى هنا ألا يفهم البعض أن للموظف الحق بالحصول على الإجازة في اي وقت يشاء دون ان يراعي ظروف العمل والإدارة فصحيح ان الإجازة حق مكتسب له، ولكن بشرط موافقة الإدارة عليها التي هي أدرى بظروف العمل والعاملين في الإدارة بشكل عام!.
نحن على ابواب الصيف، وعطل المدارس، فقد قرر كثير من الموظفين الحصول على الإجازة التي كثيرا ما يحب الآباء ان يحصلوا عليها في هذا الوقت بالذات من العام لأنها تتوافق مع إجازات ابنائهم وبناتهم, وهذا عادة ما يحدث فراغا كبيرا في الإدارات ويقلل من اعداد الموظفين الموجودين في كل إدارة، حيث يذهب اكثر من (80) في المائة من الموظفين في فترة الصيف وتبقى غالبية الأعمال مؤجلة ويكون المراجع هو الخاسر الوحيد في ذلك!
نحن لا نقول لا للإجازات,, ولسنا ضد تمتع الموظفين بإجازاتهم في الصيف,, بل نتمنى وضع ضوابط دقيقة في كافة الإدارات الحكومية لتحقيق العدالة بين الموظفين في الحصول على اجازاتهم السنوية!! حتى لا نجد مدير إدارة يذهب الى إجازته في الصيف ويترك العمل والجمل بما حمل على نائبه او مساعده الذي لا يتمتع بإجازته العادية إلا في المربعانية ! او حتى موظف نشيط ومخلص وتعتمد عليه الإدارة بشكل كامل فيعطى الجميع إجازاتهم ما عدا هذا الموظف المخلص الذي لا يمكن منحه إجازة في ظل عدم وجود المدير او رئيس القسم لأنه هو الملم بالعمل وبدونه سيتأثر العمل ويرتبك!!
لنحاول ان نعطي كل ذي حق حقه بكل عدالة ومساواة، ولسنا ضد تمتع الموظفين بإجازاتهم في فترة الصيف، ولكن يجب ان يكون ذلك وفق خطة وجدول يوزع الإجازات بين العاملين على مدار العام، ومن أعطي هذا الحق في العام الماضي ليفسح المجال لزميل له لم يمنح هذه الرغبة في هذا العام وهكذا.
إن الإجازات العادية وطريقة التمتع بها في الإدارات الحكومية تحتاج الى دراسة ووضع ضوابط دقيقة من قبل المسؤولين لإعطاء كل ذي حق حقه، ولتحقيق العدالة والمساواة بين كافة العاملين, والله الموفق.