تعتبر أمراض القلب هي السبب الرئىسي للوفاة على مستوى العالم وتعد أمراض الشرايين التاجية هي السبب الرئيسي لأمراض القلب في النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن. وحول أسباب انتشار أمراض الشرايين التاجية صرح لصحيفة الجزيرة الدكتور رضا حسين دياب استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز الورود الطبي قائلاً: إن انتشار أمراض الشرايين التاجية في هذا العصر يرجع إلى عدة أسباب أهمها: تغير أنماط السلوك البشري، ومنها التدخين، السمنة، قلة الحركة وانتشار مرض السكري وضغط الدم، بالإضافة إلى تغير نمط الغذاء إلى الغذاء الغربي الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح والابتعاد عن الخضراوات والفاكهة الطازجة والزيوت النباتية. وعن تشخيص وعلاج أمراض الشرايين التاجية وأعراضها يقول: يعد الكشف عن أمراض الشرايين التاجية من التحديات التي واجهت الأطباء في القرن الماضي إلا أن انتشار المرض أدى إلى اختراع وسائل عديدة لتشخيص وعلاج أمراض الشرايين التاجية. أما أهم أعراض الجلطة بالشريان التاجي هي آلام بالصدر أو إحساس بالاختناق أو وجود ثقل بالصدر مع تعرق شديد واصفرار، وتكون هذه الأعراض أكثر من 20 دقيقة متواصلة مع انتقال الآلام إلى الكتفين والفك والرقبة وعلى هذا قامت جمعية القلب الأمريكية بتوصية عمل رسم قلب لأي مريض يعاني من آلام بالصدر، ويجيب الدكتور رضا عن سؤالنا حول أنجح الوسائل للعلاج قائلاً: لقد أثبتت الدراسات الجديدة أن فرص فتح الشريان المسدود بالجلطة الحديثة عن طريق القسطرة أنجح من العلاج بمذيبات الجلطة الدوائية حيث إن نسبة نجاح إذابة الجلطة عن طريق القسطرة تتعدى 90% من الحالات وهذا بدوره يؤدي إلى خفض نسبة الوفيات وهبوط وظائف عضلة القلب الناتجة عن الجلطة بالشريان التاجي وفي حالات الجلطة الحديثة بالشريان التاجي، تتم إذابة الجلطة عن طريق بعض الأدوية بالحقن بالوريد وذلك لفتح الشريان التاجي حتى لا يحدث تلف لعضلة القلب، وكلما كان الدواء مبكراً في الحالة، كانت نسبة نجاحه أعلى وكلما تأخر إعطاء هذا الدواء قلت نسبة نجاحه في تذويب الجلطة حيث إنه لو أعطي في الساعة الأولى تتخطى نسبة نجاحه 70% أما لو أعطي في الساعة الثانية فإن نسبة نجاحه لا تتعدى 50% وعلى هذا فإن مريض الجلطة الحديثة عليه أن يستشير الطبيب المختص في أسرع وقت حتى يتسنى التشخيص المبكر وإعطاء الدواء بسرعة. ويستطرد الدكتور دياب قائلاً: اليوم يتم الكشف عن أمراض الشرايين التاجية عن طريق الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي ونتائج الدراسات مبشرة إلا أن تصوير الشرايين التاجية عن طريق القسطرة ما زالت هي الطريقة الأكيدة لتشخيص أمراض الشرايين التاجية بالإضافة إلى علاج هذه الأمراض. هذا وقد تطورت تكنولوجيا القساطر والبالونات والدعامات في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً حتى أصبح العلاج عن طريق القسطرة هو العلاج الأساسي مما أدى إلى تراجع عدد جراحات القلب والوفاة الناتجة عن أمراض القلب والشرايين، ومن التطورات الجديدة في علاج الشرايين التاجية، الدعامات الدوائية حيث إن هذه الدعامات معالجة دوائىاً بحيث أنها تقلل نسبة ضيق الدعامات إلى أقل من 1% بالقياس إلى الدعامات الأخرى المعدنية والتي كانت نسبة حدوث ضيق بها تصل إلى 20% والدعامات الدوائية ليست لها أي أخطار معروفة. وفي ختام تصريحه يقول الدكتور دياب: تجرى الآن دراسات لمقارنة الدعامات الدوائية مع الجراحة في حالات تعدد مرض الشريان التاجي والنتائج حتى الآن مبشرة وقد تؤدي هذه النتائج إلى تقليل عدد المرضى الذين يتم تحويلهم إلى الجراحة.