افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض صباح أمس مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ الواقع بمنطقة قصر الحكم، كما أزاح سموه الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع تحسين سوق الزل، وكذلك اللوحة التذكارية لتطوير ميدان دخنة. ويقع مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم في منطقة قصر الحكم، التي تعتبر المنطقة المركزية لوسط المدينة، وعلى مقربة من بوابة دخنة التاريخية، كما يحيط بالمسجد نسيج عمراني تاريخي أهمها حي الدحو التاريخي وعدد من المباني الطينية، والأزقة التقليدية المشهورة بالمحلات التراثية، وتجارة الملابس الرجالية التقليدية، ومنها سوق الزل. كما يعتبر المسجد حلقة وصل لربط المحكمة العامة بمنطقة قصر الحكم، ضمن منطقة تجارية، نشطة، تضم عدداً من المحلات، والمراكز التجارية المهمة. وقد أخذت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في الاعتبار عند تصميم المسجد ضرورة إعادة العلاقة بين المسجد والنسيج العمراني المحيط به، من خلال فهم الخلفية التاريخية لوضع المسجد، واستيعاب المستجدات الحديثة على المدينة بشكل عام، ومنطقة وسط المدينة، وقصر الحكم بشكل خاص. وحددت ملامح هذه العلاقة في عدد من المتطلبات، كاحترام البيئة العمرانية في منطقة قصر الحكم، وضرورة التوافق معها، وربط المشروع بصرياً، ومرورياً بالمحكمة العامة، ومنطقة قصر الحكم، وشارع طارق بن زياد، والمنطقة المحيطة بالمسجد، وربطه كذلك بالشوارع الفرعية المحيطة به، خصوصاً المؤدية لسوق الزل. كما تضمن التصميم تنسيق الساحات الخارجية، وممرات المشاة، وأماكن الجلوس المظللة، ومواقف السيارات الخاصة بالمصلين، وتوفير عدد كاف منها، وتوفير الإضاءة اللازمة لها. واعتبر في التصميم تفاوت أعداد المصلين في غير يوم الجمعة، وتلافي هدر الطاقة في الإضاءة، والتكييف، من خلال الاستخدام الجزئي للفراغ في الصلوات اليومية، وإمكانية الإفادة من وسائط التكييف الطبيعية. كما اعتبر في التصميم تحقيق الربط البصري بين شارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وشارع طارق بن زياد من خلال ساحة تجمع في الزاوية الواقعة عند التقاء الشارعين. وتتكون عناصر المسجد الرئيسية الذي تبلغ مساحته الإجمالية 9.126 متراً مربعاً من مصلى للرجال يتسع لعدد 1800 مصلٍ، ومصلى آخر للنساء يسع 180 مصلية، وسرحة تتسع لعدد 1000 مصلٍ، ومكتبة، و26 محلاً تجارياً، إضافة إلى سكن للإمام وآخر للمؤذن، ومكاتب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد اكتسب المسجد مكانة علمية خاصة، باعتبار المكانة العلمية للمشائخ من أسرة آل الشيخ الذين توالوا على إمامته، والتدريس فيه، وكانوا من كبار علماء المنطقة، وهم: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ - رحمهم الله -، وما زالت أسرة آل الشيخ تتولى إمامة هذا المسجد والتدريس فيه حتى هذا الوقت. إضافة إلى أن المسجد قد شهد ازدهاراً في نشاطه العلمي المكثف بعد أن تولى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله - إمامته وخطابته والتدريس فيه لفترة امتدت لخمسين عاماً، وذلك منذ عام 1339ه وحتى وفاته في عام 1389ه. عقب ذلك تفضل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع تحسين سوق الزل، الذي يقع في المنطقة المحصورة بين شارع طارق بن زياد جنوباً وشارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب غرباً وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً، في مساحة تبلغ 38.580 متراً مربعاً. واشتمل العمل في مشروع تحسين هذا السوق، الذي يهدف إلى رفع المستوى الحضري للسوق والإبقاء على أنشطته التجارية القائمة، على إعادة تنظيم البنية التحتية، والقيام بأعمال التبليط، والتظليل والإنارة للممرات الداخلية للسوق، بحيث توفر إضاءة طبيعية لتلك الممرات، إضافة إلى تحسين واجهات الممرات الداخلية، وأسقفها، وتوفير مواقف إضافية لمسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، وسوق الزل. كما عمل المشروع على تنظيم مداخل السوق من جهة الشوارع المحيطة، إضافة إلى تأكيد المحور الرئيسي للمشاة القادمين من جهة الجنوب، باتجاه منطقة قصر الحكم. وتتمثل أهمية سوق الزل من الناحية التاريخية في أنه يعتبر السوق الرئيسية لتجارة السجاد والملابس الرجالية والسلاح، حيث ما زال محتفظاً بهذا النشاط حتى وقتنا الحاضر.. ثم بعد ذلك تفضل سموه بإزاحة اللوحة التذكارية لتطوير ميدان دخنة، الذي تبلغ مساحته المطورة 15000م2، وقد قامت الفكرة التصميمية لهذا الميدان على إحداث ترابط بصري بين العناصر المعمارية، والمؤسسات الخدمية على جانبي شارع طارق بن زياد، وبين جنوب الشارع ومنطقة قصر الحكم، وقد تم ذلك من خلال رصف الميدان بشكل يميزه عن بقية أجزاء الطريق، ويسهل حركة المشاة عبر ضفتي الشارع، مع الحفاظ على انسيابية الحركة المرورية الكثيفة. ومما يذكر أن أهمية ميدان دخنة تتمثل في كونه كان يمثل قديماً واحداً من أهم ميادين مدينة الرياض، كما أنه يعج حالياً بالحيوية والنشاط والحركة. وتأتي أهمية موقع المشروع بعناصره الثلاثة، من كونها تقع في منطقة تاريخية عريقة تضم قصر الحكم وجامع الإمام تركي بن عبدالله، وقصر المصمك التاريخي. بالإضافة إلى مقر المحكمة العامة والأجهزة الإدارية الأخرى، وكذلك الأسواق والمراكز التجارية المختلفة.